صنعاء: في الوقت الذي نشبت فيه اشتباكات ضارية بين قوات الأمن التابعة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين انصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر الذي صدر أمر رسمي باعتقاله الخميس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أن بإمكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حل الأزمة السياسية التي تعصف ببلاده من خلال التوقيع على المبادرة الخليجية. وأضاف تونر في مؤتمر صحفي عقده في مقرّ وزارة الخارجية "إنه وضع خطير جدا. وبحسب رأينا أنه يمكن حلّ كل هذا الأمر بكل بساطة، من خلال توقيع الرئيس صالح الاتفاق الذي وضعته أمامه دول مجلس التعاون الخليجي، وهو الاتفاق الذي تعهد بالتوقيع عليه، وهو يرسم حقا الطريق للخروج من هذا العنف نحو عملية الانتقال الديموقراطي هناك، لذلك فإننا نحثه على القيام بذلك". من جانبه، دعا وزير الخارجية الكندية جون بيرد الرئيس اليمني إلى التخلي عن السلطة لتسهيل عملية انتقالها بطريقة سلمية وديموقراطية، بهدف إعادة الوضع إلى الاستقرار والسماح لليمن بالمضي قدماً نحو مستقبل أفضل. وطالب بيرد في بيان له كل الفرقاء بالتعاون من أجل قيام عملية انتقالية في اتجاه الديموقراطية مع احترام الحقوق الأساسية للأشخاص. وفي ذات السياق، دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في ندوة صحفية الخميس "السلطات اليمنية إلى الوفاء بالتزامات جددتها مرارا على أعلى مستويات لحماية المتظاهرين". وقال المتحدث "إننا نجدد دعمنا مساعي مجلس التعاون الخليجي وما اقترحه من خطة انتقالية" التي تشكل "أفضل طريقة من شأنها أن تؤدي إلى حل سلمي للأزمة اليمنية مع الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها". وأضاف فاليرو أن فرنسا تدعو "رئيس الجمهورية اليمنية وكافة الأطراف إلى انجاز هذه المرحلة الانتقالية بلا تأخير". بدوره، طالب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوجلو كل الأطراف في اليمن بالتجاوب مع المبادرة الخليجية لمعالجة الأزمة. وأعرب أوجلو عن قلقه إزاء تصاعد العنف في اليمن الذي أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف من بجروح. وناشد السلطات اليمنية وجميع الفصائل بما في ذلك زعماء القبائل، التحلي بضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة ضد المدنيين. كما جدد أوجلو تأييده لمبادرة مجلس التعاون الخليجي بوصفها وسيلة لإيجاد الظروف المناسبة للحفاظ على الاستقرار والأمن ووحدة اليمن، حاثا جميع الأطراف على التجاوب مع المبادرة. وتتضمن المبادرة ن التي وضعت بالتعاون مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي قيام المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية واستقالة صالح من منصبه بعد شهر على الأكثر من توقيع المبادرة، مقابل تمتعه بحصانة له ولأقاربه تحول دون ملاحقته قضائيا على أن تجرى انتخابات رئاسية بعد 60 يوما. وكان صالح قد أعلن الاثنين الماضي أنه لن يرضخ للإملاءات الدولية التي تطالبه بالرحيل عن السلطة بعد أكثر من ثلاثة عقود، كما اتهم معارضيه بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية. وكانت اشتباكات ضارية نشبت بين قوات الأمن التابعة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين عناصر مسلحة من أنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر الذي صدر أمر رسمي باعتقاله الخميس. بدوره اتهم الشيخ الأحمر، وهو زعيم قبائل حاشد، الرئيس عبد الله صالح بجر اليمن إلى "أتون حرب أهلية". وكان الأحمر يتحدث بعد ساعات من اندلاع اشتباكات عنيفة في وقت متأخر الأربعاء بين أنصاره وبين القوات الأمنية الحكومية، وقضى فيها 24 شخصا على الأقل. في غضون ذلك، كشف موقع على شبكة الإنترنت، مقرب من وزارة الدفاع اليمنية، أن 28 شخصا آخر قُتلوا أيضا جرَّاء انفجار في مستودع للذخيرة يعود لأنصار الأحمر. إلا أن أحد العسكريين المنشقين عن الحكومة، وله قوَّات متمركزة في المنطقة المذكورة، نفى وجود مستودع للذخيرة أصلا في تلك المنطقة.