أفاد شهود عيان بأن مواجهات وقعت الجمعة في البحرين بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بنظام ملكي دستوري، مشيرين إلى سقوط جرحى. وقال الشهود إن المئات من الرجال والنساء نزلوا منذ فجر الجمعة الى الشارع في المنامة والقرى الشيعية في البحرين تلبية لدعوات أطلقتها خصوصا حركة الوفاق المعارضة للتظاهر تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات رغم حظرها من السلطات. وتهز البحرين، هذه المملكة الخليجية الصغيرة منذ ثلاث سنوات، حركة احتجاج يقودها الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في بلد تحكمه أسرة آل خليفة السنية. وأضاف الشهود إن بعض المتظاهرين كانوا يرتدون أكفانا فيما كان آخرون ملثمين، ورددوا هتافات مثل "هيهات منا الذلة" و"لا تراجع لا تراجع′′ و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة. وتابع الشهود العيان أن الشرطة البحرينية تدخلت وفرقت التظاهرات بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش، مما أوقع عدة إصابات لم تصدر حصيلة بشأنها. وقال الشهود :"إن الشرطة البحرينية انتشرت بشكل مكثف في الشوارع ومداخل القرى الشيعية، مع تثبيت نقاط تفتيش أمنية، وتشهد القرى الشيعية تحليقا مستمرا للمروحيات التابعة للشرطة". وأصدرت حركة الوفاق الشيعية المعارضة بيانا اتهمت فيه قوات الأمن بأنها "تعاملت بوحشية بالغة مع المواطنين في مختلف مناطق البحرين وصلت في مجموعها لأكثر من 50 منطقة". واتهمت أيضا قوات الأمن بأنها "أغرقت المناطق بالغازات السامة ولاحقت المواطنين وتعمدت الدخول بالمناطق بمركباتها وآلياتها وملاحقة المواطنين فيها وفتح الأسلحة على المتظاهرين لمنعهم من الاحتجاجات" . مشيرة إلى إصابة عشرات المواطنين بإصابات متفرقة بعضها يصل للخطورة، بعد أن وجهت القوات أسلحتها النارية للمواطنين من مسافة قريبة في تعمد واضح واستهداف للأرواح. وكان ائتلاف شباب 14 فبراير ايضا وهو مجموعة متطرفة، دعا انصاره الى تظاهرات غضب بعد ظهر الجمعة باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان مركزا لانطلاق حركة الاحتجاجات في 2011 قبل أن تقمعها السلطات بقوة. وكانت تظاهرات في القرى الشيعية أدت الخميس إلى اعتقال 29 بحرينيا شيعيا اتهمتهم وزارة الداخلية بالتسبب في أعمال شغب وتخريب، كما ورد في بيان للوزارة. ويحرك هذا الائتلاف المحظور حركة الاحتجاج اليومية تقريبا في القرى الشيعية المحيطة بالعاصمة والتي شهدت هجمات بالمتفجرات أسفرت عن مقتل شرطيين السنة الماضية.