-كان أيوب أحد أغنى الأنبياء.. وكانت زوجته تعيش فى نعيم حتى ابتلى الله زوجها -صبرت رحمة حين أحرقت النار زرع أيوب وقضت على ممتلكاته.. ثم حين مات الأولاد وأصابت الزوج الأمراض -عملت فى أشق الأعمال لتوفر الرزق لزوجها المريض.. وقصت شعرها لتبيعه وتشترى بثمنه طعامًا -جمالها عرضها لمضايقات الكثيرين وإغرائهم لها بالمال والهدايا.. وحين شفى الله زوجها أيوب لم تعرفه زوجة صابرة أخلصت لزوجها، وقفت إلى جواره فى محنته حين نزل به البلاء، واشتد به المرض الذى طال سنين عديدة، ولم تُظْهِر تأفّفًا أو ضجرًا، بل كانت متماسكة طائعة. إنها زوجة نبى الله أيوب - عليه السلام - الذى ضُرب به المثل فى الصبر الجميل، وقُوَّة الإرادة، واللجوء إلى الله، والارتكان إلى جنابه. امرأة أيوب عليه السلام، هى من النساء التى خلدها التاريخ فى صبرها مع زوجها، وأيضًا هى من اللاتى تركن أنصع الآثار فى دنيا النساء الفضليات. هذه المرأة هى «رحمة» زوجة النبى أيوب عليه السلام، وحفيدة النبى يوسف عليه السلام، وفى اسمها خلاف عند المفسرين، فيُقال إنها «ليا»، بنت يعقوب، وقيل: ليا بنت منشا بن يعقوب، ويقال إن اسمها كان «ناعسة»، ويُرجح المفسرون أن اسمها كان «رحمة» أو «رحيمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب»، والله أعلم. واستدل بعضهم على الاسم بقوله تعالى: «وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ» (سورة الأنبياء، آية: 84). قال ابن كثير معلقًا على هذا يشير إلى فهمه: ومن فهم من هذا اسم امرأته فقال: «رحمة» من هذه الآية، فقد أبعد النجعة، وأغرق النزع. كان أيوب - عليه السلام - مؤمنًا قانتًا ساجدًا عابدًا لله، بسط الله له فى رزقه، ومدّ له فى ماله. يعد النبى أيوب أحد أغنياء الأنبياء، وكانت رحمة زوج أيوب تعيش فى نعيم وجنات وعيون، وذلك فى بلاد الشام. كانت رحمة قد آمنت مع أيوب وبدعوته، فقد كان أيوب -عليه السلام- برًا تقيًا رحيمًا، يحسن إلى المساكين، ويكفل الأيتام والأرامل، وكان شاكرًا لأنعم الله عليه، مؤديًا لحق الله عز وجل. كان أيوب له أولاد وأهلون كثير، وكانت زوجه رحمة ترفل فى النعيم، شاكرة عابدة عارفة حق الله على العباد فى الشكر، فقد كانت تُكثر الحمد والشكر والثناء على الله عز وجل؛ إذ رزقها من البنين والبنات ما تقر به عينها ولا تحزن، وأوسع عليه وعلى زوجها من الرزق شيئًا مباركًا، وفضلهما على كثير من خلقه. وكانت للنبى أيوب - عليه السلام- ألوف من الغنم والإبل، ومئات من البقر والحمير، وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة، وكان له عددٌ كبير من العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه، ولم يبخل أيوب - عليه السلام- بماله، بل كان ينفقه، ويجود به على الفقراء والمساكين. يقول الله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» (سورة البقرة، الآيات: 155-157). الصبر مطية لا تكبو، وأفضل عدّة على الشدة، وأكرم وسيلة لنيل رضاء الله عز وجل، والحصول على الآمال الطيبة المعقودة بمرضاة الله، ما أجمل الصبر! إنه ربيع الأبرار ومصيف الأخيار. وإذا كان الصبر قوام الحياة كلها، فإنه ألزم ما يكون فى ساعة المحن التى يبتلى الله تعالى عبده بها، فهنا يكون الصبر مفروضًا عليه، لتنقلب المحنة فى حقه إلى منحة، وتتحول البلية إلى عطية، وكما يقول ابن قيم الجوزية إن الله - سبحانه وتعالى- لم يبتله ليهلكه؛ وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته. خضعت زوج أيوب، رحمة، لامتحان ربانى فيما آتاها الله وزوجها، فنجحت فى هذا الامتحان بتوفيق من الله، وبرهنت على صدقها مع الله سبحانه. فقد أراد الله – عز وجل- أن يختبر أيوب فى إيمانه، فأنزل به البلاء، فكان أول ما نزل عليه ضياع ماله وجفاف أرضه؛ حيث احترق الزرع وماتت الأنعام، ولم يبق لأيوب شىء يلوذ به ويحتمى فيه غير إعانة الله له، فصبر واحتسب، ولسان حاله يقول فى إيمان ويقين: عارية الله قد استردها، وديعة كانت عندنا فأخذها، نَعِمْنَا بها دهرًا، فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم، فله الحمد معطيًا وسالبًا، راضيًا وساخطًا، نافعًا وضارًا، هو مالك الملك يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء. ثم يخرّ أيوب ساجدًا لله رب العالمين. ونزل الابتلاء الثانى، فمات أولاده، فحمد اللَّه أيضًا وخَرّ ساجدًا لله، ثم نزل الابتلاء الثالث بأيوب - فاعتلت صحته، وذهبت عافيته، وأنهكه المرض، لكنه على الرغم من ذلك ما ازداد إلا إيمانًا، وكلما ازداد عليه المرض؛ ازداد شكره لله. تمر الأعوام على أيوب - عليه السلام - وهو لا يزال مريضًا، فقد هزل جسمه، وهن عظمه، وأصبح ضامر الجسم، شاحب اللون، لا يقِرُّ على فراشه من الألم. وازداد ألمه حينما بَعُدَ عنه الصديق، وفَرَّ منه الحبيب، ولم يقف بجواره إلا زوجته العطوف تلك المرأة الرحيمة الصالحة التى لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها، بل كانت نعم الزوجة الصابرة المعينة لزوجها. يقول ابن كثير، ونقرأ عند المسعودى وكذا ابن الأثير فى «الكامل فى التاريخ»، تفاصيل توضح إلى أى حدٍ ابتلى النبى أيوب، فقد زال كل ماله بعد أن أرسل الله تعالى إليه نارًا اجتاحت أرزاقه وقضت عليه، فلم يهتز إيمانه ويقينه بالله تعالى، بل صبر واحتسب كعبد شكور راضٍ بحكم الله تعالى وبمشيئته، وأصبح مضرب الأمثال فى صبره، حتى ليُقال «صبر أيوب». كما مات كل أولاد أيوب - عليه السلام- وأصيب بالأمراض فاعتلت صحته وهزل جسمه وظل يعانى من آلام الفقر وعذاب المرض والوحشة؛ إذ أصبح بلا ابن ولا أخ ولا صديق فقد مات أبناؤه وتخلى عنه الأهل والأصدقاء بعد ابتلائه. غير أن زوجته رحمة هى الوحيدة التى وقفت بجانبه بإخلاص وصبر تواسيه وتشد من أزره وتحثه على الصبر وتخفف عنه آلام المرض وترفع من روحه المعنوية وتخدمه وتحمد الله معه وأيوب على ما به من ضر وبلاء لا يقتر عن ذكر الله. لم تكن رحمة تفارق زوجها المبتلى بالمرض والفقر ليلاً ولا نهارًا وقد رفضه جميع الناس، وقالوا لرحمة: اخرجيه من قريتنا فأخرجته رحمة وذهبت به إلى خارج القرية بالفلاة وافترشت له التراب، فكانت تسهر على خدمته طوال الليل. وذكر النيسابورى ورواه ابن طبارة فى كتابه «مع الأنبياء فى القرآن» إن رحمة ظلت بجانب زوجها أيوب عليه السلام وكانت تسهر على راحته وتمرضه. وكانت تذهب إلى القرية كل يوم وتعمل لأهل البيوت حتى تحصل على طعام وتأتى به إلى أيوب وكانت تطعمه بيدها وتسقيه الماء. وأورد صاحب كتاب «العرائس» للثعلبى ما رواه وهب بن منبه والسدى: إن رحمة خرجت ذات يوم لتلتمس طعامًا فلم تحصل على طعام لتأتى به إلى أيوب فحز ذلك فى نفسها وأشفقت على زوجها إذا ما رجعت إليه بدون طعام فقامت على ضفيرتها تقصها وباعتها واشترت بثمنها طعامًا لزوجها. كانت الزوجة رحمة تسعى للحصول على رزقها ورزق زوجها بكفاحها وعملها وعرق جبينها وكد يمينها، وقيل إنها كانت تعمل فى أقسى الأعمال وأشقها وفى الأعمال التى لا تتناسب مع مكانتها السابقة، ولكن كلها كانت شريفة لا تمس شرفها. وكانت تضطرها شدة الحاجة إلى التسول وسؤال الناس، وقد ألجأتها شدة الحاجة كما أسلفنا إلى أن تجذ شعرها وتبيعه للحصول على طعام بثمنه لزوجها. وكانت رحمة جميلة، فتعرضت لمضايقات الكثير وإغرائهم لها بالمال والهدايا الثمينة، ولكنها كانت عفيفة شريفة حرة فتردهم فى حزم وصرامة. وقد عرض أحد الرجال الأثرياء الأقوياء ممن يتمتعون بنفوذ قوى وجاه وسطوة الزواج على رحمة على أن تترك أيوب المبتلى الذى أصبح لا يقوى على الحركة، لكنها صدته بعنف وحزم ورفضت هذا العرض السخى فى إباء وشمم، وفضلت الوفاء على هذا الإغراء. قال الحسن رحمه الله: ضُرب أيوب بالبلاء ثم البلاء بعد البلاء بذهاب الأهل والمال، وصبر أيوب - عليه السلام- وصبرت زوجه رحمة صبرًا جميلاً، فقد تعودت أن تكل أمرها إلى الله عز وجل. إلا أن أيوب قد ابتلى فى جسده، ومسه الضُر، وطال بلاؤه ومرضه أيامًا وأعوامًا، وهو فى ذلك كله صابرٌ محتسب، ذاكر الله فى ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، وفى كل وقت، طال مرض أيوب - عليه السلام- حتى كاد ينقطع عنه الناس، ولم يبق أحدٌ يحنو عليه سوى رحمة زوجه، فقد كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها، وشفقته عليها عندما كان فى بحبوحة من العيش، وبسطة من الصحة والجسم. أظهرت رحمة لزوجها النبى أيوب من الحنان ما وسع قلبها، واعتنت به ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. لم تشتكِ من هموم آلامه، ولا من تخوفات فراقه وموته. ظلت راضية حامدة صابرةً مؤمنة،ً تعمل بعزم وقوة؛ لتطعمه وتقوم على أمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست. ارتقت رحمة زوج أيوب - عليه السلام- منزلة مباركة وعالية فى مقام الصدق، واقتعدت مكانًا عليًا فى منازل الأبرار، حيث عاشت مع زوجها فى محنته، وكانت مثال المرأة البارة ومثال الزوجة الصابرة الراضية بقضاء الله وقدره. ولهذا وصفها ابن كثير بقوله: الصابرة، والمحتسبة، المكابدة، الصديقة، البارة، والراشدة، رضى الله عنها. ومع أن الشيطان كان يوسوس لها دائمًا بقوله: لماذا يفعل الله هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنبًا أو خطيئة؟ فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها، وظلت فى خدمة زوجها أيام المرض سبع سنين. وقال محمد بن أحمد جاد المولى فى كتابه «قصص القرآن»: إن إبليس لعنه الله تعرض لرحمة فى طريقها وكانت قد رجعت من عملها ومعها بعض طعام، فوقف لها فى الطريق بصورة شيخ وقال لها: أين زوجك؟
قالت : هو هذا عميدًا وقيذًا يتضور من الحُمّى ويتقلب مما ألح عليه من الداء، لا هو ميت فينعى ولا هو حى فيرجى. فلما سمع قولها طمع فى إغوائها، فأخذ يذكرها بما كان لزوجها فى صدر شبابه وغضاضة أهابه من صحة وعافية ونعمة صافية. فأعادت لها الذكرى الأشجان وأثارت لديها كوامن الأحزان؛ ثم أخذ يدركها الفجر وينساب إلى قلبها اليأس. أشفقت رحمة على زوجها أيوب - عليه السلام- إشفاقًا شديدًا ورثت لحاله، فلما رأت أن زوجها طال عليه البلاء، ولم يزدد إلا شكرًا وتسليمًا، عندئذ تقدمت منه وقالت له فيما رواه ابن عباس - رضى الله عنه-: يا أيوب، إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك. فقال لها: كم مكثت فى الرخاء؟ فقالت: سبعين. فسألها: كم لبثتُ فى البلاء؟ فأجابت: سبع سنين. قال: أستحى أن أطلب من اللَّه رفع بلائى، وما قضيتُ منِه مدة رخائى. وقيل إنه قال لها: كنا فى النعماء سبعين سنة، فدعينا نكون فى البلاء سبعين سنة. ولما سمعت رحمة من زوجها أيوب هذا الكلام الذى ينضح بالإيمان والتسليم والانقياد لله، وعرفت أنها لن تدرك منزلته، ولكنها استمرت فى الإحسان إليه، وحفظت وده لإيمانها بالله تعالى وبرسوله أيوب، إلى أن كشف الله عنه الضّر، ومسته نفحة ربانية فعاد صحيحًا سليمًا. وقد أثنى عليه الله سبحانه وتعالى فقال: «إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ» (سورة ص آية 44). أقسم أيوب - حينما شعر بوسوسة الشيطان لزوجته رحمة- أن يضربها مائة سوط، إذا شفاه الله؛ ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأس الشيطان، ويرفع ما فيه من نصب وعذاب، قال تعالى: «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ» [ص: 41]. فلما رأى الله صبره البالغ، رد عليه عافيته؛ حيث جاء الفرج الإلهى وجاءت الوصفة الطبية الربانية لأيوب؛ أما صفة هذه الوصفة الربانية فموجودة فى القرآن الكريم والذكر الحكيم فى قوله تعالى: «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِى الأَلْبَاب» [ص:41-43]. فى تفصيل ذلك نفهم أن الله -عز وجل- أمر النبى أيوب أن يضرب برجله الأرض. امتثل أيوب أمر ربه، ومس الأرض، فنبع منها الماء نقيًا عذبًا فراتًا سائغًا، فشرب منه فبرأ ما كان فى بطنه من دقيق السقم وجليله، واغتسل فبرأ من ظاهره أتمّ براءة، فما كان يرسل الماء على عضو إلا ويعود فى الحين أحسن ما كان قبل بإذن الله تعالى. أما زوجته رحمة فقد كانت فى طريقها إلى أيوب، ولم تكن معه ساعة اغتسل من الماء. وعندما وصلت نظرت إليه، أنكرته ولم تعرفه فى بادئ الأمر، ولكنها حين أقبلت عليه وتحادثا عرفته، ولما أخبرها بما أكرمه الله، وبما منّ عليه من الشفاء، أخذت تبكى لله شكرًا له بأن منّ على زوجها بالشفاء، وسجدت شكرًا لله تعالى ثم قالت: إن ربى على كل شىء قدير، وإنه يحيى العظام وهى رميم. احتار كيف يبرّ بقسمه ويضرب المرأة التى حنت عليه ورعته فى مرضه، وصبرت على ابتلائها معه، فأوحى إليه الله تعالى بفتوى يبرّ بها قسمه. فمن رحمة الله بهذه الزوجة الصابرة الرحيمة أَن أَمَرَ اللَّهُ أيوبَ أن يأخذ حزمة بها مائة عود من القش، ويضربها بها ضربةً خفيفةً رقيقةً مرة واحدة ؛ ليبرّ قسمه، جزاءً له ولزوجه على صبرهما على ابتلاء الله «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ِإنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ» [ص: 44]. أكرم الله عز وجل أيوب وزوجه رحمة، وردّ عليه ماله، وولده، وولد له مثل عددهم. وقد قيل: إن الله سبحانه قد آجر أيوب وزوجه فيمن سلف، وعوضهما فى الدنيا بدلهم. وهكذا جازاهما الله تعالى على صبرهما فى محنتهم، وأحسن لهما الجزاء، وردّ عليهما المال، ورزق نبيه عليه السلام من البنين مثل ما كان لديه، وذلك مصداقًا لقوله تعالى: «وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِى الْأَلْبَابِ» (ص: 43).