هل ستمر ذكري عيد الأم هذا العام مرور الكرام ؟ وهل سنتحدث ونملأ الدنيا بعبارات عن الأم وفضلها لم نمل من تكرارها كل عام ؟ وهل سنكرم الأمهات المثاليات ممن أحسن تربية أبنائهن وممن كن لهن دور في تحمل المسئولية بعد فقد عائلهن ؟ وهل سنبحث عن إحدي الفنانات ممن جسدن شخصية الأم علي شاشات التليفزيون لنستضيفها في برامجنا ؟؟ وهل ستحتفل منظمات المجتمع ووزراته بهذا اليوم علي أنغام ست الحبايب !.. كل هذا لا اعتراض عليه إذا كان بجانبه تكريم يليق بأمهات الشهداء اللائي لهن في قلوبنا كل الاحترام والتقدير . هؤلاء الأمهات اللائي تحملن فقد أغلي مافي حياتهن - بل كل حياتهن - وفلذة أكبادهن فمنهن من فقدت ابنها وهو يدافع عن أمن وطنه وكرامة قومه ويمنع يد الأرهاب أن تعبث بمستقبل الوطن ومنهن من فقدت ابنها وهو يثور ضد الظلم والفساد والطغيان ليؤمن لجيله وللاجيال اللاحقة مستقبل أفضل تملؤه نسمات الحرية وترفرف عليه روائح العزة والكرامة ومنهن من فقدت ابنها وهو يؤدي الخدمة العسكرية يؤدي واجبه نحو وطنه ورغم أننا لسنا في حالة حرب مع العدو الا ان الجندي بعدما سهر ليحرس موقعه حتي ساعات الصباح الاولي وصلي الفجر ونام فكانت نومته الأخيرة حين أغتالته يد الأرهاب الأسود هؤلاء القتلة المجرمون الذي لا يعرفون أدني شئ عن دينهم لانهم لو كانوا يعرفون لعلموا قول النبي صلي الله عليه وسلم : كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه .. ولا أريد أن أطيل في وصف هؤلاء الفجرة فلا مجال هنا الآن للحديث عن ذلك . فأنا أتحدث عن تلك الأم هذا المخلوق الذي خلقه الله وأودع في قلبه كل أنواع الرحمة والعطف والحنان ؛فالأم كلمة لها دلالات ومعاني لا يدركها الا من عاشها ولانها مقربة من الله سبحانه وتعالي فقد جعل الجنة تحت أقدامها بل إن أول من ستدخل الجنة وتزاحم الأنبياء في دخولها إمرأة ترملت علي أولادها ولم تتزوج فأحسنت تربية وتعليم اولادها وأدت رسالتها العظيمة ودورها البطولي وتحملت ما لا يطيقه الرجال أحيانا وهو المسئولية فكانت هي الأم والأب والمعلم والصديق لابناءها .فيا كل مسئول لا تنس أم الشهيد فهي في هذا اليوم بالذات بحاجة لمن يعوضها عن فقد أغلي ما في حياتها لانها ستتذكر في هذا اليوم كم من مرة أحضر لها ابنها الشهيد هدية عيد الأم . فلابد أن نكون كلنا ابناء أوفياء بررة بأمهات شهدائنا وبهذا يكون عيد الأم كما يجب أن يكون ...