رغم أن كل من شاهد فيلم «فتاة المصنع» الذى عُرض مؤخرا ضمن وقائع الدورة العاشرة لمهرجان دبى السينمائى، توقع أن تتوج بطلته ياسمين رئيس بجائزة أفضل ممثلة، إلا أن ياسمين كانت تستبعد هذا الأمر، ولم يأت على بالها إطلاقا، خصوصا أن العمل الذى يخرجه محمد خان وفاز أيضا بجائزة «فيبرسكى» بالمهرجان، يعد هو البطولة المطلقة الأولى لها فى السينما، تقول ياسمين: «توقعت أن يحصل الفيلم على جائزة خلال المهرجان، لأنه يستحق ذلك بالفعل، فمستواه عالٍ جدا، وبه مجهود كبير، ولكننى لم أتوقع أبدا حصولى على جائزة، وبمجرد الإعلان عن فوزى بجائزة أفضل ممثلة، شعرت أن ضربات قلبى أصبحت سريعة، وبصراحة أول ما سمعت اسم ياسمين ماصدقتش نفسى وماسمعتش الباقى اتنططت وجريت ونزلت على السلم مسرعة جدا، رغم كونى فى الشهر التاسع، وحسيت إنى هولد ومن حولى اعتقدوا ذلك أيضا». وأضافت ياسمين أن هذه الجائزة مهمة جدا بالنسبة إليها، وسعيدة بها بدرجة كبيرة، خصوصا فى أول بطولة لها فى السينما، وأنها لم تحصل على أى جوائز من أيام دراستها، مضيفة أنها ستؤثر على خطواتها الفنية وستضعها أمام المسؤولية، وهى أيضا تعد حافزا لها بعد المجهود الكبير الذى بذلته لتقديم شخصية هيام الفتاة الفقيرة التى تعمل فى المصنع. وهى هنا تقول: «هيام هى كل بنت وكل امرأة مرت بقصة حب وفشلت بسبب التخلف المجتمعى فى أى بلد وليس فى مصر فقط، وهذه هى الحقيقة، وكل يوم نرى قصص حب تفشل بسبب غباء الطبقات الاجتماعية والوهم الذى نعيش فيه، ليس فى مصر، ولكن فى كل مكان، وهيام ليست هى فقط من تعمل لتساعد أسرتها، ولكن كل البنات فى المناطق الشعبية التى يكون فيها مستوى الدخل ضعيفا، يعملن من أجل مساعدة أنفسهن، وعائلاتهن، وأصبحت البنات فى وقتنا هذا يعملن أكثر من الرجال». ياسمين أشارت إلى أنه قامت بالتحضير لشخصية «هيام» من خلال ذهابها للإقامة مع البنات اللاتى يعملن فى المصنع، وقامت بما يفعلنه بالفعل هناك، وتقربت منهن جدا لمعرفة كيف تسير حياتهن اليومية بشكل عام، ومعرفة ردود فعلهن فى المواقف، وكيف يفكرن، مؤكدة أنها حصلت على ملابس الفتيات هناك حتى تكون أقرب للواقع الذى يعيشونه، كما أوضحت أنه تمت الاستعانة بفتيات حقيقيات من اللاتى يعملن بالمصنع للمشاركة فى بعض مشاهد الفيلم، وعندما يشاهد الجمهور الفيلم فلن يستطع تمييز الفتاة الحقيقية من تلك التى تمثل دورا، لافتة إلى أن هذا أمر إيجابى للغاية. رفضت ياسمين رئيس تماما ما قيل عن أن ملامحها العادية بعيدة عن الشخصية، وتابعت: «أنا إنسانة عادية مثل كل الناس، وكل الناس شبه بعضها، ولا يوجد أحد بعيد عن الآخر، ونحن مَن نبتعد بأنفسنا، ومافيش حاجة اسمها شكله ابن ناس، وده شكله مش ابن ناس، مافيش الكلام ده، ما يحدث هو أن البعض يأكل طعاما صحيا، يجعل شكله أفضل، وغيره مرهق وفقير ويأكل طعاما ملوثا، ولكن فى النهاية الكل بنى آدمين وكويسين وأولاد ناس، ولكن هناك ناس مرتاحة، وفى ناس مطحونة شوية، وأنا مش مقتنعة بموضوع ملامح بعيدة عن ملامح دى، كلنا شبه بعض». وأكدت بطلة «فتاة المصنع» أن «هيام» قريبة منها ومن كل البنات فى كل مكان فى العالم، مضيفة أن الناقدة الإيطالية مينا روث، كتبت أن هيام لو انتقلت من حى الأباجية إلى أحياء نابولى فى إيطاليا ستسير القصة كما هى ولن تقف على المكان أو الإنسان، لأن الفقر ليس فى مصر فقط ولكن فى العلم كله، وتابعت: «هذا ما جعل الفيلم ليست له جنسية محددة، ومن الممكن ترجمته لأى لغة، وتتم مشاهدته فى أى بلد، وفى أثناء وجودى فى المهرجان قالت لها ممثلة هندية إنها أحست أن أحداث الفيلم تدور فى الهند». وعن عملها مع المخرج خان قالت ياسمين إن العمل معه إضافة كبيرة جدا، وعندما علمت أنه يحضّر للفيلم ويقوم باختبارات للممثلين، ذهبت بالفعل واختبرت، وتم اختيارها وأرسلوا إليها السيناريو بعد 7 أشهر، لأن الفيلم استغرق تحضيره فترة طويلة، وواصلت: «فى النهاية لكل شخصل أحلام معينة يريد تحقيقها فى حياته، ولا بد له من السعى وراء حلمه، وعملى مع خان كان حلما وفرصة، وعملت كل ما بوسعى لأكون جديرة بهذه الفرصة، واختياره لى كان مسؤولية كبيرة»، وفى النهاية أكدت ياسمين أنها فضّلت الغياب عن شهر رمضان الماضى والاعتذار عن المسلسلات التى عرضت عليها بسبب رغبتها فى التفرغ لتصوير الفيلم وقتها، حيث اعتذرت أيضا عن 3 أفلام أخرى عرضت عليها، رغبة منها فى التركيز فى فيلم «فتاة المصنع» حتى يخرج بصورة متميزة، خصوصا أن السيناريو جيد والمخرج متميز وكل العوامل كانت مكتملة».