السيسي: يجب الاختيار بين مسار الأمن والسلام أو الفوضي الذي يدفع إليه الدمار في غزة    تحرير 21 محضرا تموينيا خلال حملة بمركز قلين    غدا.. قطع المياه عن بعض قرى سمسطا ببني سويف لمدة 12 ساعة    سفير مصر بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة مهمة لتسويق المنتجات المصرية وفتح أسواق جديدة    لجنة الطاقة بمجلس النواب توافق على موازنة وزارة البترول بإجمالي 18 مليار جنيه    «زراعة النواب» تطالب بوقف إهدار المال العام في جهاز تحسين الأراضي وحسم ملف العمالة بوزارة الزراعة    محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا.. ماذا قال الجاني عن دوافعه؟ (فيديو)    سفير فلسطين في موسكو: الوضع الكارثي في غزة يعيد إلى الأذهان حصار لينينجراد    عالم الزلازل الهولندي يثير الجدل بحديثه عن أهرامات الجيزة    بالصور.. بعثة نهضة بركان تصل القاهرة    آرسنال يكشف عن قميصه للموسم الجديد 2024-2025    أتلتيك بيلباو يحبط برشلونة بسبب ويليامز    الجمعة .. انطلاق نصف نهائي بطولة العالم للإسكواش بمصر    البورصة تربح 31 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    علي ربيع الأقل جماهيرية في شباك تذاكر أفلام السينما الأربعاء    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان أعمال تطوير مستشفى حميات ديروط    إنشاء وحدات اقتصادية لتحسين الموارد بمستشفيات بالقليوبية    رئيس «الرعاية الصحية»: حل 100% من شكاوى المنتفعين بالتأمين الشامل خلال إبريل 2024    «تدخل في صلاحيات الأمير».. أمر بضبط وإحضار النائب الكويتي أنور الفكر    موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات فلكيًا.. (أطول إجازة رسمية)    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    غدا.. إعادة عرض فيلم "زهايمر" احتفالا بميلاد الزعيم    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    جامعة المنوفية تتقدم في تصنيف CWUR لعام 2024    أوكرانيا تشن هجومًا جديدًا على مطار روسي عسكري في القرم    معهد التغذية: نسيان شرب الماء يسبب الشعور بالتعب والإجهاد    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    تداول 10 آلاف طن و585 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    نقابة العاملين الأكاديميين بجامعة كاليفورنيا تجيز إضرابا ردا على قمع احتجاجات غزة    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    رئيس جامعة المنيا يبحث مع الجانب الإيطالي تطوير معامل ترميم الآثار بالجامعة لخدمة الباحثين    لهذا السبب.. ياسمين عبد العزيز تتصدر تريند "جوجل"    جولة جديدة لأتوبيس الفن الجميل بمتحف الفن الإسلامي    تراجع دور بيلينجهام في ريال مدريد بسبب مبابي    شوبير السبب.. كواليس إيقاف الحكم محمود عاشور من إدارة مباريات الدوري المصري    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    «التربية والتعليم» تنظم فعاليات مسابقة المعلمة الفعالة    نصائح للحجاج للحماية من العدوى في موسم الحج 2024    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    المشدد 6 سنوات لعامل ضبط بحوزته 72 لفافة هيروين في أسيوط    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    وزير الخارجية اليمني: هجمات الحوثيين لم تضر سوى باليمن وشعبه وأشقائهم العرب    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    الأحد.. عمر الشناوي ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة ويتفقدان مستشفى بني محمديات بأبنوب    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    وزير الإسكان: توصيل التيار الكهربائي وتشغيل محطة الصرف الصحي ب«بيت الوطن»    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    مد فترة التقديم لوظائف القطار الكهربائي الخفيف.. اعرف آخر موعد    عبد العال: إمام عاشور وزيزو ليس لهما تأثير مع منتخب مصر    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    الشهادة الإعدادية 2024، بدء توافد الطلاب على اللجان بالقاهرة (صور)    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    تنظيم 50 أمسية دينية في المساجد الكبرى بشمال سيناء    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي وحمدين .. هل تنتصر الديمقراطية؟!
نشر في محيط يوم 16 - 02 - 2014

كان الكثيرون يخشون أن تفتقد معركة الرئاسة المقبلة في مصر إلى المنافسة الجدية، وأن تتحول إلى شبه استفتاء على قائد الجيش وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، الذي حظي بشعبية جارفة بعد انحيازه لثورة الشعب في 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان وأنقذت مصر من الانحدار نحو الكارثة.
وكان الكثير من المرشحين المحتملين قد أعلنوا مسبقاً أنهم لن يتقدموا للمنافسة إذا ترشح السيسي، وفي مقدمتهم عمرو موسى وأحمد شفيق، كما أن أحزاباً وقوى عديدة كانت قد أعلنت تأييدها للسيسي بينما كانت هناك حملات جماهيرية تطالب السيسي بأن يحسم أمره ويتقدم للترشح.
لكن الموقف اختلف مع إعلان السياسي الناصري حمدين صباحي ترشيح نفسه ليضفي ذلك بعض الحيوية على المنافسة المقبلة، كان من الممكن أن تزيد لو أن الإخواني السابق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لم يمتنع عن دخول المنافسة.
ومع أن الوقت مازال مبكراً لمعرفة الخريطة النهائية للمرشحين وما إذا كانت ستضم عسكريين سابقين مثل الفريق المتقاعد سامي عنان، أو مرشحين مدنيين لهم وجود سياسي حقيقي غير حمدين، فإن الأكيد الآن أننا سنكون أمام تنافس جاد وليس استفتاء على مرشح واحد حتى وإن كانت فرصه هي الأكبر بكثير حتى الآن! ولو كان الأمر بيد السيسي لفضل موقعه الحالي كقائد للجيش على أي موقع.
ولكن الأمر أصبح شبه مستحيل. فمن جهة هناك مطالبة من قطاعات واسعة من الشعب بترشيحه وهناك تحديات هائلة تستدعي-عند الكثيرين- وجوده على رأس الدولة.
وهناك تأييد عربي لذلك. وفي المقابل هناك ضغوط أميركية تعارض بحجة مدنية الدولة وإن كانت الحقيقة هي العداء لما يمثله السيسي من انحياز للشعب والمخاوف من تكرار تجربة الستينيات من القرن الماضي (وما أدراك ما الستينيات)!!
ولا شك أن العامل الحاسم في قرار السيسي بالترشح هو استحالة بقاء وضع يكون فيه هو الرجل القوي وليس الرئيس كما هو الآن. واستحالة وجود نظام برأسين، وربما بثلاثة بعد الدستور الجديد الذي قسم إدارة البلاد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. ومن هنا كان على السيسي أن يختار بين التقدم للرئاسة، وبين اعتزال العمل العام وترك قيادة الجيش.
ولم يكن الخيار الأخير مقبولاً في هذه الظروف لا من الجيش ولا من قطاعات واسعة من الشعب. المفارقة حتى الآن أن الحسابات كانت أنه مع ترشح السيسي فسيكون المنافس الرئيسي له من تيار الاسلام السياسي، أو شخصية قريبة منه حتى ولو كانت ذات خلفية عسكرية. وطرحت أسماء مدنية مثل عبدالمنعم أبوالفتوح وسليم العوا وغيرهما، كما طرح اسم رئيس الاركان السابق الفريق المتقاعد سامي عنان.
ولكن كان الاسم الأول الذي حسم أمر مشاركته في الانتخابات هو حمدين صباحي السياسي الناصري وصاحب المركز الثالث في انتخابات الرئاسة 2012. المفارقة تأتي من أن الحملة الأميركية والغربية على السيسي تنطلق أساساً من فكرة أنهم يخافون من "ناصر" جديد في مصر. وأن الصدام مع "الإخوان" الآن مع الثورة أعاد للأذهان صدامهم مع ثورة يوليو ومؤامراتهم في 1954 و1965.
وان جزءاً هاماً من أسباب شعبية السيسي تأتي من مواقف تؤكد على الاستقلال الوطني والكرامة الوطنية وترفض التدخل الأجنبي أو التبعية لأميركا، بالاضافة إلى آمال في العدالة الاجتماعية التي كانت جوهر سياسة ثورة يوليو قبل الانقلاب عليها. كان التصور عند الكثيرين أن أنصار السيسي وأنصار حمدين سيكونون صفاً واحداً في الانتخابات الرئاسية سواء ترشح السيسي أم لا.
بل كان التصور عند أطراف عديدة ان الجبهة الوطنية التي وقفت وراء ثورة 30 يونيو حتى سقط حكم الإخوان الفاشي لا بد أن تحتفظ بوحدتها في هذه الظروف الدقيقة التي تواجه مصر فيها الارهاب والضغوط الخارجية والاوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعاً.
الخلافات في جبهة الانقاذ كبيرة، والادارة السياسية للمرحلة غائبة، وبعض الذين أبعدتهم ثورة يناير عن مراكز التأثير ظنوا أن ثورة يونيو ستعطيهم إذن العودة.
والأخطاء في التعامل مع شباب متحمس أضرت كثيراً. من هنا يصح القول إن دخول حمدين صباحي إلى حلبة المنافسة في سباق الرئاسة كانت له جوانبه الايجابية العديدة. فالآن هناك معركة حقيقية رغم زيادة حظوظ السيسي بدرجة كبيرة.
وهناك ضرورة للتعامل بجدية وطرح برامج لها مصداقيتها، ووجود حمدين يجعل من قضية العدل الاجتماعي قضية أساسية، ويرفع من مستوى الحوار السياسي ويدفع الطرف الآخر إلى تبني حلول جذرية لقضية الشباب حتى لا يجدوا أنفسهم في صدام من النظام الجديد.
ويغلق الباب أمام عودة الوجوه الكئيبة التى تصورت أن 30 يونيو هي نفي لثورة يناير وليست استكمالاً لها! لكن "المخاوف " ليست قليلة، ففي لحظة تواجه مصر فيها حرباً إرهابية غير مسبوقة، فإن الحفاظ على وحدة قوى الثورة ومؤسسات الدولة هو ركيزة أساسية لا يمكن التفريط فيها. ومن هناك فلا بد من ان تكون المنافسة في إطار الحرص على هذه الوحدة.
ولا بد من إبعاد الجيش عن دائرة الصراع، فالسيسي سيترشح بعد أن يخلع رداءه العسكري، وحكاية "حكم العسكر" لم تعد تجد آذاناً صاغية لدى الملايين التي تعرف جيداً أن انحياز الجيش لها هو الذي أنقذها من فاشية الاخوان وأنقذ مصر من الانجرار إلى الكارثة المحققة. قد يكون ما حدث في الأيام الماضية من خلافات وانشقاقات في صفوف حركة "تمرد" الشبابية نذيراً سيئاً.
ولكن فلنأمل ان يكون ذلك مجرد لحظة عابرة في المعركة الانتخابية، وأن يتم تجاوز ذلك بسرعة لنشهد تنافساً ديمقراطياً يثري الحياة السياسية، وتحرص فيه القوى الوطنية على أن تخرج بعد معركة الرئاسة وهي صف واحد في مواجهة إرهاب الاخوان، وضغوط الخارج، ووطأة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحتاج لجهد الجميع.
نقلا عن صحيفة " البيان" الاماراتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.