كشفت مصادر إسرائيلية عن رفض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دراسة وثائق رسمية قدمها مسئولون فلسطينيون تتضمن المواقف الفلسطينية بشأن جميع القضايا الجوهرية العالقة بين الطرفين فيما يعد تناقضا تاما مع تصريحات نتنياهو بشأن مساعيه لاستئناف عملية السلام.. ونقلت صحيفة معاريف عن المصادر قولها إن حكومة نتنياهو رفضت منذ أسابيع دراسة وثائق رسمية قدمها مسؤولون فلسطينيون وتتضمن المواقف الفلسطينية بشأن جميع القضايا الجوهرية العالقة بين الطرفين.وأضافت إن "المسؤولين الإسرائيليين الذين تسلموا هذه الوثائق امتنعوا عن دراستها أو الرد عليها أو إعداد أي وثيقة تتضمن مواقف الجانب الإسرائيلي من هذه القضايا". وأشارت الصحيفة إلي أن هذا التصرف "يتناقض تماما مع تصريحات نتنياهو ". ومن ناحيتها نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مكتب رئيس الحكومة القول إن "هذه الأنباء عارية عن الصحة". وكان نتنياهو قد دعا الفلسطينيين إلي عدم التركيز علي قضية الاستيطان والعمل بدلا من ذلك علي القضايا الأوسع نطاقا اللازمة للتوصل إلي اتفاق سلام نهائي.وفي تعليقه علي دعوة نتنياهو،اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عرض نتنياهو وصل إلي أكثر قليلا من مجرد "إعلان فارغ".ودعاه لتوضيح رؤية للسلام، وتحديدا الالتزام بالانسحاب شبه الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال عريقات إنه خلال الأسابيع الثلاثة من المحادثات المباشرة في سبتمبر الماضي لم يقدم نتنياهو أي مقترحات تتعلق بالترتيبات المستقبلية بين إسرائيل وفلسطين، مؤكدا "لقد حان الوقت بالنسبة له لتقديم رؤيته للسلام ودولتين علي أساس حدود 1967مع التعديلات المتفق عليها".. ومن جهة أخري، قال رئيس لجنة الشئون الخارجية والأمن في الكنيست شاؤول موفاز ان الحكومة الإسرائيلية تقود البلاد إلي خوض مواجهة جديدة محذرا من أن الحرب القادمة ستكون أكثر خطورة من سابقاتها. وأعرب موفاز عن اعتقاده بأننا سنعود في نهاية المطاف إلي نفس النقطة في المفاوضات مع الفلسطينيين. ومن ناحية أخري،هدد عدد من وزراء حزب العمل الإسرائيلي بالانسحاب من حكومة نتنياهو إذا ما استمر الجمود في عملية السلام مع الفلسطينيين.ودعا وزير الأقليات أفيشائي برافرمان حزبه إلي الاجتماع خلال الشهر الجاري لاتخاذ قرار بشأن ترك الائتلاف الحكومي الذي يهيمن عليه الليكود والانضمام إلي المعارضة.وقال إسحق هيرتزوج وزير الشؤون الاجتماعية، إن علي نتنياهو أن يدرك أن استقرار حكومته في خطر داعيا أيضا إلي عقد مؤتمر عمالي يخصص لعملية السلام. ولم يستبعد هيرتزوج أن يبحث هذا المؤتمر أيضا احتمال إجراء انتخابات مبكرة لاختيار زعيم جديد للحزب بدلا من زعيمه الحالي أيهود باراك وزير الدفاع .