دعت ثلاثة أحزاب سياسية المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة للانسحاب مما وصفتها ب"مهزلة الرئاسيات" بعد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ودعت حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أكبر أحزاب المعارضة وحركة النهضة بعد اجتماع ضم قياداتها "كل المترشحين للانسحاب من هذه المهزلة الانتخابية المعلومة النتائج في غياب شروط النزاهة والحياد". ووفقا للعربية نت،طالب قادة الأحزاب الثلاثة الشعب الجزائري "بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا لصالح مرشح السلطة الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة لما تكتسيه من مخاطر على مستقبل البلاد". ونادت الأحزاب الثلاثة إلى عقد "ندوة حوار وطني تشمل كل الفاعلين السياسيين لتجاوز الوضع المتعفن الذي تمر به البلاد وبلورة تصورات مستقبلية تفضي إلى الاستقرار وتأمين مستقبل الأجيال. وأكد بيان أحزاب المعارضة أن "البلاد تمر بأوضاع سياسية واقتصادية خطيرة، خاصة ما تعلق بالتدهور والاختلال المالي والاقتصادي للبلاد، وفقا للتقارير والإحصاءات المعلنة، والتي تتحمل فيها السلطة الحاكمة كل المسؤولية أمام الشعب". وهذه أول مرة يجري فيها التنسيق السياسي على مستوى القيادات بين الحزبين الإسلاميين وحزب ديمقراطي، كانوا على خلاف سياسي حاد هلال العقدين الماضيين، إزاء جملة من القضايا السياسية والمجتمعية. وزاد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من مخاوف المعارضة، بالتلاعب بالانتخابات الرئاسية، واستغلال وسائل الدولة لصالح في الانتخابات، خاصة بعد أن الوزير الأول عبد المالك سلال بنفسه عن ترشح الرئيس بوتفليقة، فيما كان يفترض فيه بصفته رئيسا للجنة الحكومية المشرفة على تنظيم الانتخابات التزام الحياد، تطبيقا لتعليم وجهه قبل أيام الرئيس بوتفليقة للحكومة والهيئات الإدارية بالحياد. وأعلنت رئاسة الجمهورية ترشح الرئيس بوتفليقة بشكل رسمي، وكان يفترض أن تبقى مؤسسة الرئاسة محايدة، وبعيدة عن المعترك الانتخابي. وانضم حزب العمال الاشتراكي إلى قائمة الأحزاب السياسية التي قررت مقاطعة الانتخابات الرئاسية بسبب ما وصفه بغياب شروط النزاهة والشفافية في الانتخابات. وقررت ثمانية أحزاب مقاطعة الانتخابات الرئاسية هي جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة وحركة مجتمع السلم (اخوان الجزائر) والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني)، وجبهة القوى الاشتراكية أقدم أحزاب المعارضة في الجزائر، والاتحاد من أجل التغيير والرقي، والعدل والبناء، والتجمع الجمهوري، وجبهة النضال الوطني، مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وهدد المرشحان رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ورئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان بسحب ترشحهما ومقاطعة الانتخابات في حال ترشح الرئيس بوتفليقة بسبب توجه محيطه إلى استغلال وسائل الدولة لصالح بوتفليقة. وتوقع أن يعلن جلالي سفيان عن انسحابه في 28 فبراير الجاري، خلال اجتماع المجلس الوطني لحزبه جيل جديد. وقررت الحكومة الجزائرية منع الأحزاب السياسية التي قررت مقاطعة الانتخابات، من القيام بأي نشاط لدعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات.