قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن مواصلة المحادثات بين الحكومة والمعارضة حول الأزمة السورية أمر "ضروري". وفي رسالة مفتوحة وجهها إلى قادة القمة العربية، أضاف بوتين أن "العالم العربي يمر بمرحلة مهمة، ترافقها تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة، ما يجعل الدور البناء للجامعة العربية أكثر إلحاحا، خاصة وأنها تمثل آلية مهمة للحوار المتعدد الأطراف وإيجاد حلول مشتركة للقضايا الراهنة". واختتمت القمة العربية ال25 أعمالها في الكويت اليوم الأربعاء، بإصدار إعلان الكويت، الذي تعهد فيه القادة العرب بالعمل على حل الخلافات بين الدول العربية. وأعرب الرئيس الروسي عن اهتمام بلاده البالغ بالتوصل إلى تسويات سياسية ودبلوماسية للصراعات والنزاعات، احتراما لسيادة واستقلال جميع الدول. ولفت إلى ضرورة مواصلة المحادثات بين الحكومة والمعارضة في سوريا بعد إعادة إطلاقها في مؤتمر السلام الماضي (جنيف 2)، وتوجهها إلى اتفاقات ملموسة حول جميع المسائل التي تضمنها بيان مؤتمر (جنيف1) الصادر في 30 يونيو عام 2012. وانطلقت الجولة الأولى من مفاوضات جنيف 2 حول الأزمة السورية ما بين 22 و31 يناير الماضي، والثانية ما بين 10 و15 فبراير، في سويسرا، من دون الإعلان عن أي نتيجة. وأشار بوتين إلى أن "التوصل إلى حل شامل وسريع للقضايا الإقليمية المزمنة، ومنها الصراع العربي الإسرائيلي سيسهم بشكل كبير في تطبيع الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وشدد على أن روسيا ستستمر في جهودها الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وتتعايش بسلم وأمن مع جيرانها. وأبدى بوتين استعداد بلاده لتكثيف صلات الشراكة مع جامعة الدول العربية، في إطار القرارات المتخذة خلال الاجتماع الأول لمنتدى التعاون الروسي العربي على مستوى الوزراء في موسكو في فبراير 2013. وانعقد أول منتدى تعاون عربي روسي بالعاصمة موسكو، وتمحور حول سوريا في فبراير عام 2013، بمشاركة وفد وزاري عربي برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعضوية وزراء خارجية كل من الكويت ولبنان والعراق ومصر. واختممت في الكويت، اليوم، فعاليات القمة العربية ال25، بمشاركة 14 من رؤساء وقادة الدول العربية، وغياب 8 قادة عرب، في ظل خلافات عربية-عربية خيمت على أجواء القمة، أبرزها الأزمة الخليجية - القطرية، والخلافات القطرية المصرية.