بيروت: صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب " الكنز والتأويل" للكاتب العراقي سعيد الغانمي والذي يتضمن قراءات في الحكاية العربية ذات المرجعية الشعبية والتي لا تعود إلى مؤلف معين. وحسبما كتبت قزحيا ساسين في صحيفة "الجريدة" يقوم مؤلف الكتاب بفتح بعضًا من ملفّ الحكاية لدى العرب مع إثبات الواقعي والحقيقي في سبع من حكايات العرب القديمة، وإسقاط ما ينتمي إلى مخيّلة الراوي وذمّته. ومن الحكايات التي تعرض لها المؤلف ما عرف بحكاية "جزاء سنمار" وسنمار هو رجل روميّ عرف ببناء الحصون والقصور، وبنى الخورنق للنعمان بن امرئ القيس واستغرق البناء عشرين سنة، وحين قال سنّمار للنعمان "والله إنّي لأعرف في أركانه موضع حجر، لو زال، لزال جميع البنيان" أمر النعمان برميه من أعالي البنيان فكانت المكافأة على الخير بالإساءة. ويرى المؤلف هنا أن الخورنق كان برجًا عاليًا غير عادي ولم يكن قصرًا، وأنّ النعمان بنى البرج ليلتقي باللانهاية، وهو الحالم بالخلود وأن جلجامش خسر صديقه أنكيدو قبل أن يخسر النعمان سنّمار بكثير. وأعمل الكاتب الاستفهام والتساؤل في كلّ فاصلة من فواصل الحكاية، وهذه طريقته في مواجهة كل حكايات الكتاب. أما "حكاية الحالِمَيْن" فجاء فيها رجلاً يعيش في بغداد وتعرض للفقر بعد الثراء، وأنبأه الحلم أن كنزًا ينتظره في مصر. وفي مصر يلقى القبض عليه وهو في المسجد، من الشرطة التي تطارد لصوصًا عبرت المسجد. والضابط الذي أمر بجلده يرشده إلى الكنز عندما أعلمه أنّه هو أيضًا حلم بكنز في بغداد فحدّد له المكان بالتفاصيل فكان بيته في بغداد. ويرجع الرجل إلى بيته ويسترجع الكنز. ويجد الغانمي في نهاية تحليله حكاية الحالمين أنّ المكبوت في النصّ يحيل الى المكتوب والعكس صحيح: "فالكنز المكبوت، بمعنى المدفون والمخفيّ تحت الأرض، ليس سوى صحف مكتوبة، لكنّ المكتوب في هذه الصحف لا يصل إلا عبر التحريف".