سادت حالة من الهدوء اليوم الأحد، شوارع محافظة أسوان أقصى جنوبي مصر، التي شهدت اشتباكات قبلية الأسبوع الماضي، تبعها إعلان هدنة، فيما نفت جماعة الإخوان المسلمين بأسوان انتماء المتهم الرئيسي في الأحداث لها، حسبما أفادت وكالة "الاناضول". وشهدت محافظة أسوان اشتباكات بدأت مطلع الأسبوع الماضي، واستمرت عدة أيام بين قبيلتي الدابودية "النوبية" وبني هلال "العربية"، خلفت نحو 26 قتيلا وعشرات الجرحى. وكانت قبيلتا الدابودية وبني هلال اتفقا أمس، على استمرار الهدنة بين الجانبين، وإعطاء الفرصة للمصالحة، وذلك خلال اجتماعين منفصلين مع شيخ الأزهر أحمد الطيب. كما أمر الطيب بتشكيل لجنة برعاية مشيخة الأزهر، تضم ممثلي القبائل العربية بأسوان، لبحث سبل إنهاء النزاع بين القبلتين. وفي وقت سابق من يوم أمس، أمرت النيابة العامة في أسوان بحبس المتهم الرئيسي في المواجهات القبلية الأخيرة بالمدينة، أربعة أيام على ذمة التحقيق، بحسب مصدر قضائي. وأوضح المصدر: "أن المتهم يدعى نجم الدين إبراهيم، ويعمل مدرسا بمحافظ أسوان، ووجهت إليه النيابة تهم التحريض على القتل بدون تمييز والشروع في القتل والحريق والتجمهر". فيما نفت أطراف الاشتباكات علاقة المدرس بهذه الأحداث، مؤكدين أنه مدرس بمدرسة "كركر" ب"أسوان بالسيل الريفي"، وهي بعيدة عن منطقة الاشتباكات. ومن جانبها، نفت جماعة الإخوان المسلمين بأسوان "أن يكون المواطن النوبي نجم الدين إبراهيم، الذي ألقي القبض عليه ووجهت إليه تهم التحريض على إشعال الفتنة بين قبيلتي بني هلال والدابودية ينتمي للجماعة". وقال إخوان "أسوان" في بيان لهم: "تصريحات وزارة الداخلية متناقضة مع بعضها البعض؛ حيث سبق أن أشارت في بيان سابق إلى أن سبب الأحداث هو خلاف بين الطلاب في المدرسة، بالإضافة إلى ما ذكره تقرير نيابة الانقلاب الذي أكد أن سبب المشكلة هو عبارات مسيئة كتبها طلاب من العائلتين أدى إلى نشوب المعركة بينهما، ولا توجد صلة لجماعة الإخوان المسلمين بهذه الأحداث". وأشارت إلى أن "شهادات جميع أفراد العائلتين التي تم ذكرها في أكثر من مكان وفي أكثر من مداخلة على القنوات الفضائية، تؤكد أنه ليست هناك ثمة علاقة من قريب أو بعيد لهذه الأحداث بالمواقف السياسية ولا دخل للإخوان بها". واتهمت الجماعة "قيادات مديرية أمن الانقلاب بأسوان بمحاولة تعليق فشلها في حفظ الأمن، وحماية أرواح الأبرياء على شماعة الإخوان، وتقديمهم ككبش فداء في ظل فشلهم في السيطرة على الأوضاع وتصاعد المطالب الشعبية من كل عائلات وقبائل أسوان، بإقالة المحافظ ومدير الأمن، والقيادات الأمنية الفاشلة"، بحسب وصف البيان. وكان العقيد إركان حرب أحمد محمد علي المتحدث باسم الجيش المصري قال الأسبوع الماضي بعد ساعات من بدء الاشتباكات: "إن هناك مؤشرات على تورط عناصر إخوانية في إشعال الفتنة بين القبيلتين"، وهو ما ردده حسن السوهاجي مدير أمن أسوان في تصريحات صحفية عقب ذلك، وقال إن من وصفهم ب"عناصر في جماعة الإخوان المسلمين" هم "سبب الاشتباكات".