أحقر إعلام طه خليفة في رأيي الشخصي أن أحقر إعلام علي وجه الأرض ليس الإسرائيلي إنما الدانماركي. فرغم أنه تاريخياً لا يوجد أي نوع من أنواع العداء بين العرب والمسلمين وبين شعب الدانمارك إلا أن إعلام هذا البلد البعيد جداً جغرافياً عن العالم الإسلامي قد تسبب في جراح وآلام يصعب علاجها لدي عموم المسلمين بالرسوم الوقحة والحقيرة والمسيئة لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم. تلك الرسوم التي هزت العالم الاسلامي واستفزته بشدة عندما نشرت لأول مرة في 2006 دون أي مبرر مقبول أو مفهوم أو منطقي لهذا السلوك الذي لا يمكن اعتباره أبداً أنه يندرج تحت زعم حرية التعبير. أي حرية تعبير تلك التي تعطي رساما دانماركيا الحق في الإساءة لرمز المسلمين ونبيهم. وما دخل الرسول المعلم الهادي بكون بعض اتباعه بعد أكثر من 1400 سنة علي بعثته قد ضلوا الطريق وخرجوا عن جوهر هذه الدعوة الوسطية المتسامحة المنفتحة علي الآخر. الرسام الدانماركي المسييء لرسولنا والغاضب من سلوكيات العنف لدي بعض المسلمين كان له أن ينتقد هؤلاء في رسوم حتي لو كانت شديدة القسوة دون المساس بالرسول عندئذ لم يكن ليلومه أحد لأنه يبدي رأياً في ظاهرة التطرف الإسلامي التي يتناولها رسامون وفنانون وكتاب وإعلاميون ومثقفون مسلمون في الدول العربية والإسلامية يومياً بغرض تعرية هؤلاء المتطرفين. لكن الإساءة للرسول تشير إلي تعمد الإساءة للإسلام كدين وعقيدة وإهانة عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وما يثبت حقارة هذا الإعلام ومن يقفون وراءه من أحزاب سياسية وجماعات فكرية وثقافية متطرفة وما يثبت تعمده الإساءة والإهانة والاستفزاز لكل ما هو إسلامي هو إعادة نشر الرسوم مرة أخري قبل أيام، ولم تقتصر إعادة النشر هذه المرة علي الصحيفة صاحبة هذا الحق الحصري الرخيص والغث إنما وصل العدد الي سبع عشرة فأي حرية تعبير يدافعون عنها هذه المرة أيضاً. حجتهم في ذلك أن الرسام المجهول الذي أساء لنبينا الكريم العظيم تعرض للتهديد بالقتل من خلال ثلاثة مشتبه بهم تم اعتقالهم. هذا مبرر تافه لا قيمة له ولم يتأكد وحتي لو كان أمر هؤلاء الثلاثة صحيحاً فلا يكون الرد العاقل بإعادة الضغط علي الجرح مرة ثانية بصفاقة وقلة أدب. لكن اذا كان هناك من لوم فنحن عرباً ومسلمين نتحمل جانباً كبيراً منه حيث ردودنا علي الرسوم في المرة الأولي لم تكن علي قدر تلك الجريمة وخطورتها، وبالتحديد الرد الرسمي حيث كان الواجب علي أكثر من 50 بلداً إسلامياً سحب سفرائهم من الدانمارك واشتراط عودتهم اعتذارا واضحا عن تلك الجريمة ولما لم يتم ذلك فإنهم يتشجعون اليوم أكثر لإعادة النشر وتكرار الإساءة ونبقي أيضاً علي سلبيتنا ولا نقصد الرد العنيف عليهم إنما الرد الحضاري القوي الذي يلقنهم درساً في كيفية الدفاع عن رموزنا ومقدساتنا ليكون ذلك عبرة للآخرين. أم أننا للأسف تحققت فينا نبوءة رسولنا بأننا أمة كغثاء السيل تتداعي علينا الأمم الأخري ومنها الأمة الدانماركية التي كانت يوماً بربرية همجية تتساوي مع الحيوانات في حياتها وسلوكها؟!. عن صحيفة الراية القطرية 20/2/2008