أظهرت نتائج استطلاع رأي علمي أن 89% من فلسطينيي الضفة وغزة يرفضون اتفاق "الإطار" الذي اقترحته الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي من شأنه أن لا يقدم حرية حقيقية ولا يحترم حق تقرير المصير للفلسطينيين، بحسب نتائج العينة المستطلع رأيها. وأشارت وكالة "الأناضول" الإخبارية إلى أن الاستطلاع الذي رعته مجموعة المناصرة العالمية "آفاز" (منظمة غير حكومية، تتواجد في 194 دولة، تعمل لضمان مشاركة آراء وقيم شعوب العالم بصناعة القرار)، وأجرته شركة المسح "ريوي" (مركز معلومات فلسطيني، غير حكومي)، وشمل عينة في الضفة الغربية وقطاع غزة يظهر أن أغلبية كبيرة ممن شملهم الاستطلاع "لن تدعم أي تنازلات تضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي أو تعيق سيادة الدولة الفلسطينية". ولم يذكر بيان نتائج الاستطلاع عدد من تم استطلاع رأيهم أو تقسيمتهم العمرية والجنسية وغير ذلك. وبحسب بيان وصل "الأناضول" نسخة منه الاثنين، فإن 89% من المستطلعين رفضوا اتفاق الإطار، و11٪ فقط من الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سيدعمون إطار مفاوضات يسمح ل 75- 85% من المستوطنين بالبقاء في الضفة الغربية، و88% من المستطلعين يرفضون الاعتراف بيهودية إسرائيل، و12٪ فقط يدعمون الاعتراف. وقال 65٪ ممن اختاروا عدم دعم اتفاقية تعترف بإسرائيل كدولة "يهودية": "إن سبب الرفض هو العنصرية والتمييز ضد فلسطينيي الداخل، والذين يشكلون 20٪ تقريباً من عدد سكان الدولة". و51٪ من الذين شملهم الاستطلاع يدعمون حلول أوروبا محل الولاياتالمتحدة في دور الوسيط بدعم من تركيا والبرازيل، في مؤشر على رأيهم بأن الولاياتالمتحدة "منحازة" إلى إسرائيل، بينما رفض 23٪ هذا الخيار، في حين اختار 26% دولاً أخرى. ووافق 11٪ فقط من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع اتفاقية تتنازل عن سيادة غور الأردن أو تسمح باستمرار البقاء العسكري الإسرائيلي، و89% يرفضون التنازل عن الأغوار، ورفض 85%من المستطلعين التنازل عن حق العودة أو التعويض. وعلق ريكن باتل المدير التنفيذي لمنظمة آفاز، على نتائج الاستطلاع قائلاً: "بعد أربعة عقود من انتظارهم للحرية، يريد الفلسطينيون سلاماً عادلاً، إنهم يدعمون رفض "الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتنازلات تسمح ببقاء المستوطنات غير القانونية أو تضفي شرعية على دولة عنصرية في إسرائيل، تريد الأغلبية رؤية أوروبا تحل محل الولاياتالمتحدةالأمريكية في دور الوساطة"، بحسب البيان. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون هاجم، السبت الماضي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرا أنه "ليس شريكا في الوصول إلى اتفاق سلام". وقال يعلون، في مقابلة بثتها الليلة القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي: "لقد اكتشفت أن الصراع هو حول كل فلسطين، إنهم (الفلسطينيون) لا يعترفون بحقنا في الوجود هنا، ومن المستحيل إبرام اتفاق دون أن يعترف الطرف الأخر بحقنا في الوجود كوطن قومي للشعب اليهودي". واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي أواخر يوليو/ تموز الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بغية التوصل إلى اتفاق إطار بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام؛ جراء تمسك الحكومة الإسرائيلية بالاستيطان. وحتى اليوم، لم يتم الإعلان عن نتائج تلك المفاوضات التي تتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين. وخلال لقاءاته مع المسئولين في إسرائيل وفلسطينوالأردن، تحدث كيري عن ما أسماه "اتفاق إطار"، إلا أنه لم يعلن رسميًّا حتى اليوم عن ما يتضمنه هذا الاتفاق. غير أن وسائل إعلام إسرائيلية قالت: "إن خطة "اتفاق الإطار" التي قدّمها كيري خلال لقاءاته بعباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبد الله الثاني، تنص على ضم إسرائيل ل6.8% من أراضي الضفة الغربية مقابل وضع 5.5% من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل تحت السيطرة الفلسطينية". وتتضمن الخطة الأمريكية، أيضًا، إخلاء كافة المستوطنين في الأغوار شرقي الضفة الغربية وتواجد جنود أمريكيين على طول الحدود مع الأردن، وتجميع 80% من المستوطنين في كتل استيطانية إسرائيلية وإخلاء 20% من مستوطنات الضفة الغربية، بحسب المصدر نفسه.