قال الكاتب الصحفي علاء الأسواني، إن "النكتة" والسخرية التي تميز بها الشعب المصري في تعليقه على الأحداث لم تكن وليدة ثورة الخامس والعشرين من يناير، مشيرا إلى أنها كانت في فترات التاريخ المصري الحديث المختلفة ولكن ثورة يناير أخرجتها إلى العلن. وأضاف الأسواني في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن النكات السياسية للمصريين لا تأتي من دون ثمن، موضحا أنه على مر السنين تعرض المئات من الفنانين والكتاب بشكل كبير للسجن ودفع الغرامات. ولفت إلى أنه في عام 1960، كان رئيس المخابرات العامة في مصر، صلاح نصر، مقتنع بأن السفارة الأمريكية في القاهرة وراء النكات تدور حول عبد ناصر، حيث قام بجمع كل هذه النكات لدراستها وإرسال تقارير بها لمكتب الرئيس. وأوضح الأسواني أن البعض يرى أن المصريين يلجئون إلى السخرية كنوع من العزاء لأن وسائل التعبير الأخرى قد حجبت عنهم، وأنه إذا كانت هناك ديمقراطية حقيقية، حسب وصفهم، فإن النكتة السياسية ستختفي، مشيرا إلى أن البعض الآخر يرى أن المصريين ببساطة لا يمكن أن يعيشوا دون النكات وأن الهجاء لديهم هواية وطنية ولا يعبر بأي حال عن موقف سياسي معين. ويرى الأسواني أنه بعد 3 أعوام من ثورة يناير، لم تعد النكتة في مصر دليلا على العجز، بقدر ما تعبر عن الأوضاع السياسية، لافتا إلى أن البرنامج الساخر الذي يقدمه باسم يوسف، الذي يطلق عليه "جون ستيوارت مصر" خير دليل على هذا التغيير. وأشار الأسواني إلى أن يوسف سخر من الرئيس المعزول محمد مرسي، وبعد الإطاحة به تحول انتباهه إلى حاكم مصر الجديد، المشير عبد الفتاح السيسي لكنه تكبد غضب أولئك الذين اتهموه بالإساءة إلى كرامة الجيش. ويرى أن الانتقادات المسعورة عقب كل حلقة من برنامج يوسف، تكشف الهوة بين ثقافة الشباب الثوريين في مصر، ويبن عقلية أولئك الذين يدعمون الديكتاتورية العسكرية، الذين مازالوا يعيشون بالعقلية القديمة التي تعتبر الرئيس رمزا للدولة، ووالد الأمة، ولا يدركون حقيقة أن رئيس الجمهورية ليس أكثر من موظف مدني يمكن انتقاده، والسخرية من سلوكه. وقال الأسواني لقد مرت ثلاث سنوات على الثورة ولم تتحقق فيها أهدافها، لكني متفاءل بشأن المستقبل، وذلك لأن معظم المصريين، على الرغم من متاعب ومشاكل الحياة، لا يزالون يقدرون النكتة.