أكد المتحدثون في المؤتمر السنوي الثاني للتجمع الفلسطيني في ألمانيا الذي حمل عنوان "القدس بين التهويد والتنديد" على أهمية دور الفعاليات الثقافية المختلفة في ربط الأجيال الفلسطينيةالجديدة في دول الشتات الأوروبي بقضية فلسطينوالقدس. أقيمت فعاليات المؤتمر الأولى مساء الجمعة في برلين بمشاركة ممثلي الجمعيات والمنظمات الفلسطينية في أوروبا ونحو ألفي شخص من الفلسطينيين والعرب والمسلمين المقيمين في العاصمة الألمانية. وعلى هامش الفعالية، أقيم معرض للصور حول نكبة فلسطين، وقدمت فرقة للفنون الشعبية عددا من الأناشيد الفلسطينية الحماسية ورقصات الدبكة الفلكلورية. ومن المقرر أن ينظم المؤتمر فعاليتين مماثلتين السبت والأحد في مدينتي شتوتغارت ودورتموند بجنوب وغرب ألمانيا. رئيس التجمع الفلسطيني في ألمانيا خالد الظاهر أشار إلى أن تأسيس التجمع جاء للحفاظ على هوية أكثر من 180 ألف فلسطيني يعيشون في المدن الألمانية المختلفة، ويمثلون نسبة 20% من الفلسطينيين في دول الشتات الأوروبي. من جهته، أوضح يحيى عابد مسئول مبادرة أوروبيين لأجل القدس كما نقلت عنه فضائية "الجزيرة" القطرية أن المبادرة التي تأسست بالعاصمة الإيرلندية دبلن بعد اختيار القدس هذا العام عاصمة للثقافة العربية، تسعى لتأكيد أن القدس تمثل، رغم الفواصل الحدودية والموانع الجغرافية، القضية المحورية للعرب والمسلمين في أوروبا. ودعا رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا حافظ الكرمي العرب والمسلمين في كل مكان "لجعل القدس كقميص عثمان الذي يوقظ الأمة من سباتها ويداوي أمراضها ويجمع شتاتها". كما حث الأقليات العربية والمسلمة بالدول الأوروبية على استخدام كل الوسائل الديمقراطية المؤثرة لإطلاع الرأي العام في محيطهم على الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني وإقناعه بعدالة قضيته. وأشار عبد الرحمن أبو الهيجاء المحاضر بالمسجد الأقصى والقيادي في الحركة الإسلامية في أراضي 48 إلى أن جانبا من أسرلة القدس يتمثل بطرد الفلسطينيين بالإكراه من المدينة المقدسة، وعرض مبالغ خيالية عليهم للتنازل عن أملاكهم فيها، وتسبب الجدار العازل في طرد 1270 مقدسيا من مدينتهم، ووضع أسماء عبرية فيها بدل الأسماء العربية، ومنع جمع شمل الأسر الفلسطينية. وعلى صهيد متصل أقيمت الجمعة حفلة تضامنية مع الشعب الفلسطيني برعاية وزير حقوق الإنسان التشيكي ميخال كوتساب ومشاركة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في قاعة المكتبة الرئيسة وسط العاصمة براغ حضرها رؤساء البعثات الدبلوماسية وأعداد كبيرة من المواطنين التشيك. وعلى هامش الأمسية اعتبر المستشرق التشيكي الشهير لبوش كروباتشيك كما نقلت عنه فضائية "الجزيرة" القطرية الاهتمام الذي حظيت به أمسية هذا العام انعكاسا مباشرا لمعاناة الفلسطينيين خاصة بعد الفظائع التي شاهدها الجميع في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وأشاد كروباتشيك بالفيلم الوثائقي الذي عرض في الأمسية -وهو للصحفي البريطاني جون بيلغر- وما تضمنه من صور "صدمت الجميع وبينت حقيقة ما يجري للفلسطينيين في ديارهم من قتل وتدمير". واعتبر كروباتشيك أنه من حق الفلسطينيين بحكم التاريخ والجغرافيا أن يعلنوا القدس عاصمتهم الأبدية، وأكد على وجوب وقف الاستيطان وإزالة المستوطنات لأنها غير شرعية ولا تخدم أي مشروع سلمي بين الطرفين.