أكدت مصادر في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن وزير الخارجية المتطرف أفيجدور ليبرمان يعد مشروعاً لدولة فلسطينية مؤقتة يهدف إلى المحافظة على استمرار الاستيطان و وتفريغ المساعي الدولية لدفع الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة. وذكرت المصادر أن مشروع الدولة المؤقتة الذي يعكف ليبرمان على إعداده حاليا سيقام على 50% من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة, وهو ما رفضه الفلسطينيون. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسئول في الخارجية الإسرائيلية قوله: "إن مشروع ليبرمان ضربة استباقية قبل أي اعتراف واسع النطاق بالدولة الفلسطينية". وكان عدد من دول أمريكا اللاتينية قد أعلن اعترافه بدولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، مما أثار قلق الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين خصوصا أنها تزامنت مع توقف ما يسمى ب"مفاوضات السلام" مع الفلسطينيين منذ سبتمبر الماضي. وأوضحت "هآرتس" أن خطة ليبرمان التي تتحدث عن حدود مؤقتة لدولة تقوم على ما بين 45 و50 في المائة من أراضي الضفة الغربية تشمل شبكة من الطرق تقطع المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل لربط البلدات الفلسطينية بعضها بعضا. وأضافت الصحيفة أن الخطة لا تدعو إلى إزالة أي مستوطنات إسرائيلية مع العلم بأن ليبرمان نفسه مستوطن من حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف في حكومة الاحتلال الائتلافية. من ناحية أخرى, أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات رفض الفلسطينيين أي مشروع لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة جملة وتفصيلا. وقال عريقات: إن الإسرائيليين يشعرون بالحرج والعزلة في المجتمع الدولي المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، ولذلك يعمل الإسرائيليون على إلقاء الكرة في الملعب العربي والفلسطيني". ومن جانبه قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم: "إن هذه التصريحات تأكيد على حالة الحرج الذي يسببه الحراك الدولي في دعم حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967". وأضاف أنها "محاولة بائسة لإخراج الكيان الصهيوني من ورطته وتحديدًا بعد حالة العزلة التي بات يعاني منها بعد حربه على غزة وفشل مشروع التسوية واستمرار الاستيطان والتهويد وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني". وطالبت حماس بضرورة فرض هذه العزلة على إسرائيل واستمرار حالة الحراك الدولي جماهيريا وشعبيا ومؤسساتيا ورسميا لدعم عدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني على أرضه، واتخاذ قرارات رادعة دوليا ضد إسرائيل.