بيروت : أعلن فؤاد السنيورة رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان أنه يحترم قرار الإمارات السيادي بإبعاد مجموعة من اللبنانيين، مؤكداً أن هذا الموضوع لا يمكن أن يعالج عبر وسائل الإعلام، بل بالتواصل الهادئ والدبلوماسية، مشيداً في الوقت نفسه بدعم الإمارات للبنان في جميع المجالات الإنسانية والإنمائية والاقتصادية والصحية والتعليمية. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الجمعة ، في مقر السرايا الحكومية في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور سفير الإمارات لدى لبنان رحمة حسين الزعابي، وعبدالله خليفة الغفلي نائب مدير المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان. ووفقا لما ورد بجريدة "الإمارات اليوم" ، أكد السنيورة أن دولة الإمارات على مدى سنوات طويلة فتحت قلبها وأبوابها لعشرات الآلاف من اللبنانيين الذين شاركوا وأسهموا في هذه النهضة الكبرى التي تحققها دولة الإمارات، وهؤلاء اللبنانيون يسهمون هناك بعملهم، ومن خلال احترامهم الكامل للقوانين والأنظمة وسيادة دولة الإمارات. وقال السنيورة :" ونحن كنا دائما ننوه بدور اللبنانيين في كل بلد عربي أو أجنبي، وكان هاجسهم الدائم احترام القانون والسيادة في البلد الذي يعملون فيه، وأسهموا بذلك في إيجاد سمعة أساسية بنوها بعرق جبينهم، وهم من الجاليات الأساسية التي يعترف بأنها تسهم حقيقة في المشاركة في عملية النهوض بالاقتصاد، والأنشطة المختلفة للبلدان التي يعملون فيها، لذلك أود أن أنوه بأن هاجس دولة الإمارات كان دائما لإفساح المجال أمام جميع اللبنانيين دون تمييز، وكل ما تؤكده دولة الإمارات هو أن الذين يأتون إليها يجب عليهم أن يحترموا كغيرهم سيادة الدولة". وأضاف السنيورة قائلا:" لطالما أكدنا لإخواننا اللبنانيين الذين يعملون في كل بلدان العالم، ومن ضمنها الدول العربية، أهمية الحفاظ على تلك السمعة الأساسية التي بنيناها بعرق جبيننا، وجهدنا على مدى سنوات طويلة، وأهمية أن نحافظ على هذه العلاقة السوية بيننا وبين دولة الإمارات وكل الدول، ونحن لدينا كل الثقة بأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز هذه العلاقات وإفساح المجال أمام العديد من اللبنانيين للمشاركة في نهضتها هذه". وقال السنيورة :" وخلال هذه الفترة، استقبلت مجموعة من اللبنانيين الذين كانوا يعملون في دولة الإمارات، وقد شرحوا لي القضية التي يحملونها، وقلت لهم وأكرر إن هذا الموضوع لا يمكن أن يعالج عبر وسائل الإعلام، وهو لن يؤدي بذلك إلى أي نتيجة على الإطلاق، هذا الأمر لا يتم إلا بالتواصل الهادئ والدبلوماسية الهادئة البعيدة عن الإعلام والضجيج والتشنج الذي قد يؤدي إلى نتائج سلبية، ليس فقط على من جرى إبعادهم، ولكن على أعمال اللبنانيين في أكثر من دولة إن لم ندرك آثار ذلك". وأكد السنيورة أنه يتابع هذا الموضوع مع السلطات المعنية في الإمارات بشكل جدي ومكثف، ومن خلال التعاون في ما بيننا وبتفهم كامل لكل ما هو مبني على وقائع لدى دولة الإمارات، وهي الدولة التي لديها السيادة الكاملة". وقال السنيورة :" نحن نرعى شأن اللبنانيين العاملين في الإمارات، ونتابع قضاياهم، ولكن بالأسلوب الصحيح، وبالأدوات التي تؤدي إلى نتيجة، نحن نعمل من أجل إنهاء هذه القضية بالطريقة الصحيحة التي تحترم سيادة القانون والبلد ومصالح اللبنانيين، ونسعى من أجل تسوية هذا الأمر وإنهائه بصورة نهائية، حتى لا يؤدي ذلك إلى أي إشكال في هذا الموضوع أو تداعيات في أي مكان آخر، ولمناسبة انتهاء هذا البرنامج الكبير الذي قامت به دولة الإمارات على مدى السنوات الثلاث الماضية على مختلف الصعد، لمعالجة النتائج المترتبة بسبب الحرب الإسرائيلية". وفي رده على سؤال حول وجود أي رسالة سيحملها لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يغادر يوم الاثنين المقبل إلى الإمارات، قال السنيورة:" الرئيس بري مشكور دائما على ما يقوم به، وهناك تنسيق في ما بيننا، ونحن نقوم بهذا الجهد من خلال التواصل مع كل المسؤولين في شتى المجالات، وهذا كله يتجمع ليحقق النتيجة المرجوة، وهي أن تعود الأمور إلى الطريق الذي يؤدي إلى المعالجة بما يحفظ احترام سيادة الدولة وقراراتها بشكل واضح، وفي المقابل احترام مصالح اللبنانيين".