"فتاة المصنع" ينصر المرأة المصرية تفاجأت باسناد دور البطولة من المخرج محمد خان السبكي أكبر منتج في مصر ولا أمانع العمل معه حالة من السعادة الشديدة انتابت الفنانه ياسمين رئيس وذلك بعد عرض فيلمها الجديد "فتاة المصنع"؛ حيث أكدت أنها لم تكن قلقة تماماً من مقارنتها ببطلة الفيلم السابقه روبي. وأوضحت أنها سعيدة بالتعاون مع المخرج الكبير محمد خان. عن شخصيتها في الفيلم وأصعب المشاهد التي تعرضت لها وتعاملها مع المخرج محمد خان تحدثت ياسمين رئيس في حوار خاص ل "محيط ": في البداية.. ماذا عن تجربة "فتاة المصنع" ؟ الفيلم كان بالنسبة لي حلم كبير كنت أتمنى تحقيقه منذ بدايتي التمثيل؛ لأن الورق ناجح و اسناد دور البطولة لي كان مسئولية وتحدي كبير خاصة أن الفيلم عرض في وقت انقرضت فيه البطولة النسائية. هل شعرتى بالقلق من هذا التحدي ؟ أنا لم أفكر اطلاقا في الخوف والقلق في هذ الفيلم؛ فكان كل ما يشغل تفكيري هو أن الفيلم بطولة بنت وعليها المسئولية كاملة، باإضافة إلى انشغالي بالمخرج الكبير محمد خان وثقتي الكبيرة فيه لأنه بالفعل هو بطل الفيلم وليس أنا ويستحق النجاح لأنه مخرج له قيمة وتاريخ فني مشرف. وماذا عن شخصية هيام ؟ شخصية هيام قوية وضعيفة لها تركيبة خاصة بها، فأنا طلبت من المخرج أن أكون في المصنع يومياً بجانب البنات العاملات به، وتعلمت على مكنة خياطة في ورشة خاصة وتحدثت مع البنات كثيراً وأصبحنا أصدقاء، حتى تقمصت شخصياتهن أن هذا هو ما صنع هيام. وركزت على كل تفصيلة في شخصية كل بنت حتى أكون واقعية وصادقة أكثر. كيف كان التعايش مع شخصية هيام ؟ تجسيدى لشخصية هيام كان متقطع وليس مرة واحدة، وهذا في الحقيقة أفادني كثيراً، فمشهد قص شعري كان من المفترض أن يكون بعده ب 4 شهور مشهد الفرح، وكان يجب أن انتظر نمو شعري خلال ال 4 شهور حتى يكون المشهد واقعي؛ لذلك أوقفنا تصوير الفيلم خلال هذه الفترة، باإضافة إلى مشاهد خروجي من الأباجية وكنت مرهقة جسمانياً ونفسياً وكان ينقصنا مشهد واحد فقط وهو مشهد العين السخنة، وانتظرنا حتى يعود وجهي إلى طبيعته أنه مشهد أظهر فيه بشكل لائق ليس بي أي ارهاق أو مجهود؛ لذلك ساعدتني أكثر الفترات بين المشاهد اأخيرة وأثرت كثيراً على شكلي وتكويني نفسياً وجسدياً. ما أصعب المشاهد التي واجهتيها بالفيلم ؟ مشهد مقابلتي للشخص الذي كنت مرتبطة به، فهو من أصعب المشاهد التي مرت علي لأنه يعتمد على الإحساس ورد فعل وجهي وتحوله من جملة إلى جملة خاصة بعد غياب الحبيب فترة طويلة، وتوقع هيام بأنه سوف يعود لها ولكنه فاجأها بأنه لم يريدها ويتزوج بأخرى، فكان هذا المشهد ملئ بردود أفعال كثيرة يعتمد على تأثير وجهي وإحساسي، باإضافة إلى مشهد قص شعري أنه كان يحتاج استعداد نفسي كبير، ولكن كل ما يهمني في النهاية أن المشهد ظهر بواقعية. من وجهة نظرك، هل تحررت هيام في هذا المشهد من القيد الذي كان حولها ؟ في النهاية كل شخص يرى المشهد من وجهة نظره ولكن الأهم أن يوصله إحساس معين، فأنا أرى أن البنات المصرية تعيش دائما في ضغوط نفسية وجسدية، وهذا المشهد ساعد كثير من البنات أن تتغلب على القيود التي حولها، وأن تكون قوية وليست ضعيفة، فهيام فى نهاية الفيلم حضرت زفاف حبيبها وغيرها من البنات في الواقع تفعل كما فعلته هيام؛ أنها لم تريده أن يشعر بأنها منكسرة بداخلها فكان كل ما يشغلها أن تثبت له أنها أقوى منه ولم يعد يهمها. هل القصد من الفيلم أن ينصف المرأة المصرية ؟ بالتأكيد.. فنحن شعب "رايح جاي" يتكلم عن المرأة ولكن في النهاية "زيرو"، مفيش حد فاهم أي حاجة عن المرأة، يكفي أننا بننزل كل يوم الغابة ونرجع بيوتنا بخير. كيف كان التعامل مع المخرج محمد خان ؟ أنا لم أشعر بأي خوف أو قلق من محمد خان، ولكني تفاجأت بأسنادي دور البطولة بالرغم من قراءتي للسيناريو كله، ولم اتوقع أني أأخذ هذا الدور. هل دور البطولة سبب لك مشاكل خاصة بعد استبعاد المطربة روبي ؟ بالعكس لم يسبب لي أي مشاكل، فكان شرط من شروط المخرج أن أكون متفرغة تماماً للفيلم، وهذا الذي طلبه مني محمد خان أنه بالفعل عرض علي فيلمين بعد ترشحي للدور، وسألته هل أقبل بهما ولكنه رفض، ومن وجهة نظري لن أندم على رفضي للعملين لأن "فتاة المصنع" فرصة لن تعوض وكانت تحتاج تركيز كبير، وبالفعل تفرغت للفيلم سنة كاملة أني كنت أريد فيلم يعيش وليس باروكة ودوبلير وديكور، فهو عمل واقعب وهذا ما كنت اتمناه. هل من الممكن أن تقدم ياسمين رئيس فيلم شعبي من إنتاج السبكي ؟ أنا أرى أن السبكي أكبر جهة إنتاج في السينما المصرية، وله أعمال ناجحة، فالشعبي ليس "شتيمة" بالعكس هو وجهة نظر مخرج يريد توصيلها للناس؛ لأنه حدوتة يجب أن تتحكي وأنا في النهاية ممثلة بمعنى أني أداة من أدوات المخرج. ما شعورك بتكريمك عن الفيلم ؟ أنا لم أشعر بالجائزة أو التكريم لأني كنت في حالة لا وعي تام، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي والحمدلله كانت النتيجة ناجحة، والجمهور كان سعيد بالفيلم وهذا أهم شئ. كيف كان تعامل ياسمين البنت الرقيقة مع شخصية هيام البنت الفقيرة التي تعيش في الحارة مع فئة معينة من الناس ؟ أنا تعايشت مع الناس نفسها في الحارة ولم يوجد في الفيلم ديكورات، بالعكس كان كل شئ واقعي ولكني في البداية واجهت صعوبة في التعامل مع الناس أن المشاهد ثقيلة وصعبة وأنا بالنسبة لي كل شخصية أقدمها بها جزء مني، فأنا حاولت أن أسهل التعامل مع الناس وأتعايش معهم من خلال وجودي بالأباجية كل يوم، والذي سهلها علي مساعدتي فاطمة، فهي من الأباجية وتعيش هناك وكنت أسكن معها حتى أنزل كل صباح وأذهب للفرن، وأجلس فس الشارع، وأتعايش مع مشاكل الحارة وأهلها، حتى بدأت التعرف على اأطفال وألعب معهم، فجميعهم في الأباجية مرضى ولم تتم معالجتهم ولكنهم يتعايشون مع المرض بسهولة، وهذا الذي أثر علي بشدة وليس الحارة والتراب والرائحة، بالعكس فأنا وجدت هؤلاء غلابة لم يشعروا بحياتهم فهذه التجربة جعلتني قريبة من كل شخص بالحارة. من وجهة نظرك هل معايشتك لهؤلاء جعلك تنظرين لمصر نظرة معينة ؟ الناس في الأباجية "على أد ما هم عايشين على أد ما هم مبسوطين"، عايشين حياتهم ببساطة ولكنهم يستحقوا حياة أفضل من ذلك؛ أنهم كانوا عايشين في سعادة عندما كان الحزب الوطني يوزع عليهم احتياجاتهم، ولكنهم الآن راضيين بحالهم ومصر مليانة "غلابة".