معركة انتخابات رئاسية.. أم معارك هدم وطن؟!! إذا كنا بصدد معركة انتخابات رئاسية حقيقية، فنحن أمام معركة بناء واستكمال إنجاز خطوات خارطة المستقبل، وإرساء أسس بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، وتحويل كل ما نادى به الثوار والشعب كله إلى استحقاقات حياة.. معركة من حقه أن يتقدم لها كل من يرى أنه يمتلك كفاءات وصلاحيات وقدرات قيادة وطن بحجم مصر، ووسط تحديات ومؤامرات محلية وإقليمية ودولية من أخطر ما عرفه تاريخه الطويل، ومن حق الشعب الذى أسقط نظامين فى أقل من ثلاث سنوات، أن يختار بإرادة حرة، ووفق معايير واضحة أمامه من سيسمح له ويشاركه إدارة المستقبل، وعبور ألغامه، مهمة لا يمكن إنجازها إلا بدعم واحتمال ورضا ومشاركة المجاميع الأكبر والأوسع من ملايين المصريين، المهمة والأيام والتحديات التى يمكن أن يكون عبورها مستحيلا إذا توقف الدعم على تيار أو طيف وطنى واحد. صراع تكسير العظام، وتبادل الاتهامات، ونشر الشائعات، وتمزيق الصفوف الذى يكاد يتحول إليه الإعداد للانتخابات الرئاسية، ينضم ويدعم بقصد أودون قصد مخططات التآمر، وخطط إضعاف وإسقاط الدولة، وتحويل الانتخابات الرئاسية إلى صراع يمزق، أو إلى نفاق رخيص ينتزع وينتقص بعمد أو غير عمد من أرصدة شعبية متوافرة، ولا أظن أنه محل خلاف أن المشير السيسى فى مقدمة من تتوافر لهم هذه الأرصدة التى لا تمنحها جماهير بالوعى الفطرى والحضارى والثقافى والإيمانى للشعب المصرى لمن لا يستحقها. الشعب الذى صنع المعجزات. إرادة الشعب صاحب الثورة، وصاحب التضحيات، وصاحب الدم الشهيد، هى التى يجب أن تحترم من خلال اختيارات وانتخابات أثق أنه ستتوافر لها ضمانات الحيادية والشفافية. نموذج لمبادرة شبابية أقدمها لمجموعات رائعة من الشباب الذين لا يكفون عن البحث عن الدور والمشاركة فى بناء بلدهم.. المجموعة التى أتحدث عنها لا تحمل اسما، ولا لونا سياسيا إلا مصر وثورة 25 يناير 2011، ومدها العظيم فى 30 يونيو 2013، بادرونى بالزيارة، وتدفقت أفكارهم ومقترحاتهم للإجابة على سؤال أثق أنه يؤرق جميع الأمناء على بلدهم وسط أيام وأحداث من أصعب وأقسى ما مر بها؟! قرروا ألا يهدروا طاقاتهم فى حوارات وبادروا إلى العمل وبجهود ذاتية تعتمد على إمكانات متواضعة.. الشباب كله فى مطالع العمر قرروا أن ينفذوا مشروعا أطلقوا عليه «قادة المستقبل» يمدون من خلاله جسور التواصل مع شباب مثلهم فى جميع محافظات مصر. أسسوا لجنة مركزية للمشروع، وتمتد أجنحتهم فى تجمعات شبابية فى جميع المحافظات، ويديرون مشروعهم برعاية بعض مؤسسات الدولة ذات الصلة بالأنشطة الشبابية والثقافية والمحلية، وحقوق الإنسان، وانطلقوا منذ يومين فى تجربة تواصلهم تحت مظلة رئاسة الجمهورية، وفى إطار رعاية مشروعات شبابية ابتداء من محافظة أسوانالأقصر الوادى الجديد قناسوهاجأسيوطالمنيا بنى سويف الفيوم، يواجهون مع زملائهم من أبناء كل الأقاليم موروث الألم والجهل والفقر الذى تركت له الملايين من أبناء صعيد مصر وأطرافها وقراها ونجوعها، يعقدون مع زملائهم هناك ملتقيات شبابية وشعبية.. يؤمنون أن مشروعهم يجب أن يحقق صورة جادة لاندماج الشباب فى عملية بناء الدولة، ومد شبكة قوية للأمان الاجتماعى والثقافى والفكرى والسياسى والاقتصادي، وإيجاد آليات مبتكرة للتواصل الدائم مع كل تجمع سكانى على خريطة بلادهم، صدقوا أو لا تصدقوا.. جاءتنى فى مكتبى زائرة مصرية شابة تمتلئ بالطاقة والحماس من المصريين المقيمين فى نيويورك، جاءت فى مهمة استكشافية لأولويات احتياجات أبناء الصعيد. د. مروة جاءت إلى مصر محملة من كثير من المصريين فى نيويورك بكم هائل من هدايا معيشية تريد توزيعها فى قرى الصعيد، بعد أن تلقوا نداء مرسلا من طالب بواحدة من قرى جنوب مصر، كانت استغاثة الطالب موجهة إلى الأممالمتحدة بحاجة قريته الغائبة فى ظلمات الإهمال والنسيان، إلى طلمبة مياه جديدة، لأن الطلمبة الوحيدة المتوافرة بالقرية استهلكت، وعلى وشك التوقف!! نموذج واحد من المؤكد أنه من ملايين نماذج الألم والاحتياج إلى التعرف الدقيق والأمين لأبعاد الحياة، وأشكال المعاناة، وبشروط الاحترام والاستجابة. وما أدركه وأنتبه إليه شباب مشروع قادة المستقبل ويتضح فى أهداف ومهمات مشروعهم التى أسجلها كما كتبوها: وضع خطة عمل لمشروع قومى يتم من خلاله إيجاد شبكة أمان اجتماعية وثقافية، والعمل على إيجاد آليات للتواصل مع جميع أنحاء مصر. التلاقى مع الكوادر الشبابية التى تجمعهم بهم رؤية واحدة تتفق ومبادئ وأهداف ثورتى 25 و30، والبحث عن أدوار ومشاركات فاعلة فى إقامة الدولة المدنية الحديثة، وتتفق مع الخلفية والهوية الثقافية والحضارية والدينية الوسطية للشعب المصري. فتح قنوات اتصال بين الأجهزة التنفيذية للدولة وشباب القرى والمراكز والمحافظات، لتحديد الإشكاليات التى ترتبط بكل منطقة لتوضع فى ضوئها الحلول الخاصة بكل محافظة. مشروع قادة المستقبل ومردوده من أبناء الأقاليم مثال واحد من عديد مشروعات جادة ومحترمة تخططها وتنفذها أطياف مختلفة من شباب محب ومخلص، يثبت كل يوم أنه كما كان من الأعمدة الأساسية لثورة بلاده مع جميع أطياف الشعب، سيكون قوة أساسية للحاضر والمستقبل. نقلا عن صحيفة " الأهرام" المصرية