خبراء اقتصاديون: البنكنوت سيختفيكلما زاد وعي الشعب. تطبيق الكروت الذكية في الوطن العربي يحتاج لسنوات عديدة. رئيس شبكة المعلومات المالية: لابديل عن استخدام البنكنوت. خبير مصرفي: التطور الأمثل لنقود هو العملات البلاستيكية. أم محمد: عشنا وشفنا.. هنشتري ونبيع "باالبلاستيكاية" دي!. لم يتصور الإنسان في القرون الأولى من تاريخ البشرية أنه يمكن أن يتعامل مع التجارة بغير نظام "المقايضة"، إلا أن التقدم الاقتصادي خذله لتبدأ التعاملات بالنقود الورقية في الظهور على الأرجح في القرن السابع الميلادي، وكالعادة أيضا تطورت العملات الورقية إلى معدنية لتنتهي اليوم إلى الكروت البلاستيكية الذكية !. لا تتعجب بعد سنوات إن قدمت للتاجر "بنكنوت" أو عملات نقدية فرفض الاعتراف بها وطلب منك كرتا ذكيا، فالمتوقع في المستقبل القريب اندثار العملات والاعتماد على آلات الصرف الحديثة التي ستصبح مصدرا للدفع، تلك الفكرة وإن لم تقترب من الحقيقة حاليا، إلا أنها أثارت اعتراض البعض واستحسان البعض الآخر. اندثار البنكنوت صرح أسامة عبد الخالق الخبير الاقتصادي، أن اندثار "البنكنوت" على مدى إقبال أفراد الشعب المصري، يتوقف على استخدام الكروت الذكية وزيادة الوعي بأهميتها، حيث أنها تتطلب ثقافة معينة من الشعب قبل أن تكون متاحة بالدرجة الكافية من قبل النظام، وبالنسبة للوضع في مصر فالحكومة مطالبة بالرقابة الجادة على تطبيق نظام الكروت، بجانب وجود نسبة كبيرة جداً من الشعب المصري يعانيمن الأمية وعدم النضج الثقافي وبالتالي تؤثر هذه العوامل على فاعلية نجاح التطبيق. وعن مميزاتها، قال عبد الخالق أنها نوع من الميكنة التي تنظم العمل داخل الدولة؛كما أنها توفر إمكانية وصول الدعم إلى مستحقيه،من خلال السيطرة على عمليات الفساد التي من الممكن أن تحدث في مجال توصيل الدعم، وإعطاء فرصة في استباق الأحداث لإعداد الموازنة العامة للدولة ومعرفة حجم المستفيدين ومن ثمتحديد كمية الدعم الذي يتم صرفه. وأضاف أنه عندما يحين الوقت تتحول من نظام الدعم العيني إلى نظام الدعم النقدي فالكروت الذكية ستكون ركيزة أساسية في نجاح هذا التحول. ثقافة تكنولوجية ومن جانبه، أشار مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي، إلى أنه يشترط أن يكون لدى المواطن ثقافة تكنولوجية والكترونية تؤهله للتعامل مع الكروت الذكية، مضيفا أن التطبيق العام للنظام الالكتروني الاقتصادي في الوطن العربي ومصر يحتاج إلى العديد من العقود لكي يتحقق ذلك. أوضح "بدرة" أن اليابان من أكثر الدول التي تتعامل مع الكروت الذكية، بينما في مصر يوجد 80% من المواطنين يستخدمون النقد الورقي؛ لإخفاء المعلومات عن المصادر الرسمية لأموالهم،لافتا إلى أن كل هذا يحتاج إلى رقابة خاصة على البنوك والجهات الأمنية. خمس نقاط لا غنى عنها أما محسن عادل رئيس تحرير شبكة المعلومات المالية، فقد رأى أنه لابد من توافر خمس نقاط لاغنى عنهم لتطبيق نظام الكروت الذكية، أولها أن شبكة الاتصالات داخل مصر تحتاج إلى مزيد من تحديث المعلومات، كما يجب أن يوجد لدينا صرافات آلية متطورة، موضحا أنه يجب "رقمنة"الجهاز الإداري للبنوك بما يتيح رفع معدلات الاستخدام الخاص بالكروت. وشدد عادل على ضرورة رفع الثقافة المالية لدى المتعاملين مع الكروت الذكية ووجود عمليات تنسيق متكاملة بين العديد من الجهات المختلفة المسئولة عن توزيع الأموال، مستبعدا أن يعم التعامل الإلكتروني محل النقدي على المدى البعيد، مؤكدا أن العملات الورقية والمعدنية لا بديل عنها. عملات بلاستيكية وفي نفس السياق، استبعد أحمد آدم الخبير المصرفي،تعميم التعامل من خلال الكروت الذكية على المدى القريب أوالبعيد، مشيرا إلى اقتراحات تحويل العملات الورقية والمعدنية إلى عملات بلاستيكية قابلة للتنظيف من البكتريا، إلا أنها لم تشهد النور نظرا لتدهور حالة الاقتصاد المصري وخاصة عقب ثورة يناير، مؤكدا أنه في حالة إهمال الاقتصاد أكثر من ذلك؛ سنعود إلى التعامل بالمقايضة. وللمواطن رأي أيضا وخلال جولة "محيط" تطلعنا إلى آراء المواطنين والتي تباينت بطبيعة الحال، فقد قال محمود مدرس لغة إنجليزية إن النقود الورقية لا يمكن أن تندثر بسبب ثقافة الشعب المصري واعتماده على العملة والتي أصبحت تمثل جزء من حياته ،كما أن الأجهزة المستخدمة في الدفع باستخدام الفيزا كارت لا تتوافر في جميع أنحاء الجمهورية، متسائلا كيف يتم تطبيقها في الأسواق والأرياف. وبيّن محمود أنه لا يمكن أن أتخيل شراء بعض الخضروات من السوق كالطماطم والخيار وأقول للبائع هذه فيزا كارت،أعتقد أن البائع سينظر إلي نظرة استغراب. وترى فاتن المغربي أن الدولة تحاول طرح كل السلع والخدمات باستخدام الكروت الذكية من أجل توفير الوقت من جانب ووصول الدعم لمستحقيه من جانب أخرمثل كروت صرف " الراتب، البنزين، المعاشات، المترو"ولكن هذه الكروت لم تلق رواج من قبل بعض المواطنين ويرجع السبب وراء ذلك إلى تعودهم على استخدام النقود فهي ثقافة عند الشعب لا يمكن تغيرها بسهولة . وعند سؤال أم محمد بائعة الخضروات في أحد الأسواق الشعبية، عما إذا كانت تفضل النقود أم الكروت الذكية أجابتنا "أنا معرفش الكروت الذكية دي ومسمعناش عنها قبل كدة"، وعندما تم شرح الفكرة لها ومشاهدتها لأحد تلك الكروت كان رد فعلها "عشنا وشوفنا هنشتري ونبيع ب(البلاستيكاية) ديبدل الفلوس!". مميزات ومطالبات يفضل محمد طاهر طالب جامعي استخدام الكروت الذكية لأن النقود يمكن أن تتلف أو تسرق أو تضيع وفي هذه الحالة تضيع النقود إلى الأبد، أما الكروت إن حدث لها شيء فيمكن استبدالها، متوقعااختفاء "البنك نوت" من دول العالم عدا مصر فهي تحتاج لوقت طويل جدا. طالب طاهر بسرعة تطبيق هذه الكروت في كافة المحال التجارية والأسواق بعدما يتم تجميع الباعة الجائلين في أسواق حضارية متطورة تواكب هذا العصر الذي نعيش فيه. ورأت فاطمة طالبة جامعية، أن العملة لن تختفي مع التطور التكنلوجي واستخدام كروت ذكية والدليل على ذلك عدم اختفائها في البلدان الغربية رغم تطورها.