استقبل المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح لرئاسة الجمهورية، وفداً من اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا، الذي يضم ممثلين عن 14 دولة أوروبية، انطلاقا من حرصه على التواصل مع المصريين في الخارج، باعتبارهم شريحة مهمة من أبناء الوطن، يجب الاهتمام بمشكلاتها والاستماع إلى رؤيتها حول مستقبل مصر خلال المرحلة المقبلة. وأعرب المشير عبد الفتاح السيسي عن سعادته باللقاء مع اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا، وشرح لهم كافة التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن، ورؤيته لتنمية الوطن على كافة المستويات، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء أونا وأعلن ممثلو اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا دعمهم للمشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية في مختلف دول أوروبا ، مؤكدين أن انحياز المشير لإرادة المصريين في 30 يونيو 2013، كان بمثابة دفعة معنوية قوية لهم، بعدما أنقذ الله مصر على يديه وخلص البلاد من نظام حكم رفضه كل أبناء الشعب، وخرجوا عليه في ثورة عظيمة دعمتها القوات المسلحة. من جانبه قال السيسي إن مصر في أحوج لحظاتها لأبنائها بالخارج من أجل التعاون معا على مواجهة الصعاب والتحديات التي تجابه الوطن، مؤكدا أنه خلال السنوات الماضية لم يتم مواجهة التحديات التي تعترض مصر بالشكل الناجز والفعال الذي يعطى فرصة حقيقية لمعالجة جذرية، لدرجة أن المشكلات أصبحت صعبة جدا على أي شخص قادم لمسئولية الحكم، لافتا إلى أن البلد تعانى من تحديات في كل اتجاه، في الهوية والقيم والدين ومنظومة الأخلاق، والاقتصاد والتعليم والسياسة. وتطرق المشير خلال لقائه مع ممثلي اتحاد المصريين في أوروبا مشكلة الخطاب الديني الذي تبنته جماعة الإخوان خلال توليها مسئولية حكم الدولة المصرية في العام الماضي، موضحا أن هذه الجماعة لم تكن مؤهلة لقيادة الدولة، وتبنت فكرا يتعارض مع جموع المصريين، وثقافة لا تعرف أدب الخلاف في الرأي أو الفكر، لافتا إلى أن سقوطهم جاء سريعا لعدم قدرتهم على رؤية مشكلات مصر، خاصة وأن المواطن ظن أن لديهم حلول واقعية لتحديات المجتمع. وأشار المرشح الرئاسي إلى أن التيار الديني حاول التعامل مع الدولة من منظور ضيق ، لم يتنبه لحجم التحديات التي تعترض طريق الوطن، في ظل تركيز جهودهم على اختراق المجتمع بعدما ضعفت مؤسسات الدولة وتهاوت مفاصلها، وغابت بصمتها ودورها الحقيقي، مستغلين تدهور مستوى التعليم والثقافة لدى الكثير من الشرائح في مصر، بالإضافة إلى أنظمة التكافل الاجتماعي التي كانوا يقدمونها في بعض البيئات والمناطق الفقيرة. وأوضح السيسي أن مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة تحدى حقيقي، يجب التنبه إليه جيدا، خاصة، وأن هناك من يسعى لتشويه تجربة المصريين وخروجهم في ثورة 30 يونيو، من خلال الترويج لفكرة أن المصريين لن يشاركوا في الانتخابات، وستكون نسبة الإقبال ضعيفة، ولا تعبر عن جموع الشعب المصري، داعياً كل المصريين إلى ضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية وصناعة مستقبل هذا البلد، والتأكيد على أن الشعب المصري، قادر على التغيير وصناعة المستحيل. وأكد المشير عبد الفتاح السيسي أن المصريين في الخارج يجب أن يشاركوا بفاعلية في الانتخابات الرئاسية، ليثبتوا للعالم أنهم يدركون حجم التحديات الحقيقية التي تواجه الدولة، وقادرون بفضل سواعد أبنائها على تغيير الواقع، والقفز نحو المستقبل بخطوات متقدمة تمكن المجتمع من مواجهة عثراته المتكررة. وأوضح السيسي أن المصريين في الخارج يجب أن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية بأعداد كبيرة ليعكسوا حضارة بلدهم، ويثبتوا للعالم أن لديهم الايجابية الكافية والوطنية القادرة على التحرك لتجاوز الحالة الصعبة التي يعيشها أبناء هذا الوطن، قائلا : " من فضلكم وجهوا للمصريين فى الخارج رسالة بالتحرك إلى صناديق الانتخابات بشكل يعكس مسئوليتهم تجاه الوطن، الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد والعرق حتى يكتمل البناء . وكشف السيسي أن التحدي الرئيسي الذي يواجه مصر في الوقت الراهن، هو القدرة الاقتصادية والموارد المادية المتاحة، من أجل إحداث نهضة حقيقية في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والزراعة والصناعة مؤكدا أن مصر تحتاج إلى تريليون جنيه على الأقل، يتم ضخها لخدمة مشروعات التنمية خلال المرحلة المقبلة. وأكد المشير عبد الفتاح السيسي أن إدارة الدولة المصرية خلال المرحلة القادمة لا تعتمد فقط على خطة طموحة وإدارة جيدة، ولكن تحتاج في الوقت ذاته إلى إرادة عمل حقيقية لدى كل مواطن مصري، وقدرة على خلق حلول تتناسب مع الإمكانيات والموارد المتاحة في البيئة المصرية، بالإضافة إلى ضرورة خلق منظومة وعى حقيقي، تعتمد على قراءة واقعية لكل ما يدور في المجتمع من قضايا وأحداث.