أنا باشكركم جدا على المعلومات الكريمة اللي موقعكم بيقدمها لينا ربنا يجازيكم أحسن الجزاء.. أنا ليّ سؤال بعد إذن حضرتكم أنا باعاني من نطق بعض الحروف بشكل مش مظبوط مثل حرف الميم أنطقه باء وحرف النون أنطقه لام، أنا سني حاليا 31 سنة وهذه المشكلة عندي منذ الصغر وليست وراثية حيث إن جميع إخوتي وأهلي لا يعانون منها وأنا خريج كلية الألسن، أرجو التكرم ومساعدتي على حل هذه المشكلة وشكرا. ahmed أين كنت منذ أكثر من عشرين عاماَ؟ أم إنك قمت بما يجب عليك فعله ولكنك لم تتحسن؟ على أية حال لا أتصور أن تتقاعس عن واجبك نحو نفسك كل تلك السنوات، ولكن ما تشكو منه هو أحد اضطرابات النطق والكلام، وهو عدم القدرة على نطق الحروف بطريقة صحيحة ويكون له سببان كبيران؛ الأول يكون سببه وظيفي حركي؛ أي بسبب وجود مشكلة في الحركة الوظيفية للفك أو وجود ما يسمى بالتواء في اللسان نفسه لأسفل، ويعتبر هو الأكثر انتشاراَ بين الناس؛ لأنه يسبب لثغة حرف الراء المعروفة tongue tie.
والسبب الثاني هو السبب النفسي الذي يرجع لطريقة التعامل التي تحدث بين الأبناء والأبوين؛ كالقسوة الزائدة أو الانتقاد الزائد وأحيانا كثيرة تكون بسبب التدليل الزائد أو بسبب ضحك الأبوين أو طلب الأبوين أو الأقارب أنفسهم أن يكرر الابن الكلام المنطوق بشكل خطأ (يتصورونه لعباً) خلال فترات عمر الابن الصغيرة فيتأكد لديه نطق تلك الحروف بشكل خاطئ، والمسئول عن نمو اللغة والتخاطب بشكل سليم مجموعة من الأعضاء، لذلك علينا التأكد من سلامتها أولا؛ منها الهواء الخارج من الرئتين، والحنجرة، والحبال الصوتية، واللسان، والأسنان، والشفتين، وبعض الأعضاء تؤثر في النطق مثل الأذن (السمع).
لذلك أنصحك بأن تتواصل مع "طبيب تخاطب" وأقول طبيب لأنه يكون تخصص أنف وأذن وحنجرة ليستطيع أن يقوم بعمل الفحوصات التي توصل للسبب في نطق تلك الحروف هكذا، ولا تستهِن بهذا الأمر لأن الكثير من غير المتخصصين سببوا ضرراً أكثر مما أفادوا أو على الأقل لم تكن لديهم التدريبات الصحيحة والخبرة في العلاج التدريبي فلم يحدث تحسن، فمثلاً: حرف السين الذي ينطق شين له تدريبات تختلف عن حرف السين الذي ينطق من بين الأسنان وهكذا، وقد ينضم لطبيب التخاطب أخصائي نفسي لو وجد أن هناك مشكلة نفسية تتعلق بهذا النطق.
وقد ينضم للفريق طبيب سمعيات، ولا تتصور أنه يمكنك علاج هذا الأمر من خلال الإنترنت، ولا تتصور كذلك أن الموضوع كبير ويحتاج لعمل كبير وتكلفة، ولكنها مشكلة سكتّ عنها سنوات كثيرة لا أعلم لماذا، فستحتاج منك لمواصلة ومتابعة جيدة وهناك مراكز تخاطب كثيرة الآن وبتكاليف بسيطة إن شاء الله وتابعة للدولة، والأهم من هذا كله هو ألا تجعلها مشكلة كبيرة في حياتك، ولتتعامل مع نفسك ببساطة وتتحدث بما تحب مع من تحب، فنحن نتحدث مع البشر ليس لأنهم أصحاب طلاقة في الحديث ولكن لأن فيهم ما يجعلنا نتودد إليهم ونحب عشرتهم ونطمئن لهم، ولو أردت أن أسوق إليك عشرات الأمثلة لأشخاص في حياتنا لا يتمتعون بالطلاقة في حروف كلامهم ونحبهم بصدق ونتمنى القرب منهم ما كفتني صفحات الموقع!، ولكننا أُمرنا أن نقوم بما يجب علينا فعله تجاه أنفسنا، وهذا أمر شرعي من الله عز وجل بأن نأخذ بالأسباب ثم نتوكل عليه سبحانه وتعالى ثم نرضى.