نعم لماذا السودان؟ إبراهيم بخيت الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة لا تعوزهم الدلائل علي وجودها . لا ينكر عليهم احد بان هنالك مؤامرة . ولكن السؤال الذي لا بد من الإجابة عليه . من يتآمر ضد من ؟ ولماذا يتآمر المتآمرون ؟ ولماذا هنالك أفرادا أو دول متآمرة وغيرها متآمر عليه؟. لنأخذ السودان نموذجا . وننظر في المؤامرات الداخلية والخارجية لنري من بدأ التآمر ؟. هل الداخل ضد بعضه البعض ؟ أم أن المؤامرة الخارجية هي البادية ؟ ولن نغوص كثيرا في التاريخ البعيد . لأن حديث المؤامرة ونظريتها جديد وقصير العمر بالنسبة للسودانيين لم يتجاوز من العمر عقدين . وبصريح العبارة تكاثفت هذه النظرية في عهد الإنقاذ . بل وبدأت المؤامرة بشكل سافر في بدايته . عندما ذهب البعض للقصر والآخر إلي السجن . نعم اليوم يواجه السودان مؤامرة سافرة تستمد وقودها من الداخل بل ووجدت ثغرة الدخول مما أتاحته لها القوي الداخلية الحاكمة أولا والمعارضة ثانيا . هل فعلا التآمر علي السودان بسبب ثرواته الهائلة وطمع القوي الكبري فيها ؟ وهل السودان هوالبلد الوحيد في العالم الذي يزخر بخيرات الأرض وتتكالب عليه القوي الطامعة ؟ المعلوم إن هنالك بلاداً لا تساوي خيرات السودان إلي جانبها شيئا ،ولكن لا تواجه أي تآمر وتستغل خيراتها علي أحسن وجه مما يكفل الرفاهية المتساوية لكل قاطنيه . لماذا لا تقترب الشجاعة من مروجي نظرية المؤامرة والساعين لجعلها شماعة للاخفاقات والمبرر للأخطاء السياسية والإدارية التي تكبل حركة الحياة والأحياء .وليفسروا للناس والعالم لماذا السودان الذي يعاني من المؤامرة وهم بالطبع يعرفون مكامن الضعف وأسباب العلة. نعم أمريكا والصهيونية تتآمر علي السودان . ولكن طالما نحن نعرف هذه المؤامرة فكيف يكتب لها النجاح إذن ؟ أين العلة ؟ المتحدثون باسم المؤتمر الوطني تركوا المؤامرة علي السودان الوطن ليتهموا أمريكا بالتآمر علي حزبهم وإنها تسعي لإسقاطه عن طريق الانتخابات . والمعارضون للمؤتمر الوطني يقولون انه يتآمر عليهم ويستأثر بالثروة والسلطة ويسخرها لصالحه وترجيح كفته في الانتخابات بالإضافة لإصراره علي بقاء القوانين التي وضعها والمكبلة للحريات . أو علي الوجه الآخر فانهم اصبحوا هم وحزبهم السودان واصبح السودان هوالمؤتمر الوطني . وليس صحيحا أن أمريكا وإسرائيل تتآمران علي السودان لتوجهه الإسلامي فهنالك دول تحكمها الشريعة الإسلامية قبل أن يولد قادة الإنقاذ ولكنها لم تواجه المؤامرة الأمريكية الصهيونية . ولكن السياسة هي التي تجلب المؤامرة فلينظر الواقعون تحت حبائل المؤامرات في سياساتهم الداخلية والخارجية ، ليروا اللطمة التي زلزلت الوحدة الوطنية وفتحت الباب علي مصراعيه للتدخل والمؤامرات الأجنبية . عن صحيفة الراية القطرية 24/3/2008