«الريف» .. الرهان الأخير على زيادة الدخل السياحى المصرى (صور)

أطلقت وزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية مبادرة لتطوير القطاع السياحي المصري، عن طريق السياحة الريفية، تسعى فيها الوزارة لزيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية في محافظات مصر لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية علي المواطنين في تلك المناطق.
حول مدى العائد من مبادرة السياحة الريفية وأهميتها، ومدى مساهمتها في تنمية الترابط بين المدن وسكان المناطق الريفية، كان لنا الحوار التالي مع المهندس عادل الجندي مدير العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بالهيئة العامة للتنمية السياحية، والى نص الحوار:
ما المقصود بالسياحة الريفية ولماذا اتجهتم لها ؟
"السياحة الريفية" عبارة عن رحلات يقصد فيها السائح عدداً من المناطق الريفية، أو المشروعات الزراعية، للاستمتاع بعدد من الأنشطة التي يتم تنظيمها، من خلال جولات بالمناطق الريفية، للتعرف علي عادات وتقاليد الريف والفلكلور الشعبي والطقوس الخاصة بهم، كالزواج والموالد وغيرها، والأهم من ذلك التعرف علي الحياة البسيطة للمزارع المصري.
وأسباب الاتجاه للسياحة الريفية؟
السبب في ذلك مخاطبة نوع خاص من السائحين المثقفين، من المهتمين بالفن أو الثقافة أو المصورين أو السائحين من المناطق الصناعية، فهم ثقافتهم عالية وإنفاقهم مرتفع جداً ويهتمون بالمجتمع المحلي، وتدعيمه ويؤمنون بتحسين المستوي المعيشي للفلاح من خلال التدفق السياحي للريف، وتعامل السائح مباشرة مع المواطنين الريفيين من خلال حركة البيع والشراء يوفر عمل للمواطن الريفي في الحركة السياحية، من خلال الحرف اليدوية كالسجاد والنسيج، ما يعني حماية بعض المهن والتراث الريفي من الانقراض ورفع مستوي الدخل للمواطن الريفي.
ولكن الريفيين لا يجيدون التعامل مع أصحاب اللغات الأخرى؟
بالفعل.. وبسبب ذلك يتم الأعداد لبرنامج المرشد المحلي، من خلال تأهيل وتدريب الفلاح المصري وإعداده لاستقبال السائحين وتعريفهم بالمناطق الريفية، لأنه الأكثر علماً بتلك المناطق عن غيره من المرشدين المؤهلين، وأيضا العمل علي تعليم المزارعين، وأهل تلك المناطق لبعض اللغات وتدريبهم علي معاملة السائحين وكيفية عرض منتجاتهم للسياح.
ما المناطق التي سيتم الترويج لها في الفترة المقبلة؟
نروج حاليا لدهشور، والواحات البحرية، والصعيد، و25 نقطة بالمواقع المحلية للعائلة المقدسة كالكنيسة المعلقة، وكنيسة العذراء، ووادي النطرون، ومسطرد وغيرها من النقاط التي مرت عليها العائلة المقدسة.
وما الأنشطة التي يمارسها السائح أثناء جولته؟
يقطع السائح خلال الجولة حوالي 3500 كيلومتر، يتعرف فيها علي المعالم السياحية والريفية سيراً أو عن طريق مراكب النايل كروز للتعرف علي المعالم، والزراعة، والاستمتاع بجني المحاصيل، والمشاركة في مواسم الحصاد، والتعرف على العادات والتقاليد في المجتمع الريفي والزراعي، والاستمتاع بالفلكلور والتراث الشعبي في الزراعة، ومشاهدة الحيوانات في المزارع، ومراقبة الطيور، وغيرها من الأنشطة الترفيهية، وبيع وشراء المنتجات الريفية.
وماذا عن البنية التحية في تلك المناطق ؟
نقوم بدراستها والعمل على تحسينها من خلال توفير مصارف الصرف الصحي والمياه، والكهرباء، والاتصالات، وإقامة جسور، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بشرط الاحتفاظ بالطابع الريفي.
ما دور المزارع والمواطن المحلي في المشروع ؟
المزارع له دور أساسي وهام بهذا المشروع فعائد هذا المشروع يدر بالدخل عليه وهو المستفيد الأول منه.. ولهذا يتم عمل دورات تدريبية علي كيفية التعامل مع السائح، واستضافته وقد بدءنا بالفعل بتدريب الفلاح وتوعيته علي هذه المهام.
ما الفرق بين السياحة الريفية المصرية عن التركية و الماليزية والهندية ؟
كل بلد وله شريحة السائحين الخاصة به، فالريف المصري يمتد تاريخه عبر 4 ألاف سنة، تنوعت فيها أساليب الري، وحياة الفلاحين، ونوع الزراعات، والعادات والتقاليد، وشكل البيوت، وهو ما قد يجعل السائح يمد فترة إقامته، إضافة إلي أننا نجهز البيوت الريفية لاستقبال السائحين وقضاء فترة الرحلة بها.
وماذا عن المناطق الأثرية الموجودة بالفعل وتعاني من الإهمال ؟
المناطق القديمة تحت الاهتمام أيضا ومن ضمن خطة التطوير فالبرنامج يشمل عدة مناطق متعددة الحضارات، ونحن نعمل على إعادة هيكلة المنظومة السياحية الشاملة ولدينا 74 قطاع صناعي وإنتاجي يعيش علي السياحة.
متى ينتهي المشروع ؟
قسمنا المشروع على عدة مراحل، بدأنا بالقاهرة والمنيا وأسيوط، وبقية المراحل ستنتهي في خلال 5 سنوات.
وماذا عن أسعار تلك الرحلات وهل تناسب المواطن المصري؟
بطبيعة الحال تختلف أسعار الأجانب عن المصريين مثل جميع الأماكن السياحية في مصر, فدخول المصريين وزياراتهم لتلك الأماكن لا تتكلف الكثير.