حضر عدد من الفنانين والمخرجين والمثقفين عصر اليوم ندوة "آفاق الفنون وبناء الإنسان المصري"، التي عقدت في المجلس الأعلى للثقافة، بحضور كل من د. محمد صابر عرب وزير الثقافه، د. درية شرف الدين وزيرة الإعلام، د. علاء عبد الغفار نائباً عن وزير التربية والتعليم ، الموسيقار الكبير هاني مهنا رئيس الاتحاد العام لنقابات المهن الفنية، والتي نظمت الندوة، والذي أدار الندوة، المخرج محمد فاضل، المخرج محمد النجار أمين عام نقابة المهن السينمائية، الفنان عزت العلايلي، الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية، الفنان محمود حميدة، الفنان فاروق الرشيدي، الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين، وآخرين من الفنانين والإعلاميين والصحفيين. أبدى الحضور في مقدمة الندوة رأيهم ومقترحاتهم في كيفية الارتقاء بمستوى الفن إلى ما هو أفضل وجديد. وتخللت كلمة المخرج محمد فاضل الشكر والامتنان لموافقه الرئيس على الاحتفال بعيد الفن، وقال أنه عندما يكون هناك إرادة سياسية يكون هناك اهتمام، مطالباً الحكومة الحالية العمل بالدستور وتفعيله دون انتظار الحكومة الجديدة، مؤكداً أن كل شخص لابد أن يقوم بدوره في خدمة مجتمعه ووطنه بكل إخلاص ووفاء. وطالبت د. مها العربي عميد معهد "الموسيقى العربية، وزيرة الإعلام بعوده برنامج "الموسيقى العربية". كما تحدث الفنان هاني سلامة عن كيفية تأثير القوة الناعمة على المجتمع وتغيرها فيه، ودعا إلى مبادرة ألا وهي كيفية التواصل عن طريق الفن بالمغتربين في الخارج، فهناك قيم في مصر لا يعلم أهلها عنها شيء. وقال الموسيقار سليم سحاب أن للفن مفعول السحر في تغيير سلوك الإنسان إما للأحسن أو للأسوأ؛ حيث يستطيع الفن والموسيقى أن تغير من مشاعرنا وتجعلنا نسبح في جو جميل من الصفاء والحب والسلام. داعياً إلى الاهتمام بالفن وإظهاره بكل أشكاله وجوانبه والاهتمام بإعلانه بشكل دوري حتي يشعر الجميع قيمته، وأنه قوة لا يستهان بها. وأعرب د. مختار يونس صاحب المعهد العالي لفنون الطفل عن حزنه الشديد لأن هذا المعهد انشأه على حسابه الشخصي بعد أن ذاق الأمرين في البحث والمطالبة بالمساعدة من وزاره الثقافة، وبعد أن خصصت الدوله 50 مليون جنيه للمشروع تم بناء أطلال بتلك المصاريف دون فائدة. ومن جانبه أكدت الفنانة صفاء أبو السعود على ضرورة الاهتمام بالطفل وتعليمه وتهذيبه منذ صغره حتى يصبح رائداً لوطنه، ويجب أيضا الاهتمام بمربية أي المعلمين والمدرسين، على أن يتم اختيارهم بحرص شديد بما أنهم هم القائمين على تربية ابنائنا. مشيرة إلى أن الدولة يجب أن توفر أماكن ليتم تصوير الأعمال الفنية فيها تحمل معالم ورونق حضارة مصر الجذابة؛ لتظهر مدى عراقة تاريخنا وبراعة فنانينا. وعقب د. صابر عرب على مطالب الحضور قائلاً: "يجب أن يكون الدور الأول لوزارة التربية والتعليم لأنها هي الدرجة الأولى في بناء الطفل منذ صغره. مؤكداً على الاهتمام ومتابعة سلوك المدرسين وانتمائاتهم حيث يوجد من بينهم المتشددين والذين يحملون أفكار ومعتقدات خاطئة تأتي على التلاميذ بالضرر وسوء العاقبة. ووعد وزير الثقافة بأنه سوف يتم النظر في كل ما طرحه الحضور، وأنه بالفعل محل نقاش واهتمام من قبل، ويجب على قصور الثقافة في كل مكان البدأ بتوعية الأطفال والشباب لقيمة الفن والفنون والموسيقى والثقافة بشكل عام. كما أكدت وزيرة الإعلام أنها سوف تهتم بكل ما يخص وعي وثقافه المواطن، وسوف تعيد للإعلام مكانه ودوره. كما أكدت على عودة برنامج "الموسيقى العربية"، وبرنامج "فن البالية"، و"النقد المسرحي"، و"نادي السينما"، وأنه سوف يكون هناك اهتمام بالشعر والأفلام القصيرة المعبرة؛ لما تعانيه الدوله من قلة الميزانية فسوف يتم صناعة أفلام وثائقية تحكي عن تاريخنا وأمجاد أجدادنا. وعلى هامش الندوة، قال الفنان سامح الصريطي في تصريح خاص ل"محيط" أن سبب هبوط الاعمال الفنية في الفترة الأخيرة يعود بكل بساطه إلى ضعف الإنتاج؛ لأنه لا يقدر على إظهار الراقي والنفيس فيذهب إلى العشوائيات والبرك؛ فهو لا يدفع قرشاً واحداً من أجل ذلك ويقوم بالتصوير بدون مقابل، أما إذا توجه المنتج للتصوير في أماكن عظيمة وراقية سار هذا مضلعاً عليه؛ لذلك لا يجعلوننا نرى إلا السيئ. كما قال المخرج محمد فاضل ل"محيط" أنه يوجد بالأعمال الفنية الحالية النفيس والردئ، ولكننا نحن من نضخم الردئ ونجعل له قيمه عن طريق الميديا ومواقع التواصل، فلو اهملناه دون اهتمام لما لقي رواجاً في الأسواق وعلى الساحة. بالإضافة إلى أنه عندما يظهر الجيد سوف يطرد الخبيث، فالحسنات تذهب السيئات. وأعرب الفنان عزت العلايلي في تصريح خاص ل"محيط" عن سعادته بتلك المبادرة، مؤكداً أن الفضل فيها يعود للموسيقار هاني مهنا، آملاً أن تحصد هذه الندوة تنفيذ ما جاء به ووعد به الوزارء. مشدداً على ضرورة حرص كل فنان على نشر وإعلان قضيته وقضية بلاده، واأ يكون هناك أكثر من ندوة يحضرها المسئولين حتى يتم التواصل بينهم وبين المبدعين والمثقفين الذين يحملون الجديد والقيم لخدمة بلدهم.