السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياتى كلها أزمة انا سيدة فى الثالث والخمسين من العمر ولدت يتيمة الأب لأربع سنوات وهذا اثر فى شخصيتى ولكنى كنت عقلانية وتزوجت وزوجا طيب ومحترم ولى ما شاء الله ولدانK لكنى أعيش حياتى فى أزمة وهى المرض فقد استأصلت المرارة ثم بعدا بعشر سنوات اساصلت الرحم بعد نزيف استمر خمس مرات فى سنة واحدة مم اثر على صحتى اكثر ومن سنتان اصبت بتضخم الغدد الليمفاوية وذهبت للطبيب فطلب اشاعات وفحوص وعينة حتى خضت تجربة العلاج الكيماوى والموجة عافاكم وعافانى منه وحدثت انتكاسه للغدد واعطانى الطبيب علاج كيماوى مخفف طبقا لما تتطلبه الحالة. أنا الآن أسألك هل من طبيب يتبنى حالتى ويقرر هل أنا أعالج بطريقة صحيحة أم ينقصنى شيئاًً فى االعلاج ومعى كل الفحوصات الخاصة بحالتى واعمل ما يستجد أرجو أن تهتمى بحالتى لأن أزمتى لم تكن فى المرض ولكن المرض جزء منها وشكرا. صفاء - مصر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سيدتي أسأل الله العلي العظيم أن يشفيكي ويعفو عنك المرض محنة أليمة ولا شك وقاسية ، وقد رايت بعيني كثيرين مروا بهذه المحنة فصبروا واحتملوا الصعاب والمرارة حتي مرت المحنة بسلام وتعافوا وعادوا لحياتهم الطبيعية والنماذج كثيرة جداً امامك لست في حاجة إلي تغيير أسلوب العلاج لكنك في حاجة إلي تغيير أسلوب الحياة والتعاطي مع محنة الألم والمرض بأنها أزمة عابرة توشك أن تمر ، ومع الإرادة والصبر والإيمان بالله، والقرب منه والدعاء له بشكل مستمر ستزول كل هذه المحن وتعودين وأنت اكثر قوة وأكثر صلابة بل وأكثر قدرة علي الصبر والاحتمال فكل محنة بداخلها منحة ولعله خير في كل أحوالك في حاجة إلي تغيير أفكارك والتحلي بالصبر والتعامل بإيجابية وأمل كبير في رحمة الله في الترديد الدائم لنفسك بأن ما أنت فيه محنة بداخلها منحة وعسر معه يسر إن شاء الله وأنت محقة في قولك إن مشكلتك الأساسية ليست في الرمض نعم سيدتي لان المرض ابتلاء من الله ، يبتلي به عباده ليختبر قوتهم وجلدهم ومدي صبرهم، ويختبر أيضاً قوة إيمانهم وكيف سيواجهون البلاء وكيف سيتصرفون حياله. والرائع الإمام الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي يقول: هناك فرق بين أن يكون الإنسان مع النعمة ? وأن يكون مع المنعم ? الماديون يحبون النعمة؟ وغير الماديين يحبون المنعم ? ويعيشون في معيته ? ولذلك فخطاب المسلمين- اذكروا الله - لأننا نحن مع المنعم ? بينما خطابه سبحانه لبني إسرائيل - اذكروا نعمة الله فطالما أنت مع المنعم لا تقلقي أبدا ولا تقنطي من رحمة الله وتأكدي ان الدوام سمة الخالق وحده هو الدائم ، لكن لا دام الحزن ولا دام الفرح لا دامت الصحة ولا يدوم المرض وكل ياتي ويذهب، يقول ديل كارينجي في كتابه الرائع "دع القلق وابدأ الحياة "" استشارني خلال الأعوام الثلاثين السابقة أشخاصاً من مختلف شعوب العالم المتحضر وعالجت مئات المرضي فلم أجد مشكلة واحدة من مشكلات أولئك الذين بلغوا منتصف العمر لا ترجع لا ترجع في أساسها إلي افتقارهم إلي الإيمان وخحروحهم علي تعاليم الدين ويصح القول بأن كل واحد من هؤلاء المرضي وقع فريسة المرض لأنه حُرم سكينة النفس التي يجلبها الدين ولم يبرأ واحد من هؤلاء المرضي إلا حين استعاد واستعان بأوامر الدين ونواهيه علي مواجهة الحياة". وقال وليم جيمس عالم النفس الشهير "الإيمان من القوي التي لابد من توافرها لمعوانة المرء علي العيش وفقدها نذير بالعجز عن معاناة الحياة". والله تعالى يقول : "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ". يقول العلماء: " إن الله - تعالى - عدل لا يجور، وعالم لا يضل ولا يجهل، وحكيم أفعاله كلها حكم ومصالح، ما يفعل شيئا إلا لحكمة، فإنه - سبحانه - له ما أعطى، وله ما أخذ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو الفعال لما يريد، والقادر على ما يشاء، له الخلق والأمر، وعلى المصاب أن يتكلم بكلام يرضي به ربه، ويكثر به أجره، ويرفع الله به قدره. فلا تجزعي لما أصابك واحمدي ربك كثيراً وآمني بما قدر لك واعلمي أن قضاءه لا ياتي غلا بخير ، اسأل الله العظم رب العرش العظيم أن يمن عليك بالشفاء العاجل شفاءً لا يغادر سقماً