قتل احد رجال الشرطة وجرح آخر في تفجير استهدف الشرطة في قرية الدير الشيعية المحاذية لمطار البحرين حيث تجري الاستعدادات لتجمع كبير ضد السلطة في الذكرى الثالثة من الدولي في مدينة المحرق. فقد اعلنت وزارة الداخلية البحرينية اليوم السبت مقتل احد رجال الشرطة وجرح آخر في تفجير استهدف الشرطة في قرية الدير الشيعية المحاذية لمطار البحرين الدولي في مدينة المحرق. وكتبت الوزارة على حسابها على موقع تويتر للرسائل القصيرة "استشهاد احد رجال الشرطة في التفجير الارهابي الذي وقع مساء امس بمنطقة الدير". وكانت الداخلية البحرينية تحدثت امس عن تفجير استهدف حافلة للشرطة في منطقة الدية الشيعية حيث كان مئات الاشخاص يتظاهرون في الذكرى الثالثة لبدء الحركة الاحتجاجية في البحرين. وادى الانفجار الى اصابة اثنين من افراد الشرطة "كانوا على الواجب لتأمين الشوارع" توفي احدهما في وقت لاحق. ونأت المعارضة على الفور بنفسها عن اعمال العنف هذه واعلنت في بيان السبت "موقفها الثابت من ادانة اي حادث تفجير ورفضها هذه الممارسات ايا كانت صورها او مصادرها وايا كان من يقف خلفها". وفي الوقت نفسه دانت المعارضة "العنف المفرط من قوات الامن الذي تسبب في عدد كبير من الاصابات بين المواطنين في اليومين الماضيين". ولمنع اي فلتان، اصدرت حركة الوفاق التي دعت الى تظاهرات اليوم مؤيديها، سلسلة توصيات على رأسها "حمل العلم البحريني ليكون ابرز شعار للمشاركين في المسيرة منذ لحظة الخروج من المنازل بالاتجاه للمسيرة". ودعت الوفاق في بيان على صفحتها على فيسبوك "شعب البحرين بكل فئاته واعماره ومكوناته للمشاركة والمساهمة والتحشيد والدعوة والاستنفارعلى كل المستويات للتظاهرة الجماهيرية السلمية العملاقة التي يلتف فيها شعب البحرين حول ثورته المجيدة". وكان شهود عيان ذكروا ان مواجهات وقعت الجمعة في البحرين بين قوات الامن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا الى الشوارع في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بنظام ملكي دستوري، مشيرين الى سقوط جرحى. وقال الشهود ان المئات من الرجال والنساء نزلوا منذ فجر الجمعة الى الشارع في المنامة والقرى الشيعية في البحرين تلبية لدعوات اطلقتها خصوصا حركة الوفاق المعارضة للتظاهر تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات رغم حظرها من السلطات. واتهمت الوفاق في بيان قوات الامن بانها "تعاملت بوحشية بالغة مع المواطنين في مختلف مناطق البحرين وصلت في مجموعها لأكثرمن 50 منطقة". واتهمت ايضا قوات الامن بانها "اغرقت المناطق بالغازات السامة ولاحقت المواطنين وتعمدت الدخول بالمناطق بمركباتها وآلياتها وملاحقة المواطنين فيها وفتح الأسلحة على المتظاهرين لمنعهم من الاحتجاجات". واشارت الى "اصابة عشرات المواطنين بإصابات متفرقة بعضها يصل للخطورة، بعد أن وجهت القوات أسلحتها النارية للمواطنين من مسافة قريبة في تعمد واضح واستهداف للأرواح". وكان ائتلاف شباب 14 فبراير ايضا وهو مجموعة متطرفة، دعا انصاره الى تظاهرات غضب بعد ظهر الجمعة باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان مركزا لانطلاق حركة الاحتجاجات في 2011 قبل أن تقمعها السلطات بقوة. وتشهد البحرين منذ 14 شباط/فبراير 2011 حركة احتجاجات يقودها الشيعة ضد حكم آل خليفة. ولم يسفر الحوار الوطني الذي اطلق قبل سنة لاخراج البلاد من الازمة الى اي تقدم ملموس، وقد تم تعليقه بعد انسحاب الاطراف. وعلى الرغم من مبادرة لولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ما زال الحوار في طريق مسدود بعد جولتين منه. وقد تجاهل والده الملك حمد بن عيسى آل خليفة في خطاب الجمعة في الذكرى ال13 لميثاق العمل الوطني، ذكرى بدء الحركة الاحتجاجية. وكان هذا الميثاق ثمرة عملية انفتاح سياسي بدأها الملك وادت في 2002 الى اعادة البرلمان المنتخب بعدما تم حله في 1975. وقال ملك البحرين في كلمته ان "يوم الميثاق الوطني هو يوم توافق شعب البحرين على اقراره بغالبية منقطعة النظير"، مؤكدا ان "الجميع شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت". ودعا الجميع الى "المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية". وتابع ان "هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل". واعلن الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ان 89 شخصا قتلوا في البحرين منذ بدء الاحداث قبل ثلاث سنوات.