تعاطفاً مع غزة ممدوح طه لم تكن الفرحة بإحراز الفريق المصري بطولة الكأس الإفريقية فرحة مصرية فقط بل عربية أيضا، حيث تلقيت رسائل على الهاتف وعلى البريد الإلكتروني من أصدقاء عرب من داخل الإمارات، لكن التهنئة الأكثر تأثيرا، والتي استوقفتني للمفاجأة السارة جاءت من غزة، من الكاتب الصحافي الفلسطيني أشرف أبو خصيوان تعبيرا فلسطينيا بالحب والإعجاب لمصر ولمن عبر عن مشاعر المصريين والعرب جميعا ''تعاطفا مع غزة'' وهو في قلب النصر.
كتب الأستاذ أشرف يقول: كم أنت رائع يا محمد أبوتريكة، كانت الضربة الحاسمة بأقدامك الذهبية، كانت غزة تغرق في الظلام، وأنت تشعل القارة السمراء ضياءً، كانت القلوب تدعو لكم بالنصر، وأحرزتم البطولة بعد أن حققت الهدف.
المدرسة الكروية المصرية، دخلت التاريخ من أوسع الأبواب بفضل المعلم الكبير حسن شحاتة، ونجوم المنتخب المصري لكرة القدم، بقيادة المخضرم أحمد حسن، وبشراسة الكابتن عمرو زكي.
دقت الألحان الغانية، طربت لها مشاعر المصريين والعرب المؤازرين، ارتفعت الأكف بالدعاء والثناء شكرا للمولى عز وجل، بينما كانت غزة تعيش في الظلام، أنتم هناك في القاهرة ونحن هنا في أرض المحشر والمنشر، في أرض الميعاد، نلقى تعاطف شرفاء العالم مع قضيتنا الفلسطينية.
نشكر لك عواطفك الجياشة يا أبوتريكة تجاه غزة وأهلها الصامدين، وقفتك الرائعة على أرض الملعب كانت كافية لكسر الحصار المعنوي عنا، حين جمعت قلوب العرب من جديد على حب غزة،أداء المصريين في سجال الكرة الإفريقي، يستقر بالكأس الإفريقية للمرة السادسة في دار المصريين، بقيادة مايسترو المنتخب المصري، العملاق عصام الحضري ''الحارس الأمين''..
الأشقاء في مصر يحتفلون بالفوز، وأشقاؤهم في غزة يضمدون الجرح النازف، هناك أفراح وأعراس وطبول تدق بهجة بالنصر، وهنا أحزان ومآتم، وبيوت عزاء تنتشر في شوارع غزة.
الشارع الفلسطيني في غزة اتجهت أنظاره إلى كوماسي تارة والى أكرا تارة أخرى ترقب إبداعات المنتخب المصري وتدعوا لهم بالفوز، سألت أبي إن لم تكن فلسطينيا ماذا تود أن تكون ؟
قال: لو لم أكن فلسطينيا لوددت أن أكون مصريا.
في غانا قصف المنتخب المصري المنتخبات الإفريقية بالثلاثة والأربعة أهداف في المباراة، وهنا في غزة قصف الاحتلال الإسرائيلي المقرات الأمنية الفلسطينية ورجال المقاومة والمدنيين الآمنين، بالثلاثة والأربعة صواريخ من طائرات إف 16 الأميركية.
كي يعرف العالم أجمع كيف يعيش الإنسان الفلسطيني في غزة، تحت وابل القصف وصرخات الأطفال والجرح النازف يوميا من جراء الاجتياحات وعمليات القصف والتصفية، إلا انه ورغما عن ذلك، فهو يشارك أشقاءه المصريين الفرحة والبهجة وروعة الفوز بكأس الأمم الإفريقية في غانا 2008.
غدا نلتقي يا كابتن حسن شحاتة في أنغولا 2010، وبعدها في كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، وعندها نأمل ميلاد الدولة الفلسطينية وقد تحقق لنا النصر على أعدائنا، ونشارككم الأفراح في داركم وفى دور العرب أجمعين، نعيش على أمل النصر وأنتم تعيشون على أمل الفوز، انتم تجيدون تسديد الكرة في مرمى الخصم.
أما نحن فما زالت الكرة في أرضنا، نتقاذفها بين الحين والآخر، نحتاج إلى مهاجم شرس كعمرو زكي يسدد الكرة إلى ملعب الأعداء، والى مدافع عنيد، كوائل جمعة يدافع عن تراب الوطن، والى ضابط للوحدة الوطنية الفلسطينية مثل حسني عبد ربه، ونحتاج إلى مراوغ عظيم كمحمد زيدان، والى شجاعة ودماثة خلق محمد أبوتريكة، نحتاج إلى فريق فلسطيني يعمل من أجل وحدة الوطن.
انتهيت من قراءة الرسالة ليزداد يقيني أن الشعب العربي واحد والحزن العربي واحد والفرح العربي واحد فسقطت دمعتان.. الأولى دمعة فرح مصرية.. والثانية دمعة فلسطينية «تعاطفا مع غزة» وأضأت شمعتين بدلا من أن ألعن الظلام! عن صحيفة البيان الاماراتية 14/2/2008