انعقدت تسع دورات بمركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الآثار لتدريب 15 فرد بكل دورة لمدة أسبوع بهدف تعليم الآثاريين بوزارة الآثار قراءة أى نص أثرى باللغات المختلفة القديمة الهيروغليفية واليونانية والقبطية والخط العربى بأشكاله المختلفة لتمكينهم من قراءة النصوص الأثرية وقت اكتشافها مباشرة أثناء الحفائر وأثناء عملهم فى المنافذ الأثرية على مستوى الجمهورية . وافتتح أحمد منصور نائب مدير مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية الدورة التاسعة لتعليم اللغات والخطوط القديمة بمكتبة الإسكندرية صباح الأحد 23 فبراير واستمرت حتى 27 فبراير ، و أشار لنشاط المركز منذ عام 2003 ومنها التوثيق الرقمى للكتابات ودراسة تطور الكتابات حتى العصر الرقمى ودراسة جماليات الخطوط كوسيلة للتعبير الفنى الراقى ونشر الرسائل المتخصصة فى النقوش فى التخصصات المختلفة وتنظيم مؤتمرات علمية دولية للنقوش والمكتبات عبر العصور والاهتمام بالقوش المعرضة للخطر فى مالى وليبيا ودول الربيع العربى والمسح الشامل للنقوش اليونانية والقبطية بمصر وإصدار سلسلة دراسات فى الخطوط وتعليم الخطوط للأطفال ودراسات الخط العربى المعاصر وحولية "أبجديات" السنوية . وشملت الدورة 16 دارس من وزراة الآثار وحاضر بها كبار المتخصصين فى اللغة اليونانية القديمة و دراسة الخط العربى واللغة المصرية القديمة واللغة القبطية واختتمت الدورة أعمالها مساء الخميس 27 فبراير وقد اجتاز 16 دارس اختبارات نهاية الدورة فى اللغة المصرية القديمة واليونانية والقبطية والخط العربى بامتياز وحصلوا على شهادة معتمدة باجتياز الدورة موقعة من مدير مركز دراسات الكتابات ورئيس قطاع البحث الأكاديمى بالمكتبة والذى سلمها لهم مدير المركز والأستاذة عبير صادق الأثرية المسئولة عن الدورة بمنطقة آثار الإسكندرية والأستاذة ريهام عبد الحميد المشرف على الدورة من مكتبة الإسكندرية فى حفل ختام الدورة كما أشاد مدير المركز بالتعاون المثمر بين المكتبة والآثار وأعرب عن مدى سعادته بمستوى تحصيل الدارسين للمادة العلمية المقدمة وشكر الدارسون كل المحاضرين بالدورة والذين تميزوا علاوة على مستواهم العلمى المميز بمهارة كيفية توصيل المعلومة بالتعبير الحركى والحضور العلمى الذى شهد به كل الدارسين وتعلم الدارسون أصول وقواعد اللغة المصرية القديمة بأنواعها الهيروغليفى اللغة المقدسة والهيراطيقى خط الكهنة والديموطيقى خط الشعب وكيفية قراءة الخراطيش الملكية وألقاب الملك فى مصر القديمة ومدلولاتها والأسماء المتعددة لمصر فى اللغة المصرية القديمة كما تعلموا الحروف اليونانية والقبطية وكيفية قراءة النصوص مع عرض للعديد من اللوحات الأثرية وتدريب الدارسين على قراءتها كما تعلموا الخطوط العربية المختلفة الكوفى والثلث والديوانى والنستعليق والنسخ والرقعة والرموز المختلفة بالخط العربى مثل الرنوك والطغراء وكيفية قراءة الفرمانات وشهد ختام الدورة زيارة للدارسين لأكبر معمل ترميم للوثائق بالشرق الأوسط بمكتبة الإسكندرية وتعرف الدارسون على طريقة الترميم للوثائق والخرائط والآلات والأدوات المصرية المبتكرة فى هذا المجال باعتبارها مدرسة مصرية صرف للترميم لها علاقات بالعديد من المؤسسات الثقافية العربية والأوروبية للتدريب على الترميم بالمكتبة كما تجول الدارسون بمتحف الآثار بالمكتبة والذى يضم آثار مصرية قديمة ويونانى رومانى وآثار إسلامية وكذلك قاعة الوثائق بمصاحبة مرشدين من المكتبة كما شهدوا عرضاً مجسماً لآثار مصر عبر العصور وتعرفوا على طريقة البحث عن المعلومات بالمكتبة سواء كانت قطع أثرية أو وثائق أو إصدارات وعلى هامش الجولة شهدوا محاضرة بقاعة المحاضرات بالمكتبة عن الآلات الموسيقية فى مصر القديمة تضم مكتبة الإسكندرية أكبر معمل لترميم المخطوطات فى الشرق الأوسط وله علاقات دولية ويستوعب متدربين من أوروبا والدول العربية للتدريب على معالجة التلف وترميم الأجزاء المهترئة من المخطوط دون الإخلال بالهوية التاريخية وإخراج المخطوط النادر بشكل يتناسب مع أسلوب عرضة فى المتاحف أو قاعات المخطوطات . وهناك ضرورة لتدريب مسئولى الترميم بوزارة الآثار وأقسام الترميم بالجامعات بهذا المركز وذلك لتيسيير ترميم سجلات الآثار القديمة بوزارة الآثار الذى تعرضت للتلف بمرور الزمن مما يؤدى لفقدان معلومات هامة عن الآثار المسجلة وحالتها وقت التسجيل وحالتها حالياً كما أن تلف السجلات يؤدى إلى فقدان الأثر نفسه بسهولة مع عدم وجود معلومات كافية عنه . وتبدأ أعمال الترميم بالمركز بالفحص المبدئى للمخطوط المراد ترميمه وتسجيل بياناته وأبعاده وتفاصيل الإصابة وعوامل التلف به تسجيلا دقيقاً فى قاعدة البيانات.وتصويره تصويراً مفصلاً يوضح حالة التلف به وطرق الترميم المقترحة سواءاً عملية الترميم الكلي أو الجزئى أو الإصلاح البسيط والحفظ الذى يتمثل في إعادة بعض العناصر المفككة سواء فى الغلاف أو الأوراق . يكون الترميم الجزئى للمخطوط الذى تتطلب حالة التلف به فك بعض مكوناته أو أجزائه مثل الغلاف أو جزء منه أو بعض الأوراق التى لا تتطلب فك المحتوى النادر بشكل كامل وأما الترميم الكلى فيتضمن فك المخطوط المراد ترميمية بصورة كاملة لمجموعة عناصره ومكوناته الأولية وذلك لسوء حالته أو لتعرضه لعوامل التلف لفترات زمنية طويلة بالإضافة إلى وجوده فى ظروف حفظ سيئة . ويقوم المعمل بعملية فحص لجميع أعمال وخطوات الترميم التي تتم سواءاً على المخطوطات أو الكتب النادرة داخل المعمل للتأكد من مطابقتها للمعايير والضوابط الدولية المتعارف عليها خلال جميع المراحل الترميمية بدايةً من الخامات المستخدمة مروراً بعمليات الترميم ووصولاً للحالة النهائية للمخطوط الذى تم ترميمه ويستخدم في هذه العملية التقييمية استمارات تقييم الجودة التى تتضمَّن جميع المعايير التي يجب اتبعاها ويتم تحديث هذه المعايير بشكل دوري استناداً للتوصيات والإصدارات من المنظمات العلمية والمهنية وتوصيات المؤتمرات التي تعقدها هذه المنظمات . وتحكم عملية الترميم بمعمل قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية عدة معايير دولية ومنها الحفاظ على الهوية التاريخية للمخطوط والدراسة التحليلية والتسجيل والتوثيق الدقيق لكل عناصر العمل الأثري قبل الترميم عن طريق التصوير والتسجيل التحليلى لجميع البيانات الخاصة بالمخطوط وأن تتصف جميع الخامات المستخدمة فى عملية الترميم بقابلية الاسترجاع أى يسهل تفكيكها فى المستقبل بدون إحداث أي ضرر وأن تكون طبيعية خالية من الحموضة ومطابقة للمواصفات والمعايير الدولية والعمل على توضيح الفرق بين الجزء الأصلى في الأثر والإضافات التى تحتاجها عملية الترميم حتى لا يكون تزويراً وهو ما يدل على رقى فلسفة الترميم واحترام مبدأ الاصالة كما تنص عليه المواثيق الدولية وعدم التدخل بالإضافة أو الحذف من المخطوط إلا عند الضرورة القصوى أو عند وجود سبب ضرورى .