القدس المحتلة: ذكرت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وزراء حزب العمل الذين استقالوا من الحكومة الإسرائيلية الاثنين كانوا العقبة الرئيسية أمام إجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين. وكان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك وزعيم حزب العمل كان قد أعلن الاثنين انشقاقه عن حزبه مع أربعة من نواب الحزب في الكنيست وتأسيس جناح جديد أطلقوا عليه اسم "الاستقلال". ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية الثلاثاء عن المصادر ،دون الكشف عن هويتها، "إن الفلسطينيين سيعلمون الآن وبعد رحيل وزراء حزب العمل أن الحكومة الإسرائيلية لن تنهار وأنه ليس لديهم خيار سوى إجراء مباحثات جادة ومباشرة مع الإسرائيليين". وتساءلت الصحيفة عن السبب الحقيقي وراء تفاؤل نتنياهو ومساعديه من انسحاب أعضاء حزب العمل من الحكومة الائتلافية بالرغم من أن الوزراء المستقيلين هم من كانوا يدعمون المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين. وفي اول تعليق فلسطيني رسمي على ما نشرته "هآرتس" ، اكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان الفلسطينيين لا يتخذون مواقفهم وفق الاعتبارات الحزبية والالاعيب السياسية الضيقة التي تحكم في اسرائيل. وقال عريقات عبر اتصال هاتفي لوكالة الانباء الكويتية "كونا" اليوم "ان القرار الفلسطيني بوقف المفاوضات مع اسرائيل جاء نتيجة استمرار حكومتها في الاستيطان على ارضنا". ورأى انه "يخطئ من يعتقد في اسرائيل ان استخدام الحديث عن عملية سلام سيساعدهم في وضعهم الداخلي الذي وصفه بأنه "يشهد تعاسة غير مسبوقة". غير انه اكد ان استئناف المفاوضات "مرتبط بقرار الحكومة الاسرائيلية بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس وليس بتشكيل الحكومة". ولفت الى ان "صنع السلام يعتمد على قبول اسرائيل بالانسحاب الى خطوط الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967 والموافقة على اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وحل كافة قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها القدس واللاجئون والافراج عن المعتقلين". من جانب اخر، اكد عريقات "ان زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى فلسطين اليوم هي زيارة تاريخية تحمل الكثير من الاهمية". ورأى ايضا " انها تحمل رسالة دعم وتأييد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسياساته بعيدة النظر فيما يتعلق بعملية السلام وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة والسلطة الواحدة وسيادة القانون". وذكر المسئول الفلسطيني "ان روسيا تقدم لنا الكثير من المساعدات خاصة في مجال تدريب كوادرنا في روسيا" مشيرا الى ان لدى فلسطين سفارة في موسكو التي كانت من اوائل الدول التي اعترفت بفلسطين وعاصمتها القدس. وتوقع عريقات "ان تؤيد كل من روسيا والصين المسعى الفلسطيني الذي يجرى العمل عليه الان لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي" لافتا الى ان "الولاياتالمتحدة اعلمتنا انها لا تريد منا الذهاب الى مجلس الامن. من جهة أخرى، قالت صحيفة "جروزاليم بوست" في عددها الصادر الثلاثاء إن باراك تلقى اخطارا من نتنياهو بأنه سيحتفظ بمنصبه كوزير للحرب. ويتوقع ان يطرح الاتفاق الائتلافي بين حزب الليكود وكتلة الاستقلال الجديدة برئاسة باراك على مائدة الكنيست صباح الثلاثاء لنيل موافقتها عليه. وبحسب الاتفاق فإن كتلة الاستقلال الجديدة ستحصل على 3 مناصب وزارية بالإضافة إلى احتفاظ باراك بحقيبة الحرب وهي حقيبة الصناعة والتجارة التي تسند إلى شالوم سِمحون وحقيبة الزراعة التي ستعهد إلى أوريت نوكيد فيما يعين ماتان فيلنائي وزيرا بدون حقيبة في وزارة الحرب مسئولاعن قضايا الأقليات وملف الجبهة الداخلية . وتجدر الاشارة الى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو كان يرأس حتى يوم امس ائتلافا حكوميا بتأييد 69 عضوا في الكنيست الاسرائيلي البالغ عدده 120 عضوا فيما تعد حكومته واحدة من اكثر الحكومات اليمينية تطرفا في تاريخ اسرائيل.