إنه حرف الراء ( والذي يعتبر من الحروف الذلق ، وسميت ذلقا لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان ، والحروف الذلق ثلاثة : الراء واللام والنون ، وهن في حيز واحد ، وقد ذكرنا في أول حرف الباء دخول الحروف الستة الذلق والشفوية كثرة دخولها في أبنية الكلام - من كتاب لسان العرب – لابن منظور ) , وأما اليوم .. فلقد أصبح حرف ( الراء ) مجهول الهوية ومن الحروف المهجورة , حيث يعتقد أنه من أكثر الحروف تعرضا للظلم وللانتهاك المقصود من قبل منطقه , وكذلك بعدم نطقه وبصورة صحيحة من قبلنا ، وخاصة لدى جيلنا الحالي والذين مازالوا يتحاشون نطقه , أو حتى بجديتهم للتعلم وبمحاولتهم للتصحيح المستمر لهذا الحرف والذي قد أصبح مغلوب على أمره , وما أكثرهم ممن لا يعطونه من حقه أو بالاهتمام به ، كأن ينطقوه مثلا بشكله الصحيح ومن دون أن يكونوا غلطاء في نطقه ، ليصبح ك موضة منتشرة لدى الجميع , سواء أكان ذلك بغرض التميلح بها أو بغرض الكجولة وحب التميز لمنطقها ، وفي الختام .. كان الله في عون كل أغلط لهذا الحرف ، وكان الله في عون هذا الحرف ( حرف الراء ) ، الحرف الذي قد أصبح اليوم عامة وعند جيلنا خاصة حرف بلا معنى , ولا له أية قيمة أو حتى وجود مع بقية اخوته ( الأحرف الباقية ) ليكون حرف مجهول الهوية . كاتب سعودي شاب