أفردت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرا ل «جوناثان ستيل» بعنوان "الأزمة الأوكرانية - على جون كيري والناتو التحلي بالهدوء وعدم التدخل". وقال «ستيل» إن ردود الفعل الهستيرية على التحرك العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم لن يجدي نفعاً، وان العاصمة الأوكرانية كييف وحدها تستطيع إيقاف تحول الأزمة إلى كارثة. وأضاف «ستيل» أن تهديدات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بطرد روسيا من مجموعة الدول الثماني للدول المتقدمة (G8) ومطالبة الحكومة الأوكرانية بتدخل حلف الناتو، تعتبر مؤشرا خطيرا على تطور الأزمة الأوكرانية التي يسهل احتوائها في حال صفاء بعض الأذهان". واعتبر كاتب المقال تسرع "كيري" بمعاقبة روسيا قراراً خاطئاً، إضافة إلى قرار الناتو بالاستجابة لمطالب كييف وذلك بعقد مؤتمر لأعضاء دول الثماني اليوم. وأوضح أن على الناتو عدم التدخل في الشأن الأوكراني لأن أغلبية المواطنين الأوكرانيين هم ضد عضوية بلادهم في حلف شمالي الأطلسي «الناتو» وذلك بحسب جميع الاستفتاءات التي أجريت في البلاد منذ الاستقلال. وأشار «ستيل» إلى أن الرئيس الأوكراني المعزول «فيكتور يانوكوفيتش»، بالرغم من إساءة استخدامه السلطة والفساد، كان أول رئيس معارض لعضوية حلف شمال الأطلسي في حملته الانتخابية. وصرح الأمين العام لحلف الناتو «أندرس فوغ راسموسن» في مؤتمر الأمن في ميونيخ قبيل الأزمة الأوكرانية: "يجب أن تتمتع أوكرانيا بحرية اختيار طريقها الخاص من دون أي ضغوط خارجية، أي أنه" لولا وجود الوحوش الروس، لكانت أوكرانيا جزءاً منا اليوم". وأضاف «ستيل» أن الوقت لم يفت لاستخدام الحكمة لحل الأزمة الأوكرانية، فتحرك القوات الروسية إلى شبة جزيرة القرم المؤيدة لروسيا، يعتبر خرقاً لمعاهدة الصداقة المبرمة بين روسياوأوكرانيا في عام 1997، إلا أن تدخلها غير القانوني يبقى أقل وطئاً من التدخل الذي قادته الولاياتالمتحدة في غزوها العراق وأفغانستان، حيث أصدرت الأممالمتحدة الموافقة على قرار الغزو بعد أسابيع من غزو البلدين. وختم «ستيل» مقالته بالتأكيد على أن"مسؤولية إنقاذ أوكرانيا من أزمتها الحالية ليس بيد واشنطن وبروكسل وموسكو، بل بيد كييف وحدها".