قالت صحيفة "توداي زمان"، إن كلا من مصر وتركيا تعيشان ظروف متشابهة، وأبرزها هو إقدام كلاهما على استحقاق مهم في الأيام المقبلة وهو الانتخابات الرئاسية. وأضافت الصحيفة التركية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن كلا منهما يوجد به من يتفوق ولو بقليل على أقرانه في السباق الرئاسي، حيث بات واضحا أن المشير السابق عبد الفتاح السيسي المرشح للانتخابات الرئاسية هو من سيشغل المنصب الكبير، وبالمثل يتفوق رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية قليلا عن أقرانه في السباق الرئاسي. وتابعت أن الظروف التي تسبق الانتخابات الرئاسية في كلا البلدين تبدو متشابهة لحد كبير، ذاكرة عددا من نقاط الاتفاق في الظروف التي تسبق الانتخابات الرئاسية بين البلدين. وأوضحت الصحيفة أن أول هذه الظروف هي حالة الاستقطاب التي تمر بها تركيا والتي أسسها خطاب أردوغان المليء بالكراهية والحدة في الآونة الأخيرة، التي تعاني من انتقاد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية أحيانا، وهو ذاته ما يحدث في مصر، التي تصور حكومتها أن أي تظاهرات ضد النظام الحالي تمثل تهديدا خطيرا لوحدة البلاد، ما خلق حالة استقطاب عميقة ظهرت بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي. وقالت إن ثاني هذه الظروف هي ضعف المعارضة، حيث لا يوجد بكلا البلدين أحزاب قوية تعادل قوة العدالة والتنمية بتركيا، أو تشابه ما يحظى به الجيش من تأييد شريحة عريضة من أبناء الشعب المصري، الأمر الذي يجعل كلا من السيسي وأردوغان يرتقيان في المناصب السياسية بكل سهولة ويسر. ورأت أن سياسات الخوف تعد من أبرز هذه الظروف التي تتشابه فيها البلدين، حيث يقدم أردوغان نفسه على أنه الضامن الوحيد لوحدة البلاد، وأن أحزاب المعارضة لا يمكنها أن تحافظ على تركيا، وستضعها في مهب الرياح، والشيء نفسه يحدث بمصر، التي يتم تصوي السيسي فيها على أنه حلم الاستقرار المفقود منذ ثلاث سنوات، وأن الاستقرار السياسي من شأنه أن يجلب نظيره الاقتصادي وهو ما يوفره السيسي. وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلام يأتي ضمن هذه الظروف، منوهة إلى أن أردوغان لم يكن في سنين حكمه الأولى يسعى للسيطرة على وسائل الإعلام، ولكن بات واضحا أنه يسيطر عليها بصورة مباشرة وغير مباشرة عن طريق سياسة التخويف، وهو ما يحدث من النخبة السياسية في مصر، الذين أشاعوا الكذب في وسائل الإعلام على حد وصف الصحيفة.