قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية انه عندما اطاح المشير السابق والمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر قبل 10 اشهر, كان شخصية مجهولة إلى حد كبير ولكن الان مع التوقع على نطاق واسع ان يكون الرئيس المقبل للبلاد بعد التصويت الرئاسي يومي الاثنين والثلاثاء، لا تزال خططه لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الهائلة في البلاد هي غامضة. نوهت الصحيفة ان غياب تلك التفاصيل جعلت التصويت أكثر من استفتاء على الأمن والاستقرار الذي وعود بهم السيسي، وابعد من الإصلاحات الديمقراطية التي سعى المصريون اليها في عام 2011 كما عبر مسؤولون في واشنطن عن قلقهم من أن الحريات الأساسية في مصر قد تعاني يقول الاقتصاديون أن السيسي يراكم ما يكفي من رأس المال السياسي لإجراء تغييرات أساسية في الانفاق الجامح في مصر. اوضح وليام جاكسون، وهو خبير اقتصادي في كابيتال ايكونوميكس ومقرها لندن، ان لهجة السيسي الحذرة في حواراته توحي انه قد لا يضمن اصلاح شامل لنظام دعم المواد الغذائية والطاقة الذي يستغرق خمس الميزانية, معربا عن الشك في أن السيسي سيقوم بالإصلاحات التي من شأنها تسمح بنمو مصر لمدة أربع أو خمس سنوات. من جانبه, قال كبار المسؤولين الأميركيين ان إدارة أوباما تعتقد ان السيسي لا ينفق الكثير من الوقت الذي يحتاجه لمعالجة القضايا الاقتصادية الأساسية التي تواجه مصر. كما عبرت وزارة الخارجية الامريكية عن قلقها يوم الجمعة بشأن فرض قيود على حرية التعبير والصحافة العامة في الأشهر الأخيرة. واضافت ماري هرف ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية "لقد لاحظت بالتأكيد أن البيئة لم تكن مفتوحة كما يجب أن تكون لذلك نعتقد ان هناك حاجة إلى مستقبل مختلف على الاطلاق". يقول المحللون ان الحملة على المعارضة التي اشرف عليها السيسي كقائد عسكري تفوق بكثير حملة القمع تحت الرئيس الاسبق حسني مبارك، الذي كان يعتمد جزئيا على السماح للمعارضة في منطقة محكمة في حين ان دعم الحزب الوطني الديمقراطي انذاك عزز سيطرة مبارك السياسية. اوضحت الصحيفة ان السيسي لا يوجد لديه الية سياسية من هذا القبيل، لكنه يحظى بدعم الجيش الذي قاده مؤخرا بالإضافة إلى الدعم الشعبي الذي افتقده مبارك. وذكرت الصحيفة انه في حال فوز السيسي سيتولى المنصب في غياب البرلمان، مما يتيح له سلطة إصدار قوانين بمرسوم رئاسي ومن المرجح ان يكون له يد قوية في تشكيل القوانين التي تحدد كيف سيتم انتخاب هيئة تشريعية. وقال هاني صبرا، مدير منطقة الشرق الاوسط مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية مقرها نيويورك, ان السيسي سيكون لديه كمية هائلة من رأس المال السياسي عند انتخابه ولكن الخيارات السياسية المصرية مائعة.