قال الكاتب علاء الأسواني، في مقال له نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، الخميس، إنه لا يمكن تكميم أفواه الساخرين المصريين، وإن ثورة 25 يناير، التي أطاحت بحسني مبارك، أطلقت سراح النكتة للعلن. وأوضح «الأسواني» أنه بعد 3 أعوام من الثورة، لم تعد النكتة في مصر دليلا على العجز، بقدر ما هى تعبيرا عن الأوضاع السياسية، والبرنامج الساخر الذي يقدمه باسم يوسف، الذي يطلق عيه «جون ستيوارت مصر» هو خير دليل على هذا التغيير. ويرى أن الانتقادات المسعورة عقب كل حلقة من برنامج باسم يوسف، تكشف الهوة بين ثقافة الشباب الثوريين في مصر، ويبن عقلية أولئك الذين يدعمون الدكتاتورية العسكرية، الذيم مازالوا يعيشون بالعقلية القديمة التي تعتبر الرئيس رمزا للدولة، ووالد الأمة، ولا يدركون حقيقة أن رئيس الجمهورية ليس أكثر من موظف مدني يمكن انتقاده، والسخرية من سلوكه. وذكر «الأسواني» أنه لمدة عام، سخر «يوسف» من الرئيس السابق محمد مرسي، وبعد عزله تحولت السخرية إلى حاكم مصر الجديد، المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لكنه واجه غضبا شديدا من أولئك الذين اتهموه بالإساءة إلى كرامة الجيش، بعد أن كان يتابعه الملايين من المعجبين والمنتقدين على حد سواء لمشاهدة برنامجه الأسبوعي، وللمرة الأولى، يشاهد المصريين زعيمهم وهو يسخر منه في حين لا يزال في السلطة. ويرى أن فكرة أن النكات يمكنها تغيير الأمور هو في الواقع محل جدل كبير، ويرى البعض أن المصريين لجأوا إلى السخرية كنوع من العزاء، لأن وسائل التعبير الأخرى حجبت. وأضاف أنه إذا كانت هناك ديمقراطية حقيقية، كما يقول البعض، فإن النكتة السياسية ستختفي، والبعض الآخر يقول إن المصريين ببساطة لا يمكنهم العيش بدون النكات، وأنهم سيظلون يسخرون من القادة سواء كانوا يحبونهم أو يكرهونهم، ببساطة لأنها هواية وطنية. وتابع أن المصريين كانوا يسخرون من مبارك بسبب ضيق أفقه، وافتقاده إلى الذكاء، وفساده، وأن شبكات التواصل الاجتماعي، كان ينظر إليها على أنها منطقة للتعبير الساخر لا يمكن للرقابة الوصول إليها. وأردف أن النكات السياسية التي أطلقها المصريين لم تأت دون ثمن، فعلى مر السنين، دفع العديد من الفنانين والكتاب حساب ذلك، وتعرضوا للغرامات والسجن وأسوأ من ذلك، وفي 1960، كان صلاح نصر، رئيس المخابرات العامة في مصر، مقتنع بأن السفارة الأمريكية في القاهرة وراء النكات التي تدور حول جمال عبد الناصر.