القدس المحتلة: اعلن مصدر كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية الاحد ان الوزير افيجدور ليبرمان قام باعداد خريطة لدولة فلسطينية في حدود مؤقتة تحسبا لإحتمال اعلان إعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة في شهر سبتمبر/ ايلول القادم. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن ليبرمان "يعتقد أنه يتعين على اسرائيل اطلاق مبادرة سياسية للتخفيف من الضغوط الدولية الممارسة عليها " موضحا " ان الخريطة تنطوي على تجميد الوضع القائم على الارض مع ادخال تعديلات بسيطة عليه ". ورأى ان هذا المقترح يعني ان اسرائيل معنية فعلا بالتقدم نحو تحقيق السلام ولاجبار الفلسطينيين على اظهار ما اذا كانوا فعلا يريدون دولة لهم . وقال المصدر: "ان ليبرمان يعتقد ان الوقت يمر بسرعة وان مزيدا من الناس سيؤيدون هذه الفكرة التي تهدف في الوقت الحاضر الى التوصل الى اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين ". وأكد ان "خطة ليبرمان هذه تكسب دعما من الوزراء الاعضاء في المجلس الوزاري للشئون الامنية والسياسية في اسرائيل". واوضح في ذات الوقت " ان نائب رئيس الحكومة موشيه يعالون يشاطر ليبرمان الرأي بأنه يتعين على اسرائيل دارسة امكانية اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ". ولفت ايضا الى ان ليبرمان "يشعر بالرضى ازاء التصريحات التي ادلى بها رئيس الحكومة نتنياهو قبل اسابيع قليلة والتي ذكر فيها ان التوصل لاتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين هو نتيجة يمكن تحقيقها من خلال العملية السلمية". من جهته قال ليبرمان: "ان اسرائيل ملزمة بالتقدم بمبادرة دبلوماسية من خلال عرض دولة على الفلسطينيين ذات حدود مؤقتة " وهو الامر الذي من شأنه " استباق الاعتراف الدولي بدولة كهذه يرغب هؤلاء في اعلانها على حدود عام 1967 ". وأشارت صحيفة "هآرتس" الى ان وزير الخارجية يريد بخطته هذه خفض مستوى الضغط الدولي الذي تتعرض له اسرائيل الان ونقل جزء واحد على الاقل من هذه الدولة الى الفلسطينيين. ويرى ليبرمان فيما يتعلق بالخطة التي وضعها انه "بعد اقامة هذه الدولة ذات الحدود المؤقتة فإنه من الممكن العودة الى المفاوضات السياسية وربما التوصل الى اتفاقيات تقضي بتسليم منطقة اخرى للدولة الفلسطينية". ووفقا لما ذكرته الصحيفة فإن ليبرمان اطلع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على مشروعه غير انه لم يقدم له الخريطة الخاصة به. واوضحت " ان خريطة ليبرمان تشمل في طياتها شبكة جديدة من الطرق التي تربط بين المناطق الفلسطينية كما انها توفر تواصلا جغرافيا بين مناطقها الامر الذي سيساعد في أن تكون هذه الدولة ذات الحدود المؤقتة قابلة للحياة ". وفي المقابل ، اعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات رفض الفلسطينيين أي مشروع لاقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة جملة وتفصيلا. ورأى عريقات في تصريح لوكالة الانباء الكويتية "كونا" "انهم في اسرائيل يشعرون الان بالحرج والعزلة في المجتمع الدولي المؤيد لحق شعبنا في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس ولذلك يعملون على القاء الكرة في الملعب العربي والفلسطيني". وشدد عريقات على "ان الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة ليست خيارنا وهو الامر الذي اكدنا رفضنا له اكثر من مرة" مشيرا الى "انه وحتى الرئيس الامريكي باراك اوباما كان قد اكد اكثر من مرة انه يسعى الى حل دائم للقضية الفلسطينية وليس لحل مؤقت او انتقالي او دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة لنا". واوضح ان اسرائيل "باتت تدرك حقيقة الموقف الدولي المؤيد لاقامة دولة فلسطينية مستقلة" مشيرا الى "انها تعرف كذلك ان هناك 77 سفارة لفلسطين و24 مكتب مفوض في مختلف دول العالم اضافة الى سفارتين كاملتين في عاصمتي دولتين من الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وهما موسكو وبكين". وقال عريقات "ان اسرائيل تعرف ان الدولة الفلسطينية حتمية وقادمة لا محالة وان استيطانها واغلاقها وحصارها لشعبنا مجرد محاولات لتعطيل هذا التطور الحتمي والحاصل لا محالة وهي دولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود عام 1967". وأشار الى "ان ليبرمان طلب من اليهود في الولاياتالمتحدة العمل من اجل قطع المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية" مشددا على ان "حكومة اسرائيل وبممارساتها ضد الفلسطينيين اصبحت لا تمثل شريكا لنا بكل ما للكلمة من معنى". ورأى المسئول الفلسطيني "ان المطلوب الان من اسرائيل هو وقف الاستيطان بما يشمل مدينة القدسالمحتلة وتحديد المرجعيات حتى يصار الى العودة للمفاوضات" معبرا عن الامل "بأن تقوم الولاياتالمتحدة بهذا الدور".