رأى محللون سياسيون لبنانيون أن القمة العربية التي ستعقد في الكويت الأسبوع الجاري، هي "إنجاز كبير" في ظل تفاقم الخلافات العربية العربية، وغياب عدد من قادة الدول بسبب الأزمات في بلادهم أو مرضهم، إلا أنها لن تستطيع إيجاد "حلول جدية" للأزمات التي تشهدها مختلف الدول العربية. ورأى المحلل السياسي اللبناني أمين قمورية أن قمة الكويت ستكون "قمة الانقسام العربي" وأنها ستخلص في نهايتها إلى دعوات من أجل حل الخلافات في المنطقة عبر المبادرات والحوار، مشيرا الى أنها ستخلو من مضمون موحد يتفق عليه القادة العرب. وقال قمورية لوكالة "الأناضول" :"إن ملف الخلاف السعودي القطري سيكون "الحاضر الأبرز" في القمة التي ستنعقد في 25 و26 من شهر مارس / أذار الجاري، في محاولة لرأب الصدع بين البلدين الخليجيين المهمين"، مشيرا إلى أن هذه المحاولة ستصطدم ب"صعوبات جيدة". وأوضح أن هذا الملف سيشكل "ملف انقسام بين الدول العربية". وتوقع قمورية أن لا تتمثل سوريا في قمة الكويت، لا بوفد من المعارضة ولا بوفد من النظام، لافتا الى أن الملف السوري يكون أيضا دافعا ل"مزيد من الانقسام في هذ القمة". ورأى قمورية أن الجميع سيتفق "ظاهرا" على ضرورة أن يكون الحل للأزمة السورية مبنيا على الحوار والسياسة، في حين سيكون الخلاف كبيرا "سرا" حول مصير النظام ووسائل دعم المعارضة بالسلاح وغيره. وأضاف أن ملفا انقساميا آخرا سيكون على طاولة البحث في القمة، هو الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى أن المشاركين بأعمال القمة "سينقسمون بين مرحِّب بالانفتاح على إيران كدولة قطر وعُمان والإمارات، ومعارض لأي انفتاح عليها كالسعودية والبحرين". وفي القضية الفلسطينية، توقع قمورية أن تتم دراسة مبادرة سعودية أمريكية ل"تهيئة الأجواء" من أجل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية نهاية شهر آذار/مارس الجاري. من جانبه، وصف المحلل السياسي والاستراتيجي ميشال نوفل قمة الكويت بأنها "قمة إنقاذية لوضع عربي تحكمه صراعات المحاور"، معتبرا أن "مجرد اجتماع العرب في القمة هو إنجاز كبير في ظل الخلافات الحادة". وأضاف نوفل لل"الأناضول" أن العرب سيجتمعون في الكويت "في زمن عربي رديء، لا عمل فيه ولا وحدة قرار ولا مشاريع مشتركة". ورأى أنه في ظل غياب محور عربي ينظم السياسات والاتجاهات في المنطقة "من الصعب تصور خروج قمة الكويتبحلول للمشكلات العربية الكثيرة على المدى القريب". وتوقع ألا تتمكن القمة من تقريب وجهات النظر بين دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة فيما يتعلق بالسعودية وقطر، مشيرا الى أن احتمال استمرار الانقسامات بين دول المجلس "كبير". وقال إن هذه الانقسامات ستتفاقم في ظل التقارب الإيراني الأمريكي، وتباين وجهات النظر الخليجية حول طريقة التعامل مع إيران وملفها النووي. وفي الشأن السوري، قال نوفل أن ملف الأزمة السورية سيكون موضع "نقاش حاد" وسيُظهر خلافات كبيرة بوجهات النظر حول طريقة حله وإنهائه، معتبرا أن حله بشكل كامل بيد المجتمع الدولي وليس بيد الجامعة العربية. ودعا الجامعة الى اتخاذ "شيء من المبادرة.. على الأقل سياسيا" لإنهاء الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب السوري منذ أكثر من 3 سنوات.