وزير التعليم: القيادة السياسية تدعم "التعليم المنتج للإبداع والابتكار"    غرفة القاهرة تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء    الدولار يتراجع إلى أقل من 48 جنيها بالبنوك    أسعار القمح اليوم في مصر.. زيادة 500 جنيه للأردب وإقبال على التوريد    وزارة النقل تتعاقد على بناء سفينتين جديدتين مع ترسانة هانتونج الصينية    شركات التأمين تسدد تعويضات بقيمة 3.6 مليار جنيه خلال شهر    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    نائب وزير الإسكان يفتتح معرض إدارة الأصول    وكيل «خطة النواب»: 90 مليار جنيه لدعم الخبز في موازنة 2024/ 2025    صور الأقمار الصناعية تكشف الاستعدادات لعملية رفح    جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    عضو ب«النواب» يطالب بمحاكمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اكتشاف مقابر في غزة    موعد مباراة الأهلي ومازيمبي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا    مباريات اليوم.. الأهلي في الدوري الأفريقي للسلة.. ومؤجلات بريميرليج    محمد الشناوي يدخل قائمة الأهلي أمام مازيمبي    استمرار ارتفاع درجة الحرارة بالفيوم.. والعظمى تسجل 41 درجة    6 تعليمات من «التعليم» بشأن امتحانات «الترم الثاني».. منها وضوح الأسئلة    «الشيوخ الأمريكي» يوافق على مشروع قانون لفرض قيود على «تيك توك»    الخشت يُشارك بمؤتمر "الذكاء الاصطناعي وأثره على حقوق الملكية الفكرية"    قصة حب انتهت بالزواج ثم القتل لسبب صادم.. جريمة تهز المحلة    يطرحه مساء اليوم، أغاني ألبوم رامي جمال الجديد «خليني أشوفك»    38 مليون جنيه إجمالي إيرادات «فاصل من اللحظات السعيدة» في السينما    DMC تعرض تقريرا عن الفنان الراحل محمود مرسي في ذكرى رحيله    «حياة كريمة» تطلق عدة قوافل اليوم الأربعاء.. تتواجد في 4 محافظات    مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية    طلب إحاطة بشأن تحصيل رسوم من مرضى الطوارئ بالمستشفيات    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بعد عودة الشناوي.. تعرف على الحارس الأقرب لعرين الأهلي الفترة المقبلة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24-4-2024 والقنوات الناقلة    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    بسبب الحرب على غزة.. كل ما تحتاج معرفته عن احتجاجات الجامعات الأمريكية    دعاء الحر الشديد.. 5 كلمات تعتقك من نار جهنم وتدخلك الجنة    تفاصيل الحالة المرورية بالمحاور والميادين صباح الأربعاء 24 أبريل    اليوم.. استكمال محاكمة المتهمين باستدراج طبيب وقتله بالتجمع الخامس    ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية ضيفة «يحدث في مصر» الليلة    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    تاريخ مميز 24-4-2024.. تعرف على حظك اليوم والأبراج الأكثر ربحًا للمال    8 مليارات دولار قيمة سلع مفرج عنها في 3 أسابيع من أبريل 2024.. رئيس الوزراء يؤكد العمل لاحتياط استراتيجي سلعي يسمح بتدخل الدولة في أي وقت    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    بايدن يعتزم إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا اعتبارا من "هذا الأسبوع"    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساعة سياسة
نشر في أخبار مصر يوم 07 - 04 - 2008

هالة أبو علم : مشاهدينا الكرام مساء الخير .. أنتهت أعمال القمة العربية العشرين بدمشق ولكن لم تبدأ نتائجها فى التفاعل بعد رغم صدور إعلان دمشق ولكن هناك أسئلة كثيرة مازالت حائرة , من المعروف أن القمة إنعقدت بمن حضر فغاب عنها الوجود المؤثر الفاعل.. كلمات كثيرة ألقيت هنا وهناك ولكن المهم .. هل إنتهت القمة الى توافقٍ حقيقى بإرادة للتنفيذ ؟أو بمعنى أدق هل ستمتلك القمة الآليات المطلوبة للحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق العربى ؟..أيضا سؤال مهم ماذا حدث فى كواليس القمة فى دمشق؟ ما هى تداعيات التى تدعمها مصرو القادة العرب؟ ما هو مصير نتائج أعمال القمة ؟ هل ستتمكن دولة المقر أو الدولة التى ترأس هذه القمة فى هذا العام ؟ من لعب الدور التنسيقى المطلوب فى ظل هذا الإنقسام العربى غير المسبوق ؟ أسئلة كثيرة وعديدة نبحث لها عن أجوبة ولكن بعد فاصل قصير .
فاصل
إختتمت القمة العربية العشرون فى دمشق إجتماعاتها بصدور إعلان دمشق – الإعلان لم يتضمن جديدا سوى التأكيد على الثوابت العربية والقرارات العربية السابقة – الإعلان أكد إلتزام قادة العرب بتعزيز التضامن العربى الذى كان شعارا للقمة والعمل على ضرورة تجاوز الخلافات العربية .
وعلى صعيد عملية السلام أكد القادة العرب على أن إستمرار الجانب العربى فى طرح مبادرة السلام العربية مرتبط بتنفيذ إسرائيل كافة إلتزاماتها فى إطار المرجعيات الدولية الأساسية لتحقيق السلام فى المنطقة ودعم المبادرة اليمنية لتحقيق المصالحة الفلسطينية – وأعاد المؤتمر التمسك بالمبادرة العربية بمساعدة لبنان على الخروج من أزمتها – على الرغم من عدم بحث الملف اللبنانى بسبب غياب لبنان .وعلى صعيد الوضع العراقى أكد القادة العرب تمسكهم بوحدة وسيادة وإستقلال العراق وكذلك التأكيد على وحدة وسيادة السودان والصومال , كما أعربت القمة عن قلقها إزاء ظاهرة العداء للإسلام وطلبت بجهدٍ أكبر لتضييق الفجوة بين الثقافات والحضارات – كما ان أبرز ما يميز هذه القمة هو غياب نصف القادة العرب عن حضورها وحضور النصف الآخر زائد واحد فى سابقة هى الأول فى تاريخ إنعقاد القمم العربية وذلك إعتراف الجميع بعمق الخلافات العربية خاصة أن الجهود التى سبقت إنعقاد القمة لم تنجح فى تمهيد ظروف أفضل لإنعقادها بسبب تعنت أطراف بعينها حيال نجاح المبادرة العربية لحل أزمة الرئاسة اللبنانية لتنعقد القمة دون تعليق بآمال كبيرة عليها وإكتفى بعض القادة بترديد شعارات التضامن والوحدة والتعاون العربى فى وقت شكلت سياستها وخاصة ما يتعلق بالقضية اللبنانية سببا من أسباب الصف العربى – وفى القمة أعاد العقيد القذافى طرح رؤيته إلى حل الصراع العربى الإسرائيلى عن طريق إقامة دولة فسطينية إسرائيلية مشتركة- وفى ختام المؤتمر توقع البعض جديدا من سوريا خلال كلمة القائد وكانت مفاجئةً تجاهل الرئيس السورى للملف اللبنانى تماما ليعطى ذلك مؤشر عن عام شائك خلال القيادة السورية لقمة العمل العربي المشترك إنتظارا لإنفرادة جديدة مع موعد القمة العربية القادمة فى الدوحة عام 2009
فاصل
هالة أبو علم : قمة إنعقدت بمن حضر وسادت أجوائها خلافات عديدة .. نرحب بضيفى فى الإستديو الدكتور سعيد اللاوندي الكاتب الصحفى بالأهرام وخبير العلاقات السياسية الدولية ..
دكتور سعيد حضرتك تابعت أعمال القمة العربية إللى إنعقدت فى دمشق إيه أبرز ملاحظات حضرتك عليها وبماذا تختلف عن باقى القمم السابقة ؟
دكتور سعيد اللاوندي : هو سؤال فى حقيقة الأمر يطرح فى نفوس الكثيرين وخصوصا أن لغطا طويلا وكثيفا سبق إنعقاد هذه القمة وكان هناك من المتوقع على الأقل بحسب هذا اللغط الشديد أن تكون هناك إنفجارات داخل هذه القمة سيما وأن نحو نصف القادة والرؤساء وخصوصا أن معظمهم ممن تؤول لهم الصول والجول أن صح التعبير وكان أصحاب قرار نافذ مثل الرئيس مبارك مثل العاهل السعودى إلى آخره .. أعتقد أن كل هذاهبط بطموح المواطن العربى العادى هذا الطموح الذى كان ينتظره من القمة العربية فى دمشق لكن على أية حال وكما يقول البعض لم تحدث إنفجارات لكن لم تحدث أنفراجات أيضا - لهذاولا ذاك , أعتقد أن هذه القمة حاولت تحت المسمى الذى ظهر به أنها قمة الضأمن العربى , قمة العمل العربى المشترك – نصت شغاف القلوب هذه نقطة – النقطة الأهم التركيزعلى هذا الألم لم يعد يؤثر من كونه أمنية تداعب خيالنا جميعا , الشئ الثأنى أيضا أن كان هنا حرص على أن يتم إزالة التقيحات فى العلاقات العربية - العربية التى بلغت مدا وشططا كبير إعتبر البعض أو وكالة الدول تتغطرس وتتخبط الواحدة ضد الأخرى – الأهم من هذا أن كل ما خرج من هذه القمة ليس أكثر من أمنيات وفى الحقيقة حتى يصدم قمة دمشق كل القمم العربية السابقة دائما تدغدغ المشاعر والأمنيات فالأمنية الأهم بالنسبة لقمة دمشق هى إنها ستحاول جاهدةً أن تدخل بالقرارات والتوصيات إلى حيز التنفيذ إذن نحن ندور فى فنٍ ممكن أكثر ممكن كما يقول علماء السياسة – هل ستستطيع سوريا بإعتبارها رئيسة القمة من مارس 2008 حتى مارس 2009 حيث تنعقد القمة ال 21 فى الدوحة هل تستطيع أن تحقق ولو جزء يسير من هذه الأمنيات – هذا هو السؤال الذى سيظل مطروحا وتعكسه الوقائع على الأرض طوال 12 شهر .
هالة أبو علم : دكتور سعيد بالنسبة للقضية الفلسطينية – يعنى صادرعن القمة تنصل عن مبادرة السلام العربية والتلميح أيضا على التخلى عن هذه المبادرة إذا ما واصلت إسرائيل عدوانها على الفلسطينيين – تعتقد حضرتك أن قمة بتعانى إنقسام واضح قادرة على تحذير الآخرين وأيضا إجبارهم على تغيير مسارهم ؟
دكتور سعيد اللاوندي : هو فى البداية كما يعلم الجميع أن مسألة القمة وجدول أعمالها يتم التباحث فيه ربما قبل ثلاثة أشهر من إنعقادها أو يزيد – كانت الفكرة المطروحة بالفعل هو أنه لا يمكن أن تلقى حسب قول السيد عمر موسى أمين عام جامعة الدول العربية لايمكن أن تلقى المبادرات جذافا او ترمى على الطاولة إنما يجب مراجعاتها بين وقت وآخر – سيما وأن المبادرة العربية وخاصة بعملية السلام والقضية الفلسطينية لاقتها إسرائيل بأذن صماء لم تتجاوب معا على الإطلاق لا فى عام صدورها فى قمة بيروت عام 2002 وعلى حتى فى الأعوام التالية على الإطلاق وتجاهلتها تجاهلا مش بشكل أو بآخر الإرادة العربية أو الإجماع العربى الذى وافق على هذه المبادرة – كان المتصور من خلال بحث جدول أعمال قمة دمشق أن يتم على الأقل ربط هذا الشئ بذاك ربط التعاطى الإسرائيلى مع هذه المبادرة مع بقائها أو سحبها – فإذا لم تتعاطى بالشكل الذى ينبغى أن تكون عليه يمكن سحبها – لكن بسبب الخلافات العربية العربية – وبسبب أيضا غياب دول فاعلة كما أسلفنا كان من الضرورى أن يتم طرح هذا الموضوع ومسه مسا خفيفا لذلك قربت الصياغة بأنه يجب التعامل معها منذ الأن فصاعدا بحسب رد الفعل الإسرائيلى لا أكثر ولا أقل هذا هو الحد الأدنى مما ينبغى أن يكون على الأقل فى المرحلة إللى جاية .
هالة أبو علم : يعنى يادكتور سعيد كان لازم أن إحنا ننتظر 6 سنوات منذ إعلان هذه المبادرة لكى نلوح بإلغائها بعد ذلك إذا لم تمتثل إسرائيل لهذه المبادرة أو تتجاوب معها .
دكتور سعيد اللاوندي : للإنصاف كانت هناك دعوات فردية من الدول من هنا أو هناك من الدول العربية ال22 لكن قمة دمشق ربما إنتهزت الفرصة أو حاولت أن تقوم بعملية تجييش مع هذه الفكرة لكن للأسف الشديد حضور نصف القادة وغياب النصف الآخر أو الهبوط بمستوى القمة .
هالة أبو علم : يعنى تجييش ولا تغطية على الخلافات ؟
دكتور سعيد اللاوندي : لاعلى الإطلاق أن أود أن أقف إليها كما يقولون أما مسألة الخلافات لأن الخلافات هى الأصل فى الحقيقة والتباين والتنوع فى حتى الثقافات والأشكال والأزياء إلى آخره هو الأصل إذن الإتفاق هو الشئ النادر دائما وأنت تعلمين جيدا مسألة الملف الأوروبى أعتقد أن الأوربيين تحدث بينهم خلافات كثيرة لكن لم يلجأ أحد منهم إلى التخوين أو التغيب أو..أو إلى آخره – يعنى الإتحاد الأوربى يحضر قمة سنوية – وحتى عندما اصرت القيادة السياسية المصرية على أن يكون للقمة العربية دورية إنعقاد قياسا على الإتحاد الإفريقى أو منظمة الوحدة الإفريقية سابقا أو الإتحاد الأوربى إلى آخره – فهناك خلافات ضرورى بالتأكيد موجودة بين الدول بعضها لبعض لكن يصل الأمر إلى الغياب أو التهكم أو السخرية أو حتى الحديث عن إفشال هذه القمة لأن هناك مواجهة أو رفض أو حتى رفض هذا الشئ بشئ آخر مثلا أسبانيا كان لها موقف من الهجرة غير الشرعية غير الموقف من فرنسا غير الموقف من البرتغال ولكن لم نسمع على الإطلاق أن رئيس البرتغال قال شىء ضد رئيس أسبانيا أو العكس أنا أعتقد
هالة أبو علم : أو أن قمة الإتحاد الأوربى فشلت أو ما شابه .
دكتور سعيد اللاوندي : مسألة الفشل مستبعده
هالة أبو علم : يعنى برضه رأى حضرتك يعنى مسألة الإختلاف مش ده معناه أبدا أنه يكون قمة فاشلة .
دكتور سعيد اللاوندي : أنا أعتقد أن قمة دمشق من هذا المنظور صنعت أن تلملم أوراق القضايا العربية وأن وتضعها على بساط لمن حضر وأعتقد أيضا حتى لو كان هناك رئيس غائب أو رئيس بتمثيل إلى آخره ولكن بمتابعة دقيقة لأن المسألة تتعلق بأمن قومى عربى وبمستقبل منطقة العرب إزاء تحديات جامة تمثلها إسرائيل على رأس الحق .
هالة أبو علم :أن بأتفق مع حضرتك تماما أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية لكن هو الخطير دكتور سعيد هو الأنقسام فى الإستيراتيجيات الهامة أو الرئيسية – هو ده إللى بيسبب خطر على كيان الأمة العربية كلها
دكتور سعيد اللاوندي : أنا لا أتصور أن هناك خلاف إستيراتيجى فيما يتعلق بالرؤية الخاصة بالأمن القومى العربى الكل يجرى بدمه فى هذه الشي ولعل الألم العربى هو الذى يحدنا جميعا،هذه النقطة لا يجب الإختلاف عليها إطلاقا – والشئ الأهم هو أن قمة دمشق دغدغت مشاعر الكثيرين بما يتيح لديها فى عبر يومين ثم هناك تجييش مع وتجييش آخر قيل أنه كان ضد – على أية حال أتصور أن القمة – يعنى هذا هو الممكن – أقصى الممكن – وأتصور مرة أخرى أن القمة العربية لا يجب أن يناط بها مسألة أنقاذ العرب من حالة الغرف الذى هى فيه لمجرد إفساح مجال للحوار والتشاور بالحيه وبشفافية - المنطقة العربية حول ما تكون إليها – خصوصا أن إسرائيل تمارس ضغوطا تحاول أن تفرض بيها ما يسمى فى العلاقات الدولية فى المنطقة وفى الإقليم الحقيقى الإسرائيلى – وهناك مشاريع إستثمارية مثل الشرق الأوسط الجديد والشرق الأوسط فى تغيير – وكلها تستهدف المنطقة العربية ولا تستهدف إلا تعلى من شأن إسرائيل هذا هو التحدى الذى لا أعتقد أنه غاب بشكل من الأشكال عن قمة دمشق مهما قيل معها أو ضدها .
هالة أبو علم : طيب بالنسبة للطرف الإيرأنى هو غائب حاضر وبقوة فى هذه القمة بصفة خاصة – هذا الخلاف حول الدور الإيرأنى ألا يهدد أيضا التضأمن العربى ؟
دكتور سعيد اللاوندي : هو لا يوجد هناك خلاف فى حقيقة الأمر سوريا أنصافا أن أعتقد سوري دُفعت دفعا للتقرب من إيرأن لأن لو إحتضنها صدر عربى لو إحتضنتها المنظقة العربية – لو عرفت الدول العربية كيف يكون الطريق إلى تفعيل التضأمن هذا العنوأن الكبير أعتقد أن سوريا لما كان بإلإمكان أن تلقى بكل ثقلها فى أحضأن إيرأن هذه نقطه , النقطة الثأنية أتذكرما قاله مرارا وتكرارا السيد عمر موسى – ونحن نثق فى راجاحة عقل – عقل سياسى عربى متميز – كما يقول من حق إيران أن تطمح – من حق إيران أن يكون لها دور إقليمى فى المنطقة لكن هذا لا يمنع أن يكون من حقنا الشىء نفسه – إذن نقاط التلاقى مع دولة مهمة مثل إيران مع دولة أخرى مهمة مثل تركيا .
هالة أبو علم : أنا هأقول لحضرتك رأى بخصوص هذا الموضوع هو كيف ينظر المحللون السياسيون لهذا التعاون السورى الإيرانى – قِيل أن فى أيام الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد كان هذا التعاون الوثيق موجود لكن سوريا لا تفضل فى يوم من الأيام يعنى هذه المصلحة على مصلحتها العربية بخلاف ما يسود الأن هذا الوضع فى سوريا فى الوقت الحاضر – هذا كان تحليل المعلقين السياسيين على الموقف السورى ولكن – أنا هأعود لحضرتك مرة أخرى بعد ما نلتقى أيضا من خلال الأقمار الصناعية بالدكتور فادى جهشان الكاتب والمحلل السياسى من بيروت – أهلا بيك دكتور فادى عبر الأقمار الصناعية
دكتور فادى جهشان : أهلا .. أهلا
هالة أبو علم : دكتور فادى بتعتقد حضرتك إيه طبيعة الوضع فى لبنان الأن أو الذى سيكون عليه لبنان بعد القمة وهل يختلف تماما عن الشأن اللبنانى قبل القمة ؟
دكتور فادى جهشان : أنا أعتقد أن الوضع حاليا ما قبل القمة هو ما سيكون بعد القمة يعنى لا تغير فى المواقع ولا جدوى – كل ما فى الأمر أن الأمر متروك للبنان ولا شىء جديد صدر فى القمة غير كلام فى كلام .
هالة أبو علم : لكن بالنسبه للأطراف اللبنانية يعنى بالنسبة لأطراف المعارضة مثلا أو للأغلبية ألا يستدعى ما صدر عن قمة دمشق مثلا التشاور فى كيفية التعاطى مع المرحلة القادمة مع ما صدر عن هذه القمة يعنى هل الأمور تسير كما هى دون أي تغيير ؟
دكتور فادى جهشان : هى تسير كما هو لأنه لن يتغير شيئا عن ما قبل وأنا كما قلت لك أن الأمر متروك ولا أحد كان ينتظر أن يحصل أى تغيير فى المواقف .
هالة أبو علم : نعم ولكن كيف ستتعامل الأطراف اللبنانية مع سوريا وهى ستكون رئيس القمة بالنسبة للعام القادم والمسئول أيضا عن مبايعة تنفيذ إعلان دمشق – كيف ستتعامل معها الأطراف اللبنانية فى ظل هذا الخلاف العميق ما بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية ؟
دكتور فادى جهشان : كل وضع يضع فى لبنان ما يسمى المعارضة وهو له إستيراتيجيته الخاصة فكل كبيرة ما يختص بقيادة سوريا – الوضع فى القمة العربية وما بعدها وترأس سوريا الوضع سوف يكون نقطة يجب التوقف عليها – أما هذه النقطة لن يكن لها أى تأثير فى القرارات التى ستأخذ من الموالاة أو من المعارضة – سيكون وضع الجامعة العربية مستقلة - الأمر سيكون فى يد عمر موسى .
هالة أبو علم : بالضبط - يعنى دكتور فادى بالنسبة للجولات القادمة للسيد عمر موسى إلى لبنان وتأكيد القمة أيضا على مسألة التمسك بالمبادرة العربية – يعنى كيف تنظرون فى ظل أيضا أن القمة ذكرت فى بيانها الختامى ضرورة التوافق على رئيس لبنانى بأسرع وقت ممكن – ألا يكون فى هذا دفع للأطراف اللبنانية فى أن تتوافق على رئيس بصورة أكبر مما عليه الصورة الأن ؟
د.فادى جهشان:التوافق موجود – المواقع لم تتغير قبل القمة وما بعدها كما فسر وزير الخارجية السورى الوضع يرى أن الإنتخاب يجب أن يكون زى باكتش ديل فيما الموالاه ترى الأشياء يجب أن تتوقف عند إنتخاب رئيس جمهورية – فالمواقف ستطل جامدة والوضع جامد .
هالة أبو علم: يعنى دكتور فادى حضرتك بتشوف أن القمة العربية لم تعطى أى دعم للملف اللبنانى ؟
د. فادى جهشان: أعطت دعما شفاهيا – كحبات مسكنة – لا أكثر ولا أقل وإندفاع جديد لكسب الوقت لدى الطرفين .
هالة أبو علم: نعم – دكتور فادى جهشان الكاتب والمحلل السياسى من بيروت شكرا جزيلا لك .
د. فادى جهشان: شكرا .
فاصل
هالة أبو علم: دكتور سعيد فى الحقيقة مسألة الملف اللبنانى طبعا هوالملك إللى كان طاغى الحوار حوله بالنسبة للقمة العربية رقم 20 هل بتعتقد أن بيروت مرشحة للدخول فى حوار مع سوريا لتنفيذ قرارات القمة خصوصا فيما يتعلق بالشأن اللبنانى يعنى فى ظل رئاسة سوريا للقمة خلال هذا العام ؟
د.سعيد اللاوندى: لابد أن أشير إلى نقطة مهمة – كنت قبل أقل من شهرين جمعنى لقاء للسيد غازى العريضى وزير الإعلام اللبنانى وكان يتحدث طبعا إن لبنان وعدد من الدول العربية وستحاول لبنان أن تسعى فى إتجاه أن لا تنعقد القمة فى دمشق بسبب رئيسى من وجهة نظره وإنه يجب أن لا تعطى فرصة من أى نوع للرئيس السورى لأن الرئيس السورى بيعُامل كرئيس لسوريا لكن عندما يصبح رئيسا للقمة فتصبح له صفة أخرى أكثر عمومية وشمولية وبالتالى سيكون من هذا المنظور الثانى فى عُرف القمة سيتعاطف بشكل مباشر مع الأزمة اللبنانية. هذا هو ما يتعلق - نحن لا نتهم سوريا بأنها هى – تقدم على ذلك – نستطيع ان .. ما قاله المعلم من أنه الذى سينتخب الرئيس أو يختار رئيس توافقى وشعب توافقى هو الشعب اللبنانى وليس من الشعب السورى - على أية حال – كما تحدثنا مع الدكتور - فى لبنان أعتقد أن المسئولية ملقاه بشكل أكبر على كاهل السيد عمر موسى والذى سيكون هو مضطر أو يقوم بزيارات مكوكية حسب ما قال فى مؤتمر صحفى مع وليد المعلم عقب إنتهاء القمة مباشرةً وسوف تكون منوطة به مهمة تذييل العقبات نسبةً عن رئيس القمة العربية مع لبنان لكن للأسف الشديد تجرى مدافع للإزمة اللبنانية فيجب أن نحدد الآتى أن فعلا دمشق تقف وراء فريق لكن أيضا هنا دول فى المنطقة تقف وراء فريق آخر ثم هناك دول مثل فرنسا وواشنطن والولايات المتحدة الأمريكية تقف أيضا وراء فرقاء آخرين – إذن الصراع لا يتعلق بالزعامات داخل لبنان ولكن بتوافقات خارج لبنان وأعنى بذلك العواصم الإقليمية والعواصم الدولية .
هالة أبو علم: نعم أيضا أرحب من خلال الهاتف بالكاتب الصحفى المصرى الأستاذ محمد صلاح مدير مكتب جريدة الحياة اللندنية من دمشق.. أهلا بحضرتك .
أ.محمد صلاح : أهلا يا أستاذة هالة – أهلا بيكى .
هالة أبو علم: أهلا يا أستاذ محمد
أ.محمد صلاح : أزيك يا دكتور
إ د.سعيد اللاوندى: زيك يا أستاذ حمد
هالة أبو علم: حضرتك مازالت موجود فى دمشق حتى الآن ؟
أ.محمد صلاح : مازلت موجود فى دمشق حتى الآن نعم .
هالة أبو علم: ماذا حدث فى كواليس هذه القمة يعنى هذا شيء جدير بإن إحنا نتعرف عليه ؟
أ.محمد صلاح : شوفى هو إعلان دمشق هو إعلان برتوكولى بيصدر عادةً عن كل قمة حتى أن الدولة المضيفة هى عادةً إللى بتكتبه وبتعرضه على الأمانة العامة وبيتم إقراره حتى هذا الإعلان تم التحفظ عليه من جانب الوفد العراقى الذى إعترض على خلو الإعلان من إدانة للإرهاب – بإستثناء التحفظ العراقى يمكن أن يُقال أن القمة العربية يعنى رحلت المشكلات والمعضلات والقضايا العربية إلى القمة المقبلة المقررة فى الدوحة بعد سنة من الآن – للأسف الشديد فإن الأوضاع التى أفردتها السياسة السورية قبل القمة تسببت فى غياب نحو11 من الزعماء العرب نصف عدد الدول العربية – قد يكون هناك 11 آخرين حضروا القمة حيث كانت هذه القمة مخصصة بالدرجة الأولى لملف مهم جدا بالإضافة إلى الملفات التى إعتدناها – العراق – فلسطين – السودان – وهكذا كان هناك ملف الخلافات العربية العربية ونوقش فى جلستها – ولكن كيف يمكن أن تناقش الخلافات العربية العربية وهناك غياب لدولتين مؤثرتين فى النظام العربى – يعنى غياب للزعيم المصرى حسنى مبارك والعاهل السعودى الملك عبد الله – لا يمكن بأى حال فى النظام العربى مناقشة القضايا والخلافات العربية دون حضور الرئيس المصرى والعاهل السعودى هذا من ناحية – من ناحية أخرى كان الأهم هو أن القمة تعقد فى دولة أصلا تسببت فى غياب الزعيمين بالإضافة إلى 9 من الزعماء الآخرين بسبب المعضلة اللبنانية – فى تقديرى أن القمة كان الهدف من جانب السوريين منها أن تمر بسلام – هى بالفعل قد مرت - لم نعتد مثل تلك الخطابات الهادئة من الرئيس السورى كان عادةً يلجأ الى إستخدام حتى فى القمم الأخرى التى تعقد فى أماكن أخرى إلى خطابات مطولة – كلمات وأحاديث مطولة تنتقد فى بعض الأحيان بعض الأنظمة العربية الأخرى – قد يستخدم لهجات حادة ضد بعض الزعماء الآخرين فى كلمتين فى الإفتتاح وفى الختام كانت لكل كلمة قصيرة وهادئة وتوافقية – أنا فى تقديرى أن دمشق قررت أن تمر القمة بسلام ولكن القادم هو الأسوأ لأن النظام العربى يفترض أن تقوده سوريا خلال السنة المقبلة وحتى قمة الدوحة - كيف تقود سوريا النظام العربى فى ظل تحفظات مصرية مهمة – تحفظات سعودية مهمة تتعلق بالأزمة اللبنانية – هذا سؤال مطروح لأنها المرة الأولى التى تغيب فيها لبنان لأنه ليس هناك رئيس – قد تكون لبنان قد غابت فى قمة سابقة أعتقد 78 أو 89 حينما كان هناك حكومة تنازع على الإختصاصات وبالتالى لم تحضر – لكن الآن لا يوجد رئيس فى لبنان – الخوف كل الخوف أن يستمر هذا الوضع لأن سوريا ليس هناك لديها ما تخسره حدثت القمة وغابت مصر وغابت السعودية و9 دول عربية آخري ما هى المفاوضات؟ وما هى المقايضات التى يمكن أن يقايض عليها باقى العرب المعترضين على السياسة السورية فى لبنان ؟وماذا يمكن تقدم سوريا؟
هالة أبو علم: أستاذ محمد حضرتك توقفت عند كلمة الرئيس السورى – يعنى فى الحقيقة أنا كنت عايزة أسأل حضرتك هل هناك كلمة ألقاها أحد الزعماء العرب الموجودون فى هذه القمة – يعنى توقفت عند كلمة دولة من الدول – أو هناك موقف من المواقف توقفت عندها أو لفتت نظرك أو أثارت إهتمامك ؟
أ.محمد صلاح : يعنى بطبيعة الحال أن القضايا العربية الرئيسية تم تجاوزها ولم يتم مناقشتها بشكل جاد نتيجة لغياب الرئيس مبارك والعاهل السعودى الملك عبد الله إنما لفت الإنتباه بكل تأكيد هى كلمة الزعيم الليبى معمر القذافى الذى هاجم فيها النظام العربى بشدة أعاد طرح نظريته حول حل القضية الفلسطينية والمسمى بنظرته القائمة على دولة واحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين وطرح تفاصيل مقررة أعلنها من قبل حول هذا الموضوع – إعتبر أن العرب فى أضعف مستوياتهم وإعتبرالزعماء العرب ووجه إنتقادات حادة إلى غالبيتهم – الجموع أثارت الضحك أو السخرية فى بعض الأحيان ورأينا مشاهد الزعماء العرب وهم يضحكون ويقهقهون على ما يقوله الرئيس الليبى ولكنه أيضا وجه إنتقادات حادة جدا إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن وجه إنتقادات حادة إلى العراق وغالبية الزعماء وإلى الأسر الخليجية حينما إتهمهم معظم أسرهم أصلا من أصول إيرانية وإستغرب كيف يعادون النظام الإيرانى!
هالة أبو علم:الكاتب الصحفى الأستاذ محمد صلاح شكرا جزيلا لك .
أ.محمد صلاح : شكرا لك .
هالة أبو علم: دكتور سعيد الكاتب المصرى الأستاذ محمد صلاح أشار إلى الغياب المصرى والغياب السعودى عن القمة وإن هذا الغياب أثر بكل تأكيد على مدى فاعلية هذه القمة يعنى إذا تعرضنا للموقف المصرى بصفة خاصة وإنه يعنى كان واضح وحدد رؤية للحفاظ على الحد الأدنى من العمل العربى المشترك بعد القمة. بتقدير حضرتك وفى ضوء خبرتك بالتعامل المصرى مع القضايا الإقليمية – يعنى تفتكر حضرتك الموقف المصرى فى الفترة إللى جاية هيتأثر بقضايا المنطقة أو أيضا ممكن أنه هو يحصل له تغيير فى ضوء ما حدث فى قمة دمشق ؟
د.سعيد اللاوندى: هو موضوع مهم وكنت أود الحديث فيه فى حقيقة الأمر لأنه هذه الرؤية التى تذهب إلى أنه غياب مصر وغياب السعودية أثر بشكل مباشر على مسألة النتائج الإيجابية الكبيرة التى كانت منتظرة للقمة وهو ما جعل القمة تقفز على الموضوعات دون أن تمسها بشكل عميق أعتقد إننى أشفق كثير على هذه الرؤية وكانها تحمل مصر مسؤلية هذه القمة لم تمس حتى الحد الأدنى وهذا ظلم فى حقيقة الأمر للموقف المصرى- مصر لو رجعنا إلى أرشيف القمم العربية منذ صدرت أول قمة أول إنعقدت القمة سنة 64 فى زمن الزعيم جمال عبد الناصر أعتقد إنه الهم العربى هو الشغل الشاغل لمصر وحتى فى عصر الرئيس مبارك نلاحظ أن العلاقات العربية - العربية التضامن العربى – الرؤية العربية الواعية المحافظة على ترميم النظام العربى الإقليمى النظام العربى الرسمى كل هذه الأشياء توضع فى أولويات القيادة السياسية المصرية وحتى هناك لابد أن نذكر والكل يتابع هذا أن قُبيل إنعقاد القمة كان هناك إتجاه يدفع إلى إلغائها أو إرجائها أو عقد قمم مصغرة تسبقها فتجبر القمة ، رفضت مصر رفضا قاطعا – هذه نقطة مهمة للغاية – ثانيا مصر لم تفعل لأنها لم تترك مقعدها خاليا ولم تشأ أن تعتمد مندوبها الدائم فى جميع الدول العربية مثلا كما قالت دول أخرى وإنما بعثت وزير مهم وزير له ثقله وله دوره وله مكانته لدى العقل السياسى العربى الدكتوب مفيد شهاب وذهب وتحدث مع الجميع وأوضح وجهة النظر المصرية – وجهة النظر المصرية كانت ببساطة شديدة أن الأداء السورى لم يكن على المستوى الذى يهييء المناخ لإنجاح القمة بالشكل الذى نطمح إليه – الأداء السورى فيما يتعلق بالأزمة اللبنانية لا يستطيع أحد أن ينكر أن لسوريا باعٍ طويل وأياديها تعبث هناك بعواصم أخرى – إذن الآداء لم يكن على المستوى المطلوب لكن أن نحمل مصر مسئولية أنه بسبب غيابها حدث أن القمة مجرد أن مست المواقف أو القضايا العربية وقفزت فوقها أنا أعتقد أنه ظلم تجاه مصر وعدم فهم حقيقى لدوافع الموقف المصرى .
هالة أبو علم: نعم وإيه رأي حضرتك فى إللى بيقولوا إن الضغوط الأمريكية كانت ملحوظة جدا فى هذه القمة ويعنى تسببت فى غياب بعض القادة العرب عنها ؟
د.سعيد اللاوندى: فى كل قمة عربية يكثر الأحاديث وتكثر هناك الأقاويل وتختلط بالأكاذيب ويختلط الحابل بالنابل المهم أن يكون هناك دفع فى إتجاه منظومة العمل العربى المشترك – نُذكر بأن مصر لا يمكن أن تقبل بأى حال من الأحوال أن تتم دورية إنعقاد القمة التى ناضل الرئيس مبارك من أجل تكريسها – أذكر مرة ثالثة بأنه فى عام 2003 عندما قامت تونس بإرجاء القمة كانت مصر أول دولة ترفض لأنها تعلم يقينا أن إنفراط عقد الإنعقاد سوف يؤدى الى إنفراط ربما منظومة العمل العربى المشترك فإذاً مصر سوف تتعامل مع القضايا العربية كما تتعامل كعادتها فى هذه القضايا ستحرص تماما على أن تقرب وجهات النظر فيما يتعلق بالعلاقات الفلسطينية الفلسطينية .
هالة أبو علم: دكتور سعيد دائما فى كل قمة يُقال إن هناك ضغوط أمريكية بالنسبة لتغليب قضية من القضايا أو إهمال أو تجاهل قضية يعنى دائما ؟
د.سعيد اللاوندى: الوقائع دلوقتى أمامنا وليست بعيدة عن المنطقة بأى حال من الأحوال وأمريكا بالذات ليست سعيدة عندما يكون هناك وئام بين الأشقاء العرب هذا هو بيد الإستعمار القديم والحديث فأمريكا لها تطلعات ولها طموحات كان يكون التنظيم مستمرأمريكا ذاتها هى التى جاءت بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذى يستهدف تزيد المنطقة العربية كلها فى محيط أوسع حتى لا يكون هناك تجمع عربى – فكلنا يجب أن نضع يدنا على هذه الحقيقة .
هالة أبو علم: من الملاحظ يا دكتور سعيد إن دائما هناك معسكر معين هو إللى دائما يلقى بالفشل على الولايات المتحدة وتدخلها الدائم فى الشئون العربية – تفتكر حضرتك دا أيضا بيخفى فشله هو الشخصى هذا المعسكر ..
د.سعيد اللاوندى: أنا لا أستبعد تماما أن تكون هناك ضغوطات إستعمارية (أمريكية ) هذا مؤكد قديما وحديثا ولم يتوقف فى يوم من الأيام أنا أجعله المشبك الذى نعلق عليه عيوبنا وكسلنا وتواكلنا هو الذى نرفضه بطبيعة الحال – على أية حال القمة (قمة دمشق) حاولت أن تدفع فى الإتجاه مسيرة العمل العربى المشترك ولو بالحد الأدنى .
هالة أبو علم: طب أنا عايز أسأل حضرتك دلوقتى الجنوب يضع يده خوفا من مسألة ترأس سوريا للقمة فى هذا العام يعنى من الممكن أن تخلف سوريا الظنون بما أنها رئيسة هذه القمة لهذه المرة أن يكون هناك تغيير ومرونة فى الموقف السورى يعنى ممكن هذه الظنون تخلف لأن المسألة هتكون فى هذه اللحظة واضحة جدا .
د.سعيد اللاوندى: أنا أعتقد أن سوريا بالفعل تريد أن تكون بكل الآمال السلبية التى تتجه نحوها بأصابع الإتهام ومثلما كان الحوار الرئيس السورى بشار الأسد هادئاً وكانت الدبلوماسية التى سبقت قُبيل وأثناء وبُعيد إنعقاد القمة كانت هادئة تماماً ومثلها السيد وليد المعلم وزير الخارجية أعتقد بهذه الهدوء سوف تكون هناك مساحة من الرتابة إن صح التعبير فى ممارسة سوريا لمسئولياتها كرئيس للقمة طوال الفترة من مارس 2008 حتى مارس 2009 – وأعتقد أيضا أنها سوف تتعاطى مع الملفات ملف السودان بإعتبار رئيس السودان على الأقل كان حاضرا – وعلى فكرة مسألة لبنان هى لم تفعل شيئاً فى هذه القمة لكنها أقرت المبادرة العربية التى تقوم على ثلاثة مرتكزات – أن يكون هناك رئيس توافقى بشرط التوافق داخل الطوائف والفئات والعناصر والتوجهات السياسية اللبنانية ثم أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية – ثم أن تكون هناك سيادة لجميع الوطنيين – طب هذه المبادرة العربية التى أقرتها جميع الدول وسوريا نفسها عندما أقرت هذه المبادرة كانت ممثلة من خلال وزيرها وليد المعلم وهى مجددا تؤكد عليها فى القمة الثانية ولم تبتعد على الأقل كما يتصور البعض أى لم تُبعد لبنان وإنما حاولت أن تركز على المتفق عليه .
هالة أبو علم: طب دلوقى دكتور سعيد البيان الختامى للقمة العربية شدد على ضرورة صون الأمن القومى العربى – هل حضرتك بتعتقد إنه ممكن أن يكون هناك أمن أو إستقرار للعرب لو إنهار لبنان ذبح مشروع الدولة الفلسطينية أو غرق العراق؟
د.سعيد اللاوندى: لن يكون هناك أمن عربى مستقر لو ذُبحت سوريا إيضا – يعنى هل سنستفيد كثير إذا كسبنا لبنان وخسرنا سوريا ؟ هنفترض جدلا إننا كسبنا لبنان وحدث هناك توافق حول الرئيس مشيل سليمان وعادت لبنان سنجد أن بداية المشكلات تتبع وليست معيار لكن فى هذه الحالة سنفقد سوريا وسوريا لا يستطيع أحد أن يغض الطرف عن تأثيرها كدولة مهمة – كانت هناك نظرية معروفة – نظرية النواة – النواة بنيت على أن هناك ثلاث دول مصر فى المقدمة ثم سوريا ثم السعودية هذه النواة – نظرية النواة هى التى تتجمع حولها جميع الدول العربية – مرة أخرى أعتقد إنه هناك مساحة كبيرة جدا هيئتها قمة دمشق من خلال الدبلوماسية الهادئة التى إتبعتها سوريا بإمكانية أن يكون بحسب تعبير السيد عمر موسى ووليد المعلم شكل من أشكال الغزل مع الدول الأخرى وعلى رأسها السعودية .
هالة أبو علم: طب هل نجح أيضا البيان الختامى أو نجحت القمة فى التعاطى مع ملفات مهمة زى فلسطين والعراق ؟ يعنى حضرتك شايف إن البيان جاء متوائم مع مثل هذه القضايا ؟
د.سعيد اللاوندى: هو لم يأت بجديد لكنه على الأقل شدد على المتفق عليه – شدد على فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بمبادرة السلام العربية وهى مبادرة تحمل إسم العاهل السعودى لابد أن نتذكر هذا لم ترفضها دمشق على إية حال وإنما شددت عليها وركزت على إنه ربما فى القادم من الأيام إذا لم تتعاطى مع إسرائيل بالشكل الإيجابى المطلوب يمكن محاولة مراجعة من الجانب العربى مراجعة هذه المبادرة ثم أيضا هناك فيما يتعلق بالجانب الفلسطينى هناك المبادرة اليمنية لم ترفضها قمة دمشق على الإطلاق لكن فيما يتعلق بالوقوف أمام الصياغات دائما لو عدنا إلى أرشيف القمم العربية سنجد أن الصياغات فضفاضة بطبيعتها بتتحمل التأويلات يعنى حمّالة أوجه كما يقولون حتى فى التفسيرات إذن هو المقصود أن تكون فضفاضة تحتمل تأويلات كثيرة لكنها لا تمس فى العمق القضايا لأن هناك تخوف وكلنا نعلمه لأنه إذا دخلنا فى التفاصيل سينتج شياطين كثير وهم يتكلمون فى العموم .
هالة أبو علم: طب أسأل حضرتك سؤال مباشر – القمة نجحت أم فشلت ؟
د.سعيد اللاوندى: أنا أعتقد أنها نجحت لعدة أسباب لما أننا أولا كرسنا دورية إنعقاد القمة ولم نسمح بإنفراط عقدى آخر – عقد هذه القمم التى ما ظننت على إن تتكرس بل بالعكس القيادة السياسية قد إقترحت أن تكون هناك قمتان بأن تكون هناك قمتان فى العام وليست قمة واحدة ومصر أيضا هى التى دفعت بإتجاه أن تكون قمة أقتصادية سوف تنعقد فى الكويت فى الصيف المقبل – هذا نجاح بشكل أساسى – الشيء الثانى أنه كان من المتوقع أن تكون هناك إنفجارات – لم يحدث إنفجارات – سارت الأمور هادئة طبيعية لينة طرية كما يقولون ولم تحدث ما فى المواجهات صادمة كما كان متوقع -النقطة الثالثة أنها ركزت على القضايا الأساسية – صحيح أنها لم تعطى جديدا – لأنه كيف نعطى جديد – مثلا القضية الفلسطينية منذ 60 عاما موجودة هل عندما يكون هناك جديدا أن لا نتحدث عن قضية قديمة القضية قديمة جديدة فى آن واحد أنا أتصور إنه نجحت القمة أيضا من خلال طرح بشكل مباشر مسألة الخلافات العربية العربية بشفافية شديدة ومسألة التضامن العربى الذى بدأ يتضعضع فى السنوات القلية الماضية – وطرحت أيضا وبقوة التدخلات الخارجية – التدخلات الخارجية التى هى عين ساهرة على المنطقة مرة تحاسب سوريا بقوانين صادرة من الكونجرس ومرة تعاقب الشعب الفلسطينى لأنه إختار بشكل أو بآخر .
هالة أبو علم: ليه يا دكتور سعيد دائما عندما نكون بصدد عقد قمة من القمم العربية تكون هناك آمال وطموحات عريضة من الشعوب العربية – يعنى دائما تنظر الشعوب العربية لهذه القمة عندما تنعقد بآمال كبيرة جدا وطموحات فى أن تخرج بحلول تحل هذه المشاكل إللى بتعانى منها شعوب المنطقة ومع ذلك فى كل مرة ؟
د.سعيد اللاوندى: هو سؤال رائع الطموحات كبيرة بقدر الإحباطات الكبيرة أيضا – كلنا محبطون فى عالمنا العربى بسبب مشكلات مثقلة على كاهلنا لكن أيضا بسبب تحديات تفرضها الدول الكبرى التى لا تنظر إلينا إلا سوقا متسعة تفرغ فيه منتجاتها .
هالة أبو علم: لأ وأعتقد كمان دكتور سعيد مسألة الخلافات إللى بتطفو على سطحه هى إللى بتحول دون حل العديد من القضايا يعنى الخلاف إللى حادث الآن بين فتح وحماس هو أيضا عقبة رئيسية بالنسبة لإستمرار عملية السلام – وهو ما يعطى أيضا الطرف الإسرائيلى حجة أو زريعة لأنه لا يوجد توافق فلسطينى بالنسبة للتعامل مع قضية السلام – إذن يعنى أيضا الخلافات العربية إلى جانب التدخلات الخارجية حضرتك بتشوف إنها لها تأثير مباشر على فشل أو على الإحباط إللى ممكن بيصيب الشعوب العربية لكن أيضا الخلافات الموجودة داخل العرب أساسا .
د.سعيد اللاوندى: الخلافات إللى بتؤثر.. خلافات عربية-عربية ..أصبحنا نتكلم اليوم ليس عن شعب فلسطين نتكلم عن شعب حمساوى ثم شعب فتحاوى هذه هى الكارثة لأنه هذه هى المصطلحات المؤصلة التى فرضتها إسرائيل علينا عندما نتحدث عن فتحاويين وحمساويين فإذاُ لم نتحدث عن فلسطينيين وهذا أمنية إسرائيل أن يكون.. أريد أن أقول إنه أنا أعتقد إن هذه القمة وضعت يدها على نقطة مهمة وهو أنه لا يمكن أن نجتمع إلا في حالة مصلحة واحدة – كفانا التعامل بمنطق العواطف والمشاعر السياسة ..هى لغة المصلحة وليست لغة المشاعر أو الخواطر أو شيئ من هذا القبيل أتصور إنه فى هذا الإتجاه يمكن أن تكون هناك خطوة أولى – أنا أريد أن أركز على إن مصر لن يتغير موقفها من القضية العربية سواء إنعقدت قمة دمشق أو لم تنعقد – سواء قيمها الآخرين بأنها فشلت أو يقيمها نحن بأنها إحتاطت بحذر – مصر لديها ثوابت.. من على رأسها أن يكون هناك أمن قومى عربى محفوظ مصان بعيدا عن أى شبهة قريبة أو بعيدة .
هالة أبو علم: دكتور سعيد اللاوندى أنا بأشكر حضرتك ودائما نلتقى فى حلقات قادمة إن شاء الله – وبتوجه بالشكر لضيفى فى الإستديو الكاتب الصحفى الدكتور سعيد اللأوندى خبير فى العلاقات السياسية الدولية – وأشكركم مشاهدينا الكرام – وألتقى معكم قريبا فى حلقة جديدة من ساعة سياسة إلى اللقاء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.