فاز الروائي والأكاديمي المصري يوسف زيدان الاثنين بالجائزة العالمية للرواية العربية وهي النسخة العربية من جوائز بوكر البريطانية للأدب وذلك عن روايته "عزازيل" .
وفي تصريح لشبكة الاعلام العربية "محيط " بعد إعلان فوزه ، أوضح زيدان أن فوزه بالبوكر علامة فارقة ومهمة على طريق مشواره الادبي ، الامر الذي يدعوه لمزيد من الابداع .
وحول توقعه أن يثير فوزه غضب الكنيسة ، قال :" لا أظن أن يحدث هذا الامر لان الكلام الانفعالي الذي صدر عن الكنيسة منذ شهور قبل قراءة الرواية بشكل هاديء يختلف عن الآن ، واتمني ان يكون رجال الكنيسة أدركوا أن هذا العمل لايصنف بأي حال من الاحوال ضد المسيحية وانما هو عمل قي صف المسيحية وليس ضدها كما شهد بذلك أقطاب الكنائس الأرثوذكسية الكبري".
وفي رده على سؤال حول توقعه المسبق بفوز روايته بالجائزة ، قال :" توقعت هذا الفوز بشكل كبير ، ولكن الاهم هو تحققه بالفعل ".
وزيدان هو واحد من ستة روائيين اختيروا ضمن القائمة النهائية للجائزة التي تمنح للسنة الثانية وقيمتها 50 ألف دولار. وفاز كل من النهائيين الستة بعشرة آلاف دولار. والروائيون الستة على القائمة النهائية هم: المصري محمد البساطي عن روايته "جوع"، والسوري فواز حداد عن "المترجم الخائن"، والتونسي الحبيب السالمي عن روايته "روائح ماري كلير"، والعراقية انعام كجه جي عن "الحفيدة الأمريكية" والأردني إبراهيم نصر الله عن روايته "زمن الخيول البيضاء"، إضافة إلى "عزازيل" زيدان. وأوضح زيدان في السابق أنه استقبل خبر ترشيح روايته "عزازيل" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر بابتهاج كبير، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن وجود "عزازيل" في قائمة البوكر هو انتصار لروائية الرواية ! فكما ظهر واضحاً خلال الشهور الأخيرة، كانت هناك محاولات لإخراج "عزازيل" من سياقها الروائي، وسحبها بعيداً عن عالم الأدب، والاشتباك معها باعتبارها كتاباً في اللاهوت وبحثاً في التاريخ. تسليم جائزة الرواية العربية 2009 وقد تلقّت إدارة الجائزة هذه السنة 131 ترشيحاً من 16 بلداً مختلفا هي مصر وسوريا ولبنان وتونس والمملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وفلسطين والعراق وليبيا والسودان واليمن والجزائر وعُمان واريتريا والكويت. وتوزّعت المشاركات بين 104 أعمال روائية لكتّاب، و17 عملا روائيا لكاتبات. وقد ضمّت لائحة التصفيات الأولى في شهر نوفمبر 16 كتاباً لروائيين من عشرة بلدان عربيّة مختلفة. وأثارت "عزازيل" جدلا واسعا في الأوساط الثقافية وكانت سببا في اتهام مؤلفها في بيان أصدره سكرتير المجمع المقدس في مصر "الأنبا بيشوي" بالإساءة إلى "المسيحية"، ومهاجمة بعض رموزها مثل القديس "كيرلس عمود الدين"، بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين بعنف كما يشير البيان، بل وأكثر من ذلك وهو اتهام زيدان بتدمير "العقيدة المسيحية"، كما تم أيضا رفع دعوة قضائية لمنع تداول الرواية لإساءتها للمسيحية.
وتتحدث رواية "عزازيل" عن الانقسامات بين الكنائس الأرثوذكسية والخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة مريم العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي كانت فيها مصر تدين بالمسيحية.
و"عزازيل" رواية بطلها راهب مصري اسمه هيبا ولد بأخميم بصعيد مصر، في ذروة الصراع بين الديانة المصرية القديمة والمسيحية التي كانت تتهيأ لدخول مصر وكان والده صياد سمك، وذهب ذات يوم إلى معبد مصري، كان به بعض الكهنة، التابعين للديانة المصرية القديمة، وهربوا داخل معبدهم من اضطهاد المسيحيين، وكان الصياد يحمل إليهم الطعام سراً، ورآه بعض المسيحيين يقترب من المعبد، فانهالوا عليه ضربا. يدخل "هيبا" الدير ويتعلم الطب ثم يهرب إلى الإسكندرية، فيرى اضطهاد المسيحيين بالمدينة لليهود ولأتباع الديانة المصرية القديمة، حيث اعتبروهم وثنيين، ورأى هيبا بعينيه مصرع فيلسوفة الاسكندرية هيباتيا. وكانت هيباتيا فيلسوفة العالم القديم، واستوعبت الفلسفة اليونانية القديمة وفلسفة الإسكندرية أيضا، وكانت خطيبة مفوهة، فاتهمها رجال الكنيسة بالهرطقة، وذات مرة وهي تلقي احدى خطبها، تم الاعتداء عليها، وقُتلت بطريقة بشعة. وعزازيل هو الشيطان أو إبليس الذي يغري هيبا بأن يحكي مذكراته وسيرته. د. يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وباحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وحقق كثير من كتب التراث وله مؤلفات عدة. يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية تم اطلاقها رسميا في أبو ظبي في أبريل 2007 بالشراكة مع "جائزة بوكر" البريطانية بدعم من مؤسسة الإمارات في أبو ظبي. اقرأ أيضا :
د . يوسف زيدان: "نبشت" تاريخا مسكوتا عنه ولا أهتم بالإرهاب الديني