احتفالية فنية رائعة.. وعرس تشكيلي مبهر.. وحضور جماهيري كبير.. ذلك ما كان في افتتاح معرض "ذاكرة الفل" في صالة "أتيليه جدة" للفنون الجميلة؛ حيث افتتح الدكتور طلال أدهم المعرض الشخصي الأول للفنان عبدالوهاب عطيف بعنوان "ذاكرة الفل". تضمن المعرض خمسين لوحة تشكيلية بأحجام مختلفة، يتجلى فيها انتماء الفنان لبيئته الجميلة في منطقة جازان؛ حيث غاص فيها مستمداً منها رموزه ومفرداته التشكيلية، واعتبر د. طلال أدهم أن معرض "عطيف" هو واحد من أهم المعارض الشخصية التي شاهدها هذا العام في مدينة "جدة". فيما قال الفنان القدير طه الصبان أن معرض عبدالوهاب عطيف هو إضافة حقيقية لحركة الفن التشكيلية في جدة، ويظهر فيه مدى تمكن الفنان من أدواته التشكيلية. وأضاف أن الجميل في كل أعمال المعرض هو أنه عن بيئة الفنان الساحرة في "جازان". وقال الفنان المعروف فهد الحجيلان أن أهم ما يميز أعمال عطيف هو البساطة الرائعة التأثير، وتناول الفنان لبيئته دون افتعال وتكلف. قائلاً أن الفنان لو أضاف إلي لوحاته عنصري الضوء والظل لشاهدنا بالفعل أعمالاً عالمية، وهو ما يتمني أن يتداركه الفنان في المرحلة المقبلة. وقال الناقد هشام قنديل مدير "أتيليه جدة" أنه ما أحوج الفنان الصادق أن ينتسب إلى موضوع مميز يلتصق به ويكرس كل أدواته له، وعبدالوهاب عطيف التصق ببيئته وتراثه في "جيزان" بشكل رائع، فهو لاينقل عن الطبيعة والبيئة هناك نقلاً مباشراً، وإنما يعمد إلى عملية الاسترجاع والتذكر، ويختزل ما شاهده من مرئيات ويخرجه بصورة معاصرة. مضيفاً: "نلمح بين ثنايا لوحاته حساًعفوياً فطرياً واختزالاً لونياً بديعاً بعيداً عن البهرجة اللونية والحزلقة التشكيلية. وفاضت أعمال عطيف بالصدق مع حبكة الصياغة دون استعراض بالصنعة. نرى في لوحاته الريف بكل سحره وعالم القرية الدافئ والوضاء والإغراق في مواسم الحصاد والرقصات الريفية وحياة الفلاحين المليئة بالعمل والكفاح مع الحياة اليومية؛ ليقدم لنا في النهاية فناً بيئياً خالصاً لا منقولاً ولا مستوردناً.