يعتبر التهاب الكبد الوبائي "سي" والإصابة بفيروس "اتش سي في" من الأمراض شائعة الانتشار ومعدل انتشار الفيروس في مصر بين أعلى المعدلات في العالم، حيث تصل نسبة انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" المزمن إلى 10% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عاماً. وأوضح الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ بمعهد "تيودور بلهارس" ورئيس الجمعية العربيه لزراعة الكبد، خلال الندوة التي عقدتها "روش دياجنوستيكس"، أن الأدوية الجديدة لعلاج فيروس "سي" تساعد على رفع نسبة الشفاء بعد استخدامها إلى 100%، كما أنها تقضي تماماً على فيروس "سي" خلال ال 10 سنوات القادمة. وأشار مصطفى إلى أنه يجب انتظار اعتماد كافة أدوية فيروس "سي" الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، قبل التعاقد من قبل وزارة الصحة لتوفير أحد تلك العقاقير، مشيراً إلى أن هناك عقار جديد صدق عليه في يناير الماضى لفيروس "سي" بدون استخدام "الإنترفيرون" وباستخدام قرص واحد مدمج يومياً، وبالتالي مرضى فيروس "سي" في مصر على موعد مع انفراجة حقيقية للخلاص منه نهائياً، ولكن لن ننجح في القضاء على فيروس "سي" دون برنامج وقائي قوي جداً لعلاج ومنع انتشار العدوي. ومن جانبه، أوضح الدكتور أسامة خلف الله أستاذ علم الأمراض السريرية في جامعة القاهرة، أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم انتشاراً لالتهاب الكبد الوبائي "سي"، ومن بين 84 مليوناً من سكان مصر، تصل نسبة المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي إلى 15% من السكان، وتضاف إليها 165 ألف إصابة جديدة سنوياً، ما يشكل تهديداً جدياً للصحة العامة. وأشار خلف الله إلى أن ارتفاع الممارسات غير السليمة يؤدي إلى انتقال العدوي بشكل سريع بين الأشخاص، وذلك من خلال استخدام الإبر ضعيفة التعقيم التي تعود صناعتها إلى عام 1970، والاستخدام المشترك للأدوات الشخصية كأمواس الحلاقة وفرشاة الأسنان وعيادات الأسنان، واستخدام أدوات الباديكير غير المعقمة للسيدات، مؤكداً أن التهاب الكبد الوبائي "سي" والأمراض المرتبطة به تتسبب في وفاة 350 ألف شخص سنوياً، لذا ينصح بالدقة في تشخيص المريض من أجل تدبير العلاج المناسب. وعن الإصابة بفيروس "بي"، أوضح خلف الله أنه عندما يصاب الأشخاص البالغون فإن 85-90% منهم يتخلصون من الفيروس نظراً لقوة جهاز المناعة لديهم في حين يبقى 10-15% منهم يعانون من الإصابة المزمنة والتي يتم التعرف عليها بتحليل بروتين السطح ويتم علاجها طبقاً لمرحلة نشاط الفيروس بالجسم سواء كان نشطاً أو خاملًا. ولكن هناك مجموعة من الأشخاص الذين تعرضوا لفيروس "بي"، حيث يختفي "بروتين السطح" وهذا ما يسمى بفيروس الكبد "بي" المختفي ويكون الفيروس في نواة الخلية ويكون معرض للإصابة بالسرطان وتدهور حالة الكبد.