قالت مصادر كنسية مصرية إن الأنبا متياس الأول، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، أرجأ زيارته التي كانت مقررة للقاهرة يوم الجمعة المقبل، إلى أجل غير مسمى، بناء على طلب من الكنيسة المصرية. وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ل«الأناضول» أن تواضروس الثاني، بابا الأقباط في مصر، نصح متياس الأول بتأجيل الزيارة لعدم إحراج الكنيسة المصرية حول وساطتها مع نظيرتها الإثيوبية للتدخل لدي السلطات بشأن سد النهضة الإثيوبي، لتأكد الكنيسة من فشل أي مساعي «غير رسمية» لحل أزمة السد، الذي تعتبره إثيوبيا مشروعًا قوميًا لها. وأضافت المصادر أن الكنيسة المصرية تميل إلى الحلول الرسمية، باعتبارها الأكثر فعالية في قضية «حوض النيل»، عبر تشكيل لجنة من الخبراء لبحث الأزمة والتعامل معها بشكل علمي، باعتبار أن تأثير الكنيسة الإثيوبية - التي انشقت عن القبطية المصرية - تأثير روحي فقط؛ لأنها لا تحكم إثيوبيا، وليس لها تأثير يذكر على دوائر صناعة القرار. وبحسب المصادر فإن الكنيسة المصرية سوف تصدر بيانًا لاحقًا تشير فيه إلى إلغاء الزيارة، بناء على طلب البطريرك الإثيوبي لظروف خاصة. وأرجأ بطريرك إثيوبيا في شهر يونيو الماضي، زيارته إلى القاهرة، والتي كانت مقررة لمدة 4 أيام، على خلفية الخلاف المصري الإثيوبي. كما ألغى البابا تواضروس الثاني، زيارته إلى إثيوبيا، والتي كان مقررًا لها في منتصف سبتمبر الماضي، للسبب ذاته. وكان البابا تواضروس قد نفى في تصريحات سابقة ل«الأناضول» تكليفه رسميًا من أية جهة في مصر بالتوسط لدى الكنسية الإثيوبية بخصوص سد النهضة. وقال في حوار صحفي أجرته معه قناة «الوطن» الكويتية في مارس الماضي، إن علاقة الكنيسة الإثيوبية وتأثيرها يكاد يكون هو التأثير الأول في إثيوبيا في السابق، إلا أن الأمر في الوقت الحالي أصبح سياسيًا بالدرجة الأول. كانت إثيوبيا أعلنت في مايو الماضي، وبشكل مفاجئ، بدء تحويلها مجري نهر النيل الأزرق «أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل»؛ تمهيدًا لبناء سد النهضه لتوليد الكهرباء. وأثارت هذه الخطوة غضبا شعبيا واسعا في مصر وتحفظا رسميا؛ خوفًا من تأثير السد على حصة مصر من مياه النيل وعلى قدرة «السد العالي» المصري على توليد الكهرباء.