تابع الجيش اللبناني اليوم الثلاثاء، انتشاره في المناطق التي شهدت اشتباكات بين مسلحين سنة وعلويين في سياق تنفيذ المرحلة الأولى من عملية الانتشار في مدينة طرابلس شمال لبنان، وتمكن خلاله من توقيف عدد من المطلوبين ومصادرة أسلحة في ظل ارتياح من قبل المواطنين الذي رحبوا به في مناطقهم. وأشار مصدر امني إلى أن وحدات من الجيش اللبناني انتشرت في مناطق جبل محسن ذات الغالبية العلوية، والقبة ذات الغالبية السنية، حيث أقامت الحواجز ونفذت عمليات دهم بحثا عن أسلحة ومطلوبين، فيما حلقت طوافتين للجيش في سماء المدينة. وعمل الجيش على قطع كافة الطرقات المؤدية إلى جبل محسن والقبة ومنع وسائل الإعلام التي لم تحصل على ترخيص مسبق من الدخول وتغطية عملية الانتشار. وقال إن الجيش اللبناني اعتقل 20 مطلوبا بمذكرات توقيف قضائية، وصادر كميات من الأسلحة وأجهزة اتصالات لاسلكية. وقال المصدر أن عناصر الجيش والشرطة أقامت حواجز على طول الطرقات في طرابلس وقامت بعمليات تفتيش دقيقة للسيارات. وأكد أن الجيش داهم منزل المسئول السياسي في "الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد الذي لم يكن بداخله، كما داهم منازل مطلوبين وأوقف عددا من الأشخاص المطلوبين بمذكرات توقيف قضائية في المنطقتين. وواكب انتشار الجيش انقطاع تام لخدمة الانترنت في المناطق التي كانت عناصره تدخل إليها. وأفاد المصدر الأمني أن الجيش سيستكمل خطته الأمنية صباح غدا الأربعاء بالانتشار في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية ومناطق أخرى. وقال يوسف خضور أحد سكان باب التبانة أن أهالي التبانة "ضد كل من يخل بالأمن.. ويجب اعتقاله"، لافتا الى أنهم "يرفضون بالمقابل تلبيس التهم للأبرياء". وأضاف خضور ل"الأناضول" أن أهالي التبانة يرحبون بالجيش اللبناني في منطقتهم، قائلا "أهلا وسهلا بالجيش ونحن نستقبله بالورد وبدمائنا وبفرش السجاد له". من جانبه، دعا مصطفى العلي الجيش اللبناني "ألا يكون صارما في جبل محسن فحسب، بل في كل المناطق اللبنانية أيضا.. من أجل أن ننعم بالحرية". واعتبر العلي في حديث ل"الأناضول" أن "المؤسسة العسكرية هي الضمان لنا ولأولادنا ومستقبلهم ولكل الوطن". وكانت الحكومة اللبنانية كلفت يوم الخميس الماضي الجيش والأجهزة المعنية تنفيذ خطة لضبط الوضع الأمني في مدينة طرابلس. وأدت الجولة ال20 والأخيرة من الاشتباكات بين المسلحين السنة والعلويين في المدينة إلى مقتل أكثر من 32 شخصا وجرح 145 آخرين خلال الأسبوعين الماضيين. وكانت الجولات ال19 السابقة من القتال بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، والتي بدأت عام 2008، أودت بحياة 170 شخصا وإصابة أكثر من 1284. واندلعت هذه الاشتباكات على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، واتهام النظام السوري، الذي يدعمه حزب الله اللبناني، بأنه وراء عملية الاغتيال، وانطلاق الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس 2011.