السيد يسين : أرفض إسقاط الثوار لهيبة الدولة محيط – رهام محمود وقع السيد يسين الخبير الإجتماعي السياسي مساء أمس كتابه "ما قبل الثورة" بمكتبة ألف، وقال أن شباب 25 يناير تجاوزوا القيود الحكومية عن طريق تواصلهم على شبكة الإنترنت التي لا تعرف رئيس ومرؤوس، ومن هنا كانت الثورة بلا قائد ، واحتشد في الميدان الألوف ثم الملايين . رأى السيد ياسين أن النظام السابق اثبت فشلا جسيما في إدارة الأزمات في المجتمع المصري، فهو لم يدرك الفوارق الإجتماعية والأزمة الثقافية والطائفية . وتصور يسين أن الدولة عليها تحفيز الإستثمار لعمل مشروعات ضخمة ، وقد استطاع الشباب أيضا أن يفجر حلولا لمشكلات منها متعلق بالعشوائيات ومنها بالبحث العلمي ، وهي أحد نتائج الثورة الإيجابية . وعن الإعلام المصري قال السيد ياسين: الإعلام المصري يمر بحالة مرضية؛ الإثارة فيها هي الشعار المرفوع، والتعددية في الجرائد أصبحت مشابهة، واصبح هناك الإشاعة والقصص المفبركة. وبعد الثورة لابد أن يمارس المجتمع المدني والمثقفون الرقابة على الإعلام كتأسيس جمعيات كجمعية حماية المستهلك من السلع الفاسدة، وأن ينشر تقارير سنوية عنه، وهذا سيؤثر في تنشيط أداء الإعلام، دون اللجوء للرقابة الرسمية . وانتقد يسين قرار عصام شرف رئيس الوزراء بفصل ضباط الشرطة المتهمين بقتل الثوار، لأننا دولة قانون ويمكننا فقط إيقاف المتورطين عن عملهم لحين محاكمتهم، واعتبر يسين أن المجلس العسكري دوره ليس السياسة ولكنه تبرع بذلك خدمة للوطن فهو في الأصل ثقافته عسكرية ، وخطأهم وارد ، ولكن من الخطأ أن نقيم هيكلة جديدة لإدارة مصر وننحي منها المجلس العسكري . ومن المطالب التي يرفضها السيد يسين تهديد ثوار السويس بقطع خط الملاحة في قناة السويس، أو أن يقطع ثوار بقنا خط السكة الحديد، فلابد أن يتم معاقبتهم على أفعالهم في دولة قانون، فهم يسقطون تماما هيبة الدولة، والتي لو سقطت ، تسقط الدولة معها . ثورة مصر كما انتقد يسين إقصاء أعضاء الحزب الوطني المنحل من الحركة السياسية، وقال أنه كان يضم ثلاثة ملايين وليس كلهم فاسدون، لأن هناك من دخلوه بحسن نية، ولكن المهم إقصاء رموز الفساد فيه . يرى يسين أن ثقافة الصورة أخطر من الكتابة، فنحن نعيش عصرا نرى فيه ما يجري في أي مكان، ونرى كيف كان طاقم أساطيل الحرية المتجهة لغزة يتواصلون عبر الإنترنت من جنسيات حول العالم . لهذا فإن مجتمع الثورة أحد المجتمعات الجديدة، ولكن لكي تنضم لهذا المجتمع لابد من أن تملك عقلا نقديا ولا تتقبل ما تقرأه ببساطة . ولكن على الجانب الآخر استطاع الشباب عبر التكنولوجيا أن يحققوا المستحيل، فقد كان المثقفون يحلمون بثورة جياع على حد أقصى، وفوجئنا بشباب الثورة من الطبقة المتوسطة المتعلمة ويتحدثون بلغات أيضا ورغم ذلك ينخرطون كقادة للمظاهرات . واستطاعوا اختراق جدار الصمت وكسر النظام الإستبدادي. اعتبر يسين أن الثورة كانت انفجارا سياسيا، وقد تحولت من انتفاضة ثورية لثورة شاملة، ولكن داخل ميدان التحرير حدث الإنفجار الإجتماعي وظهر الفقراء على الساحة والعاطلين عن العمل. واعتبر أيضا أن حل مشكلات الفقراء يكمن من القرار الجماهيري وليس السياسي الفوقي وحده . يقول يسين : الشباب الثائر لديه طموح لصياغة ديمقراطية مصرية، تقوم على المشاركة في صنع القرار، والرقابة عليه، والثوار لا يقتنعون بالقرارات الحالية التي يروا فيها تواطؤ على ثورتهم مثل عدم تطهير الداخلية من الفاسدين. ولهذا فالحل أن يكون بدلا من المجالس المحلية مجالس أخرى منتخبة بشكل حقيقي ونبتعد عن السلطة المركزية، وبحيث تكون هناك رقابة محلية على إنجاز كل جهاز . اعتبر يسين أن الثورة نجحت في تونس ومصر، ولم تحقق النجاح في اليمن وسوريا وليبيا، ومع ذلك فالأمر مبشر لأن الشعوب العربية قاطبة باتت ترفض الفساد، وسيسقطون رؤسائهم لأن المزاج العالمي نفسه يسير الآن مع الديمقراطية وحقوق الإنسان . ويطالب يسين بحكومة ائتلافية ومجلس شعب يمثل تيارات المجتمع ، ولابد من حل مشكلة الجهل والأمية وعصبيات الصعيد ووجود البلطجة في المدن حتى نظفر بالديمقراطية، لأن الأغلبية حاليا لا تنتخب الأفضل دائما . وجماعة الإخوان برأي يسين هي الأكثر تنظيما ، أما جماعات السلفية فبينها اختلافات ولهم تجاوزات لن يقبلها المجتمع . وسمى يسين ميدان التحرير "يوتوبيا ميدان التحرير" فليس فيه مشكلة بين محجبة ومنقبة ومن ترتدي الجينز، مسيحي، مسلم كلنا مصريين، ولا هناك مشكلة أن نسمع خطبة الجمعة مع القداس، وهذا مؤشر أن غالبية الشعب المصري ضد التطرف ويسعى للحوار مع الآخر ويحترمه.