روسيا والهجوم على إيران د.هاني شادي كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في الآونة الأخيرة النقاب عن أن إسرائيل أجرت في بداية الأسبوع تدريبات حربية، اعتبرها مسؤولون في الإدارة الأميركية والبنتاجون بمثابة تدريبات على قصف المنشآت النووية الإيرانية. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى مشاركة أكثر من 100 مقاتلة إسرائيلية من نوع " اف - 15 " و " اف 16 " في هذه التدريبات التي جرت في القسم الشرقي من البحر الأبيض المتوسط وامتدت حتى اليونان. كما شاركت في هذه التدريبات أيضا مروحيات وطائرات صهاريج ، وحلقت لمسافة تعادل المسافة بين إسرائيل والمجمع النووي الإيراني في نتانز. وكان وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز هدد في وقت سابق بعملية عسكرية ضد إيران، إذا واصلت الأخيرة تنفيذ برنامجها النووي، الذي يستهدف صنع سلاح نووي، حسب رأي تل أبيب. وبالمقابل أعلن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون مؤلما للغاية ، إذا شنت إسرائيل هجوما عليها. وفي نفس الوقت هدد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بالاستقالة في حال الاعتداء على إيران. ويعتقد البرادعي بأن أي اعتداء على إيران بوسعه تشجيع طهران على تسريع صنع السلاح النووي وإشعال الوضع في المنطقة. ويرى خبراء روس أن المناورات الإسرائيلية تدل على جدية موقف إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني. المسؤولون الإسرائيليون رفضوا الحديث عن تفاصيل المناورات، واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إن سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب دائما على تنفيذ مهمات مختلفة لكي يكون مستعدا لمواجهة أي تهديد لأمن إسرائيل. وتقول بعض المصادر إن إسرائيل كانت تهدف إلى توجيه رسالة واضحة تؤكد أنها مستعدة للخيار العسكري في حال فشل الجهود السياسية الدبلوماسية في منع إيران من تخصيب اليورانيوم. ومن جانبها أعلنت روسيا على لسان مندوبها الدائم في الأممالمتحدة أن موسكو ترفض الحل العسكري للملف النووي الإيراني وتدعم الحلول الدبلوماسية. وكانت الخارجية الروسية رفضت أيضا تهديدات موفاز لإيران، واعتبرتها غير مقبولة. وترفض موسكو بشدة الحلول العسكرية للمشكلة النووية الإيرانية، ولا تبارك هذه الحلول بأي شكل من الأشكال بل وتعمل على التسوية السياسية لهذه المشكلة. وفي نفس الوقت تدعو موسكوطهران للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي والموافقة على الحوافز الذي تقدم بها السداسي وتجميد عملية تخصيب اليورانيوم. واللافت أن طهران بدأت تتشدد أكثر في موقفها تجاه مقترحات السداسي حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أمس أن إيران لن تناقش مسألة تجميد تخصيب اليورانيوم في المفاوضات المحتملة مع "سداسي" الوسطاء الدوليين في حل القضية النووية الإيرانية (أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمون وألمانيا). وكان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سلم القيادة الإيرانية في 14 يونيو حزمة جديدة من الحوافز بشأن حل قضية إيران النووية. ومن المفترض أن تحفز هذه المقترحات طهران على البت في قضية وقف العمل على تخصيب اليورانيوم. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن يكمن في قدرة روسيا والدول الغربية على وقف أي محاولة لإشعال الحرب في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من توتر كبير على مدار السنوات السابقة. عن صحيفة الوطن العمانية 22/6/2008