كتب 2009 حول العالم .. الأكثر مبيعاً وجدلاً محيط – مي كمال الدين حققت العديد من الكتب صعودا باهرا خلال العام الحالي الموشك على الإنتهاء ، أو التي تصنف عادة لدى الناشرين ضمن قائمة " الأكثر مبيعا " وهي صفة تكفي وحدها لبيع مزيد من النسخ من الكتاب حيث يقبل الجمهور على الكتب المطلوبة بقوة ، وعلى الجانب الآخر شهد العام أسماء كتب اقترنت بأزمات وأثارت الجدل وقوبلت بانتقاد أو هجوم حاد أو تعرض أصحابها للمحاكمة .. جولة بين إصدارات 2009 . أصدر الدكتور سيد بن حسين العفانى كتابا بعنوان "خوميني العرب حسن نصر الله والشيعة الرافضة .. الشر الذي اقترب" وكان من المتوقع أن يقابل بهجوم شرس من المثقفين الشيعة على وجه الخصوص ، وبالفعل أقام الدكتور أحمد راسم النفيس دعوى قضائية مطالباً فيها بسحب الكتاب ومقاضاة كل من مؤلفه حسين العفانى وسهام العفانى صاحبة دار العفانى للنشر، بينما أكد العفاني أن كل ما ورد بالكتاب من معلومات صحيح تماما ، وزاد باتهام النفيس بتلقى أموالاً من إيران وأنه على اتصال دائم بحسن نصر الله وأن هناك مخططا للمد الشيعى في مصر يتم تنفيذه عن طريق النفيس نفسه . نفي الروائي المصري المقيم في ألمانيا حامد عبد الصمد أن تكون روايته "وداعا أيتها السماء" تدعو إلى الإلحاد ، وكانت ترجمة ألمانية عن مؤسسة فيمج للنشر والإعلام بمدينة كولونيا قد صدرت للرواية ذاتها. وقد فجر كتاب "مراجعات الفكر والتنظيم في جماعة الإخوان المسلمين" لمؤلفه الدكتور السيد عبد الستار المليجي قيادي البارز سابقا بالجماعة أزمة حادة بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين، حيث يتعرض الكتاب للتنظيم الخاص داخل الجماعة، وهو الأول ضمن موسوعة تؤرخ للجماعة. أما كتاب "اليهود والأغيار" لسعدي جرامه والذي يتحدث عن التوراة ، وهو يدرس في أغلب المدارس الدينية الأمريكية والإسرائيلية، وتنبع أهمية الكتاب لكونه يستند إلى التراث اليهودي الكلاسيكي، وآراء ومواقف كبار الفقهاء في العصر الحديث، الذين ذكرهم بالاسم، ويؤكد من خلال الكتاب أن اليهودية تعتبر الصراع بين اليهود الأخيار، والأغيار الأشرار صراعا أبديا. وفي النرويج ، قام القس ينس أولاف ميلاند من خلال تجربته كناطق رسمي لمنظمة الحوار الفلسطيني - اليهودي وقس للقوات الدولية "يونيفل" في لبنان بفضح الكيان الصهيوني عبر كتابه الجديد "المنسيون من البشر"، والذي يبرهن من خلال معايشته ومشاهدته للمنطقة علي زوال الدولة العبرية، ويتناول الكتاب دور المسيحية الصهيونية والمسيحيين الأصليين من الشرق الأوسط وعلاقتهم بالكيان الصهيوني ومعايشتهم للأزمات الفلسطينية - الإسرائيلية ومشاركتهم فيها ووقوفهم إلى جانب أبناء شعب فلسطين من المسلمين أصحاب الأرض على الرغم من الضغوط اليهودية عليهم يومياً. في أمريكا ، أثار كتاب "نبي الولاياتالمتحدة ..موسى وقصة أمريكا" للكاتب الأمريكي بروس فيلر جدلاً واسعاً حيث يقول المؤلف في كتابه أن أمريكا على مر العصور ومنذ تأسيسها قد تأثرت بفكر ودعوة نبي الله موسى عليه السلام، أكثر من تأثرها بعيسى عليه السلام على الرغم من أنها دولة مسيحية يمثل عدد المواطنين فيها ممن يدينون بالديانة المسيحية أكثر من 75% . غلاف الرواية وصدر عن المشروع القومي للترجمة كتاب من تأليف إسرائيل شاحاك، والذي يعد من أكبر منتقدي سياسات بلاده العنصرية، رغم أنه يهودي إسرائيلي، وكان لكتاباته جدل دائم داخل الكيان الصهيوني وأمريكا وأوروبا. الكتاب يضم خمسة كتب هامة لشاحاك ومؤلفين آخرين معه ومعنون ب "القلم الجريء .. مفكرون غربيون ويهود انتقدوا الصهيونية. في مصر ، أثار كتاب "بدعة الرهبنة" للدكتور حنين عبد المسيح الباحث في الكتاب المقدس والواعظ السابق بالكنيسة الأرثوذكسية غضب البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة وبطريرك الكرازة المرقسية، لما يحمله الكتاب من تساؤلات مثل "هل الكنيسة الأرثوذكسية مقدسة وفوق النقد ثم هل الكنيسة الأرثوذكسية أرثوذكسية حقا"، كما تطرق إلى نشأة الرهبنة ومبادئها وإضرارها بالكنيسة. وقام الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة المصرية والمرشح الأبرز لخلافة البابا شنودة بتأليف كتاب "الرد على البهتان" والذي يرد فيه على رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، وصنفها بأنها دراسة بحثية وثائقية تاريخية عقائدية لدحض الرواية. يذكر أن " عزازيل " ظلت متهمة منذ صدورها وحتى اليوم بالتشكيك في العقيدة المسيحية عبر بطلها الراهب الذي يتساءل في أمور كبرى تتعلق بالمسيح عليه السلام وطبيعته والنظرة المسيحية للذات الإلهية وغيرها . بباوي .. مسيحي يدافع عن المسلمين وفي محاولة لمواجهة جاهلية الغرب ضد الدين الإسلامي ورسوله الكريم والاعتقاد السائد لديهم بأن الإسلام مرادف للإرهاب وصانع للعنف، قدم المفكر المسيحي الدكتور نبيل لوقا بباوي كتابه " "محمد .. الحقيقة والافتراء في سيرته"، حيث سعى المؤلف من خلال كتبه للتصدي للحملة التي قادها مستشرقو الغرب ضد الإسلام ورموزه خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر بمزيد من الحقد والظلم والافتراء، من أجل تشويه وطمس ما هو طيب في الإسلام. بسبب روايته السابقة "آيات شيطانية" والتي حملت إساءة للإسلام وللرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" قررت الرقابة المصرية منع دخول روايتي "أطفال منتصف لليل"، و"العار" للكاتب البريطاني ذو الأصول الهندية سلمان رشدي إلى مصر وتداولها في دور النشر والمكتبات. في الجزائر نجد حالة من الجدل أثارها كتاب "الصوفية الإرث المشترك" للشيخ خالد بن تونس زعيم الطريقة "العلاوية" في الأوساط الدينية والثقافية الجزائرية، حيث ضم الكتاب بين دفتيه صور مشخصة للرسول صلى الله عليه وسلم إلي جانب الإساءة للمقدسات الإسلامية، مما جعل المجلس الإسلامي الأعلى التابع للرئاسة الجزائرية بالمطالبة بحذف كافة الصور التي تضمنها الكتاب، وشدد في بيان رسمي علي ضرورة حذر تلك الصور بالصورة الملائمة سواء بتغطيتها أو بأي وسيلة أخري من أجل تجاوز الأزمة وتهدءت الأجواء المشتعلة في البلاد. أثار الروائي السعودي هاني نقشبندي الجدل الواسع في روايته "سلام" والتي تهدف لإبراز العرب كمحتليين لا فاتحيين في الأندلس ، ورأى مؤلفها أن دولة عظيمة انتهت لأن دافع بنائها تحول من نشر الإسلام في أرض جديدة أو التبشير به إلى دوافع سياسية واقتصادية دنيوية. ولازلنا مع السعودية ، حيث قررت إدارة المطبوعات في فرع وزارة الثقافة والإعلام السعودية منع رواية "سور جدة" في السعودية للكاتب سعيد الوهابي وذلك وفقاً لم قالته بأنها تمس الثوابت الدينية والهوية الوطنية، وقد أوضح المؤلف أن قرار منع روايته يناقض الوعود المقطوعة من قبل الحكومة ب"عصر لا رقابة فيه". غومورا قد يتسبب كتاب في تعرض صاحبه للمحاكمة ومصادرة كتابه ولكن هل يتسبب كتاب في تهديد صاحبه بالقتل هذا ما حدث مع الكاتب الإيطالي روبرتو سفيانو عقب تقديم روايته "غومورا" والتي أحدثت ضجة في كل من أوروبا وإيطاليا حيث تلقى سفيانو تهديداً بالقتل من قبل جماعات المافيا، نظراً لما تسرده روايته من وقائع مذهلة أكتشفها المؤلف ثناء تحقيقاته حول مافيا "غومورا" الإيطالية. على الرغم من مرور العديد من السنوات على رحيله طل علينا الروائي الأمريكي ارنست هيمنجواي مرة أخرى ولكن ليس كمؤلف ولكن كجاسوس وذلك في كتاب "جواسيس..صعود وسقوط الاستخبارات السوفيتية في أمريكا" حيث أكد مؤلفوا الكتاب ألكسندر فاسيلييف وجون إيرل هاينز وهيرفي كليهر أن همنجواي عمل جاسوسا غير نشط للمخابرات السوفيتية في أربعينيات القرن الماضي، استنادا إلي معلومات وأدلة تم استقاءها من أرشيف موسكو. في إيران .. جاء متزامناً مع الأحداث الدامية وحالة التوتر التي سادت الشارع الإيراني عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة صدور كتاب "أوقف الرقابة" باللغة الألمانية بمدينة زيوريخ السويسرية للكاتب والمفكر الإيراني محمود دولات عبادي، والذي أشار فيه إلى ما تفعله الحكومة الإيرانيه من أساليب القهر والتعذيب ضد المفكرين والسياسيين والمعارضين، مؤكداً على عدم وجود أي دليل على ديمقراطية إيران. كتّاب وراء القضبان بسبب كتابها "من أوراق شاهندة مقلد"الصادر عن دار ميريت قضت محكمة جنح مستأنف مدينة نصر بمحكمه شمال القاهرة، بحبس الكاتبة شاهندة مقلد ستة أشهر مع الإيقاف وتغريمها 10 آلاف جنيه وإلزامها بالدعوى المدنية المقامة ضدها، وذلك في دعوى السب والقذف المقامة من عائلة الفقى ضدها، حيث يتناول كتابها الوقائع التاريخية للنضال ضد الإقطاع وموقف عائلة الفقى الإقطاعية في مواجهة فلاحى قرية كمشيش بمحافظة المنوفية. مترو و قضت محكمة جنح قصر النيل بتغريم محمد الشرقاوي مدير دار ملامح، ومجدى الشافعى صاحب ومؤلف رواية "مترو" المصورة 5 آلاف جنيه لكل منهما، وذلك بعد اتهامهما بتأليف وحيازة مطبوعات منافية للآداب العامة بقصد توزيعها والاتجار فيها، كما قضت المحكمة بمصادرة النسخ المضبوطة. تتناول الرواية العديد من القضايا التي حدثت في مصر مؤخراًً مثل قضايا الفساد وصراع الطبقات والمظاهرات، بما فيها الصحفية التي تعرضت للتحرشى خلال المظاهرات المنددة بالتعديلات الدستورية في مصر 2005م. كما قامت أجهزة الأمن المصرية بمصادرة كتاب "طوفان الفساد وزحف بن لادن في الجزائر" للكاتب الصحفي أنور مالك، والذي كان من المفترض صدوره عن دار أكتب، ويتناول الكتاب الفساد والإرهاب في الجزائر. أما الشاعر حلمي سالم فقد أصدر كتاب "محاكمة شرفة ليلى مراد" والذي يحكي فيه قصة مصادرة قصيدته "شرفة ليلى مراد" وما تبع ذلك من أزمة في الحياة الثقافية المصرية منذ عام 2007 حتى الآن، حيث صدر أمر قضائي بإغلاق مجلة "إبداع" وإيقافها نهائيا عن الصدور بسبب القصيدة والتي رأى قاضى التحقيق أنها تسيء للذات الإلهية، كما تم سحب جائزة الدولة للتفوق التي حصل عليها الشاعر عام 2007 بحكم من محكمة القضاء الإداري بسبب نفس القصيدة. ومثلت الأديبة والدبلوماسية الإماراتية بجامعة الدول العربية ظبية خميس أمام لجنة تحقيق بسبب عرضها لكتاب "جامعة الدول العربية.. ما الذي بقي منها؟" للكاتبة كوكب نجيب الريس ونشره في مدونة على شبكة الإنترنت، حيث يتناول الكتاب أسلوب إدارة الجامعة لشؤونها وعلاقات قياداتها بموظفيها، ومصائر المنتسبين إليها ذاتيا وموضوعيا في ظل المناخ الإداري السائد، وقد اعتبرت خميس أن التحقيق معها يشكل نوعا من "الإرهاب الفكري والوظيفي" لها ، داعية الجامعة العربية للتمسك ب"حقوق الإنسان وحرية التعبير ومناصرة الثقافة" . الكتب الأكثر مبيعاً مثلما شهد العام صدور العديد من الكتب التي أثارت الجدل وتعرض أصحابها للمحاكمة، صدرت العديد من الكتب التي حققت نجاحاً باهراً فعلى قمة الأكثر مبيعاً في دار شمس جاءت كتب "واحد دماغ وصلحه" لعز الدين بكير، "حمرا" إيهاب طاهر،"أجراس" ديوان شعر خالد الصاوي،"نحن في عيون التاريخ" للدكتور إبراهيم قويدر، "مصر من البلكونة" لمحمد فتحي. رواية بهاء طاهر الاكثر مبيعا وفي الشروق تربعت كتب خالد الخميسي وعلاء الأسواني على قمة المبيعات وهي "تاكسي حواديت المشاوير"، و"سفينة نوح" للخميسي، و"نيران صديقة"، وشيكاغو" للأسواني، هذا إلى جانب "واحة الغروب" لبهاء طاهر والحاصلة على البوكر العربية لعام 2008، "كتاب مالوش اسم" لأحمد العسيلي، "بيت العائلة" لسامية سراج الدين، "ما يفعله العيان بالميت" لبلال فضل، "ظل الأفعى" و "عزازيل" ليوسف زيدان،"ماذا حدث للمصريين؟" للدكتور جلال أمين. وحقق كتاب أوباما "أحلام من أبي" أعلى مبيعات في دار "كلمات عربية للترجمة والنشر"إلى جانب كتاب "غاندي - السيرة الذاتية" لمهنداس كارامشاند غاندي، و"الإقتصاد عارياً" لتشارلز ويلان، "البروج المشيدة – القاعدة والطريق إلى هجمات 11 سبتمبر" للورانس رايت، و"القوة والإيمان والخيال – أمريكا في الشرق الأوسط منذ عام 1776 حتى اليوم" لمايكل أورين. أما في دار "العين"فجاءت رواية "وراء الفردوس" لمنصورة عز الدين، احترس مصر ترجع إلى الخلف" للدكتور محمود عطية، "أبناء الجبلاوي" لإبراهيم فرغلي، "كتاب الغواية" لعزت القمحاوي، "في نقد الخطاب العربي الراهن" لسمير أمين، "الصحافة فوق صفيح ساخن" لسلامة أحمد سلامة، "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، "مصر المفروسة" للدكتور محمود عطية. كتاب أجنبي مترجم ومازالت رواية "عزازيل" ليوسف زيدان تتربع على قمة الأكثر مبيعاً في دار "آفاق" هذا إلى جانب كل من كتاب "عبادة إيزيس وأوزيريس في مكة الجاهلية" للباحث زكريا محمد، و"ليلى مراد أنا زي ما أنا" لحنان مفيد فوزي، و"ماذا فعل العيان بالميت" لبلال فضل، و"يوميات أبلة في الأرياف" لزينب أبو المجد. وعن دار "أكتب" حققت الكتب التالية أفضل مبيعات "هذه هي أمريكا" لعلاء مصباح، "ساديزم" لمحمد الغزالي، "يوميات مدرس في الآرياف" لحسام مصطفى إبراهيم، "تبيع دماغك" لمجموعة مؤلفين، "أخر يهود إسكندرية" لمعتز فتيحة، وفي دار "الفاروق" جاءت كتب الشيخ أمين الديب من ثمار شعر العامية وهي " أخر كلام، إحنا أصحاب القرار، المبادرة، بكرة حتبان الحقيقة" على قمة مبيعات الكتب الأدبية إلى جانب رواية "بلا جذور" لفاتن فاروق ، ورواية "الماسات الزيتونية" نهاد شريف، و"مخنوقة"، و"كان فيه وخلص" لرحاب أبو العلا، و"الرجال والمال والشيكولاتة" مينا فان براج.