قالت صحيفة "توداي زمان" التركية، إن السياسة الخارجية لرئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان التي تعتمد على مبدأ "لا خلافات مع الجيران"، تحولت إلى "لا جيران"، مشيرة إلى أن علاقة تركيا بعدد من الحلفاء والجيران قد أصابها الفتور، فهي تعاني اليوم من سمعة سيئة على مستوى العديد من الجبهات على حد وصف الصحيفة. وأضافت الصحيفة التركية خلال تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن هناك ما أسمته بادعاءات تطول تركيا فيما يخص تدعيمها للمعارضة في تركيا، وعلاقاتها بمصر وواشطن، هي من أدت إلى عدم احتفاظ أنقرة بعلاقات طيبة مع العديد من الدول المجاورة والحلفاء، ذاكرة تصريحات كلا من أردوغان وأحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي عن تمتعهم بعلاقات جيدة مع الجيران والحلفاء. وعددت الصحيفة بعض المحاور التي تعاني السياسة التركية فيها فشل كبير، ومنها تجاوز أنقرة للحكومة العراقية والتفاوض مباشرة مع إقليم كردستان من أجل البترول، وهو ما رفضه نور المالكي رئيس الحكومة العراقية واعتبره انتهاكا لدستور بلاده، فضلا عما أشارت إليه تقارير الصحفية حول غض الحكومة التركية الطرف عن دخول عناصر متشددة تنتمي لتنظيم القاعدة للأراضي السورية، ومشاركتها في الحرب الأهلية في سوريا. وأشارت الصحيفة التركية إلى أن تخفيف نغمة الحدة التي كان يتحدث بها أردوغان عن مصر، بعد ظهور تسجيل صوتي يجمع ابنه بلال مع ياسين القاضي أحد رجال الأعمال السعوديين، الذي تشير بعض التقارير الصحفية إلى تلاعبه بموقف تركيا في الأحداث الدائرة بمصر، مستخدما في ذلك علاقته الوثيقة بأروغان، أدى إلى فتح الأبواب للعديد من الشكوك حول دوافع حزب العدالة والتنمية السياسية في مصر. وذكرت الصحيفة التركية خلال تقريرها استمرار العلاقات الفاترة بين إسرائيل وتركيا، على إثر مهاجمة الأولى لأسطول المساعدات القادمة من تركيا إلى غزة، ما أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين أتراك، وهو ما تبعه طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، بعد رفض إسرائيل الاعتذار عن تلك العملية، غير أنها قدمت اعتذارا رسميا في 2013 على ما أسمته "أخطاء العملية". وطلبت أنقرة حينها من إسرائيل العويض وفك حصار غزة والاعتذار، إلا أنهم يتفاوضان في الوقت الحالي حول التعويض، وإن لم يتوصلا لاتفاق نهائي حتى الآن.