علقت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، على بيان عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، أمس الأربعاء، باستقالته من منصبه في الجيش وإعلان ترشحه الرسمي للرئاسة قائلة، إن الرجل الذي ركب موجة من التأييد الشعبي رغم تصاعد العنف وعدم الاستقرار منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، لا يمكن هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إنه يحظى بدعم من مؤسسات الدولة ونخبة من رجال الأعمال وقسم كبير من الرأي العام. وأضافت الصحيفة البريطانية، إن مؤيدي السيسي يعتبرونه منقذ البلاد من قبضة الإخوان المسلمين بينما يراه منتقدوه، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين والنشطاء العلمانيين الشباب، أنه قائد حملة القمع الوحشي التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، والمسئول عن تقلص الحريات مرة أخرى وتقويض آفاق الديمقراطية. ونوهت الصحيفة إلى أن السيسي لم يذكر جماعة الإخوان بالاسم ولكنه قال إن هناك مكانا لأي شخص لم يتم إدانته من قبل المحكمة. وأشارت الصحيفة إلى أن خطابه الذي استمر قرابة ربع ساعة ركز على التحديات المقبلة والحاجة للعمل الجاد لإخراج البلاد من وضعها غير المستقر. وأوردت الصحيفة عن محللين أن السيسي، والمقربين منه، يدركون جيدا أن شعبيته بلغت ذروتها وأن المشاكل الراسخة في البلاد التي تراكمت على مدى عقود من سوء الحكم التي تفاقمت من جراء الاضطرابات في الآونة الأخيرة يمكن أن تطرحه خارج التمثال الذي احتل صورته في الأشهر الأخيرة. وقال إيساندر العمراني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، الأزمة أن السيسي ينظر له باعتباره منقذ البلاد والمستجيب للارادة الشعبية عن طريق الإطاحة بمرسي كما انه المسئول الفعلي عن إدارة البلاد. وأضاف العمراني أن أول حكم السيسي سيكون شهر عسل ولكن هذا لن يستمر إلى الأبد معللا أن هناك احتمالات بعدم خروج مصر من المشاكل السياسية والاقتصادية، ومن الممكن أن تستمر لعدة سنوات لذلك لابد من مواجهتها. ونوهت الصحيفة إلى أن كثير من المصريين الذين تعرضوا للضرب من قبل الاضطراب السياسي والاقتصادي في السنوات الثلاث الماضية يعتقدون أن البلاد بحاجة إلى يد صارمة لرجل ذو خلفية عسكرية.