موسكو: يبدأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الثلاثاء زيارة الى الشرق الاوسط تستمر يومين بغية اعادة تحريك عملية السلام المجمدة بين اسرائيل والفلسطينيين. ويتوجه ميدفيديف اليوم الى اريحا في الضفة الغربية وسيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ان ينتقل الاربعاء الى عمان حيث يلتقي العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وبحسب بيان صادر عن الكرملين فان "المباحثات التي ستجري مع القادة الفلسطينيين تندرج في اطار التعهدات التي قطعتها روسيا على نفسها لدفع الجهود الدولية الرامية الى تعزيز الاستقرار وارساء السلام في الشرق الاوسط". وكشف الدكتور نبيل شعث أحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن عباس سيبحث مع الرئيس ميديفيديف أفكارا حول دور روسي - أوروبي مشترك في العملية السياسية المتوقفة جراء إخفاق الجانب الأمريكي في حمل إسرائيل على وقف الاستيطان. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن شعث قوله "إن الرئيسين عباس وميدفيديف سيوقعان ستة اتفاقات تعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية والإعلامية". ولفت الى إن زيارة الرئيس الروسي تشكل أهمية كبيرة في هذا الوقت الذي يشهد حملة فلسطينية ديبلوماسية دولية تهدف الى جلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 من جانب مختلف دول العالم. وقال إن ميدفيديف سيعيد التأكيد في هذه الزيارة على اعتراف روسيا بدولة فلسطين على حدود 67، وهو الاعتراف الذي كانت بلاده أعلنته لدى إعلان الاستقلال عام 1988. واعتبر أن مثل هذا التأكيد يشكل قوة سياسية كبيرة في ضوء ثقل روسيا في السياسة الدولية ووجود فرصة لدور أوروبي روسي مشترك في المرحلة المقبلة بسبب ما سماه "عدم جاهزية أمريكا" للضغط على إسرائيل للوفاء بمتطلبات العملية السلمية. وأشار الى أن الرئيس الروسي سيعلن خلال الزيارة مساعدة مالية جديدة للسلطة الفلسطينية بقيمة عشرة ملايين دولار. وكشف شعث، الذي يتولى العلاقات الدولية في حركة فتح، أن عددا من دول أمريكا اللاتينية سيعترف قريبا بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67 مثل باراغواي وبيرو وكوستاريكا والدومنيكان. وقال إن عشر دول من أصل 43 في أمريكا اللاتينية اعترفت بدولة فلسطين، وإن العمل جار في هذه المرحلة على اعتراف بقية دول القارة اللاتينية. وأكد شعث أن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز والرئيس البرازيلي السابق لويس اناسيو لولا دا سيلفا والرئيسة البرازيلية الجديدة ديلما روسيف تعهدوا بالعمل على إقناع بقية دول القارة بالاعتراف بدولة فلسطين. وقال شعث إن الاعترافات الدولية المتلاحقة بالدولة الفلسطينية تشكل ضغطا سياسيا على إسرائيل، لافتا الى إن أوروبا تشكل الهدف الأكبر للديبلوماسية الفلسطينية. وأشار الى أن لدى الجانب الفلسطيني توقعات متفائلة باعتراف عدد من الدول الأوروبية مثل السويد وفنلندا وسلوفاكيا وبريطانيا والنرويج. وقال إن عدد سفارات فلسطين حول العالم بلغ 92، وإن السلطة تعد لافتتاح سلسلة سفارات في الدول التي تعترف بفلسطين.