من يوقف هذه المجازر في غزة؟! د. محمد ناجي عمايره غزة تغرق بالدم؟ غزة تفيض بجنازات النساء والاطفال. غزة تودع الشهداء بالعشرات، ومستشفياتها تمتلئ بالجرحى بالمئات..ولم يعد لديها اسرة لاستقبال المزيد من الضحايا. إدانات متصلة على الالسنة، والمشاهدون يفغرون افواههم دهشة، وبعض العرب سادرون في نومهم العميق، والضمير العالمي في اجازة، واصوات الاستنكار لاتصل ، واصداؤها تضيع في البرية!. العدو الاسرائيلي مستمر في عدوانه، والحدث اليومي يتصاعد ولا يستثني هدفا ولا موقعا ولا منزلا ولا مسجدا، ولا شارعا، ولا مؤسسة ولا هيئة، ولا شخصا. المظاهرات والاعتصامات تتواصل، وردود الافعال العربية والعالمية لا يصغي اليها احد. وعلى مرمى حجر ترابط المدمرة، كول لتنشر رسائل الترهيب والرعب والتحذير من قادم اعظم، ليس في فلسطين وحدها بل في لبنان وسوريا ايضا، تماما كما يجري في العراق منذ سنوات!. اميركا المعنية بغياب المقاومة او شطبها، تصم آذانها عن سماع النداءات، وتتبرع كل يوم بتصريحات تغطي المجزرة، وتعيد اسبابها الى (صواريخ) المقاومة وبدعوى دفاع اسرائيلي عن النفس!. الدم يجري غزيرا في شوارع غزة، ولكن الجرحى بالمئات يعوزهم الدم الذي يحتاجونه لعمليات جراحية مستعجلة. وللأسف اننا نتلاوم، ونسوق الاتهامات ضد بعضنا بعضا، اقصد الفلسطينيين سلطة ومقاومة. والعرب من انصار السلام او دعاة الممانعة..ولا جديد!. من ينقذ غزة الغارقة في بحر الدم؟! من ينقذ الاطفال والنساء والشيوخ؟! حصارها اي غزة مستمر منذ شهور طويلة والمأساة تتصاعد..والحرب مفتوحة، والدمار يتواصل، والإبادة قادمة..والهولوكست مستمر!. أي حل يمكن ان يبدو لهذا الذي يجري؟! من يلجم آلة العدوان والقتل والدمار؟! من يوقف هذه الكارثة او المأساة!! اسئلتنا حيرى..حناجرنا جافة..احاسيس انظمتنا العربية والاسلامية مجمدة..كأنها متبلدة! ولماذا (كأن) هذه، بل هي كذلك! غزة تحترق بنيران الصواريخ، ونيران الذل والإهانة، كما تقول احدى نساء القطاع المحاصر؟! وتسأل: الى متى؟..الى متى؟!. ونحن نصرخ معها بسؤالها، فالامم المتحدة تدين اعمال العنف، وتطالب بايقاف الصواريخ الفلسطينية، ويدافع امينها العام عن حق اسرائيل في الدفاع عن النفس، ويدعوها الى (ضبط النفس)!. ترى أي موقف للضمير الدولي..هذا؟! الآلة العسكرية الجهنمية مطلقة اليد تفعل ما تشاء والجحيم مفتوح على مصاريعه..ومع هذا يأتي من يقول اننا نريد التفاوض مع هؤلاء القتلة والمجرمين، وان السلام خيارنا الاستراتيجي! لك الله ياغزة!. عن صحيفة الوطن العمانية 3/3/2008